دولي

أسوأ ما في تصريحات الرسميين؟!

القلم الفلسطيني:

 

إن أسوأ ما يعانيه المتابع للأخبار الفلسطينية هو غياب المسئولية الأدبية أو الأخلاقية عن التصريحات التي يدلي بها أصحاب المسئولية في السلطة الفلسطينية، والأمثلة على ذلك عديدة، ومتنوعة، ولا بأس أن نقف عند المثل الأخير الذي زعم أصحابه أن زيارة وزراء حكومة التوافق الأخيرة كانت تستهدف حلّ المشاكل العالقة، وبالذات في ملفي الموظفين وإعادة الإعمار. (حسنا) ولكنهم حين نزلوا غزة أخبروا حماس في الغرف المغلقة أن هدفهم من الزيارة هو تسجيل وإحصاء الموظفين المستنكفين تمهيدا لإعادتهم إلى العمل، وأنهم غير مفوضين بشيء آخر؟! وكان هذا بالطبع سببا كافيا لفشل الزيارة.ثم قيل أمس إن رئيس ما يسمى بحكومة التوافق سيزور غزة لحل المشاكل العالقة بعد اجتماع مغلق له مع الرئيس وعدوله عن عزمه الاستقالة، وفي الخبر بحسب الوكالات ما يفيد أن رئيس السلطة تفهم موقفه، وأهمية الزيارة، وأهمية إيجاد حلول للمشاكل العالقة؟! وفي الوقت نفسه وصف نائب من المجلس التشريعي أن حكومة الحمد الله تكذب في تصريحاتها؟! وأنها لم تنفذ شيئا من تصريحاتها الإيجابية نحو غزة، ووصف هذه التصريحات بأنها للاستهلاك المحلي والإعلامي ؟!.إنه وبغض النظر عن تصريحات النائب فإن المواطن في غزة لا يلمس عملا إيجابيا واحدا لحكومة الحمد الله في غزة، بعد عام كامل من تشكيلها، وهي تكاد تحصر عملها في الضفة، وتكتفي باتهام حماس بعرقلة أعمالها، وهو اتهام أيضا للاستهلاك المحلي.لقد ملّ الرأي العام من التصريحات الإعلامية التي لا رصيد عملي لها، وملّ من المناورات السياسية والإعلامية، ويتمنى أن يجد جهة فلسطينية قادرة على الرقابة والمحاسبة، لوضع حدّ لعمليات تضليل الرأي العام. نحن نعلم الأسباب التي تقف خلف تعطيل عمل المجلس التشريعي بصفته جهة الرقابة والمحاسبة، وقد شجع هذا التعطيل السلطة التنفيذية على الكذب، والتضليل، وتخدير أبناء المجتمع.وخذ مثلا آخر على غياب المسئولية الأخلاقية والأدبية، ولكن من خلال تصريحات الناطق الرسمي لحركة فتح في الضفة، حيث زعم أن مفاوضات حماس مع إسرائيل على قيام دولة في غزة على حساب القدس والضفة ستدخل حيز التنفيذ حال تشكيل الحكومة الإسرائيلية؟! (لاحظ حال تشكيل حكومة نتنياهو؟!)، ونسي الناطق الرسمي أن تشكيل الحكومة الإسرائيلية سيكون في غضون أيام قليلة، وسينتظر المواطن الفلسطيني امتحان مصداقية ما قاله الناطق الرسمي عن دولة غزة، وعن إجراءات التنفيذ. ومن المؤكد أنه بعد انتظار قصير الأمد، وطويل الأمد سيكتشف المواطن كذب الناطق الرسمي لحركة فتح ؟! لأن الكذبة كبيرة واختبار مصداقية التصريح لا يحتاج أكثر من الانتظار لأيام أو لأسابيع قليلة؟! وعندها سيشعر المواطن بقرف المناورات الإعلامية التي تستهدف تضليل الرأي العام، وخداع العامة من الناس.أخي المواطن إن ما تريده الساحة الفلسطينية من أبطال الإعلام ممن يتولون مسئوليات رسمية أو حركية هو المصداقية في التصريح بدرجة (مقبول) فقط، ولا يريدها بدرجة (ممتاز) لأنه يعلم مسبقا أنه لن يحصل عليها أبدا منهم ؟!


د. يوسف رزقة

من نفس القسم دولي