الوطن
من ينصف الطبقة الشغيلة في الجزائر؟
في ظل انشغال الطبعة السياسية بـ"الكرسي الشاغر" و"الدستور"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 أفريل 2015
غيبت الطبقة السياسية في الجزائر الدفاع عن مصالح العمال من أجندتها ,فبين من راحت تتفنن في ضرب "الشيتة" و تأييد كل صالح وطالح وبين من راحت تبحث عن الكرسي الشاغر وانتخابات مسبقة، بقي جزء كبير من الجزائريين المحتاجين لمن ينصفهم في خانة التهميش الأمر الذي وسع الهوة بين العمال ورجال السياسة.
تكاد مناسبة إحياء اليوم العالمي للعمال تكون مناسبة شكلية تحتفل بها الجزائر كل سنة بخطابات ووعود معسولة لفائدة هذه الطبقة التي لم تنل حقها من أطراف مهمتها الأولى الدفاع عن العمال وفقا لما تنص عليه القوانين في ضل وجود 60 نقابة تدافع عن حقوق العمال في مختلف القطاعات الحكومية ,بالمقابل يبقى الدفاع عن حقوق الطبقة العمالية يتذيل اهتمام الأحزاب السياسية في الجزائر، حيث لا تزال المعارضة منغمسة في مطالب متعلقة بالانتخابات و تطبيق المادة 88 و كذا البحث عن انتقال ديمقراطي إلى جانب التركيز على ما حمله الدستور فلا تكاد هذه الخطابات السياسية تخلو من المطالب السياسية، بالمقابل ينحصر نشاط أحزاب الموالاة في تثمين كل ما يصدر عن السلطة وكذا السعي لإقناع الجزائريين بأي مشروع ما، في حين يبقى الحديث عن تطلعات ومطالب العمال خارج دائرة الاهتمام، ومن هنا يطرح التساؤل، كيف لهذه الأحزاب التي تريد أن يلتف حولها الجزائريون أن تغفل مطلب شريحة مهمة من الجزائريين.
من جانب آخر يتعارض الخطاب الرسمي المروج لإدراج إصلاحات عميقة في العمل النقابي مع الواقع الذي أعاد سن قانون الجمعيات الجديد الذي تبناه البرلمان في جانفي 2012 بالعودة خطوة إلى الوراء بالنسبة إلى حرية تكوين النقابات المستقلة التي يناهز عددها في حين أكدت الانتخابات الرئاسية السابقة، ارتماء المركزية النقابية المدافعة عن حقوق العمال الجزائريين في "أحضان السلطة" بعد انحيازها لصالح مترشح معين جندت له كافة الفروع النقابية عبر 48 ولاية لصالحه خلال الحملة الانتخابية، ما يثير التساؤل مجددا حول أدوارها الحقيقية في اقتناص حقوق "بقايا" الموظفين، فحوّل مقراته النقابية إلى مداومات لحشد الدعم الشعبي للرئيس بوتفليقة، أمام صمت وزارة الداخلية والجماعات المحلية عندما تعلق الأمر بمناصرة مرشح السلطة، بل انخرط أمينه العام، سيدي السعيد، الشريك الاجتماعي في الثلاثية في حملة انتخابية لصالح الرئيس عوض الوقوف على مسافة واحدة من الجميع.
أمال. ط