دولي

البدائل عند حماس

القلم الفلسطيني

 

في الأسابيع الأخيرة كثرت التصريحات الصادرة عن قيادات في حركة حماس عن وجود بدائل إذا لم تقم حكومة التوافق بمهامها واقتصرت زيارة وفدها لقطاع غزة على محاولة ترتيب أوضاع الموظفين المستنكفين بعد تهديدات أوروبية بقطع مخصصات كل من لا يعود إلى عمله منهم، ثم اتهام حركة حماس بعرقلة عملها ووضع العقبات أمام تنفيذها لمهامها. فصل قطاع غزة عن الضفة باتفاق منفرد لحماس مع العدو الإسرائيلي مقابل تهدئة طويلة الأمد لن يكون خيارا لحركة المقاومة الإسلامية حماس لأن كل قادة الحركة أكدوا على هذه الحقيقة ولأن حماس تطالب جهات خارجية متعددة بالتدخل من اجل انجاز المصالحة، وكان آخرها مطالبة المملكة العربية السعودية بالتدخل بشكل عاجل لرعاية اتفاق مكة 2 على غرار مكة 1 ولكن مع تلافي أسباب الفشل، ولذلك يجب التوقف عن الادعاء بوجود مشروع للتفاوض او الدردشة مع المحتل الإسرائيلي لمنافسة مشروع منظمة التحرير الفلسطينية، أما بالنسبة للمنظمة فلا احد يريد منافستها وإنما إعادة تأهيلها من أجل تمثيل كامل للشعب الفلسطيني ومن أجل تمثيل صحيح لخياراته. الانفجار في وجه مصر أو التدخل في الشأن المصري لن يكون أيضا بديلا لحركة حماس وخاصة أن حماس تسعى إلى تحسين علاقتها بالنظام القائم في مصر من اجل صالح الشعب الفلسطيني ,وأصبح هناك قناعة راسخة لدى الشعب المصري والكثير من الأحزاب المصرية وكذلك لدى المجتمع الدولي بأن كل ما نسب إلى حركة حماس من تدخل في مصر وعلى وجه الخصوص في سيناء لم يكن سوى اتهامات باطلة صدرت عن بعض الإعلاميين المصريين وليس عن جهات رسمية مصرية، ولكن هذا لا يعني أن سكان غزة غير متضررين من شدة الحصار من الجانب المصري ولا يعني أيضا إمكانية تحمل الشارع المزيد من الضغوطات، ولا بد أن تقابل التطمينات من جانب حماس لمصر بإجراءات مصرية تخفف من الحصار للوصول إلى فتح كامل لمعبر رفح والمعبر التجاري. من البدائل غير الممكنة أيضا لدى حماس استمرار الانقسام وبقاء الأمور على حالها، فهذه الحالة مرفوضة من حماس ومن باقي الفصائل في قطاع غزة ولا بد من طي صفحة الانقسام حتى تعود الحياة في غزة والضفة إلى وضعها الطبيعي، أما بدائل حماس الممكنة فإننا نأمل أن يتم الإفصاح عنها من قبل الحركة حتى لا يفتح المجال للمزيد من الإشاعات والتوقعات التي تزيد من حالة التوتر في الشارع الفلسطيني. 

 

د.عصام شاور


من نفس القسم دولي