الوطن

استعجال عقد المؤتمر العاشر للأفلان يربك الجميع

سيعقد أواخر ماي الداخل بالقاعة البيضوية في العاصمة

 

  • تعديل الدستور بعد أيام!

 

في خطوة مفاجئة قرر الأمين العام للحزب العتيد عمار سعداني، عقد المؤتمر العاشر للحزب خلال الفترة الممتدة بين 28 و30 ماي الداخل، حيث أشارت مصادر لـ"الرائد"، نقلا عن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني أنّ هذا الأخير يكون قد أودع أمس الثلاثاء 28 أفريل 2015، طلبا لدى مصالح ولاية الجزائر العاصمة، للترخيص لعقد المؤتمر العاشر للأفلان أيام 28 29، 30 ماي الداخل بالقاعة البيضوية بالمركب الأولمبي بالعاصمة. وقد أوكل طلب الترخيص لثلاثة أعضاء من بينهم محمد صالح سلوغة وحسين خلدون، الذين تنقلوا للولاية وأودعوا الطلب، وقد أرفق طلبه الذي تحوز "الرائد" على نسخة منه قبول إدارة المركب الأولية مما يؤشر على أن قرار تنظيم المؤتمر يكون قد اتخذ على مستويات إدارية أعلى من الأمين العام للأفلان، وبلغت كل الأطراف المعنية بتسهيل مهمة تنظيم المؤتمر لسعداني الذي يبدو أنه اتخذ القرار بصورة استعجالية لم تبلغ فيه قيادات المكتب السياسي بها عدا الأطراف المقربة منه شخصيا، والملاحظ أن الأمين العام للأفلان. وفي آخر خرجة إعلامية له الخميس المنقضي أمام محافظي الحزب عبر ولايات الوطن أشار إلى أن فكرة تنظيم المؤتمر العاشر غير مطروحة على المستوى القريب بل ولم يتوقف عند هذا الحدّ فقط بل ربطه بفصل الصيف القادم، أي بعد تعديل الدستور المقبل للبلاد، وكان لقاء سعداني يهدف في الأساس لتوجيه انتقادات واسعة لخصمه الأول في الحزب العتيد عبد العزيز بلخادم، الذي وجه له في تلك الجلسة سلسلة من الاتهامات مستّ شخصه كمسؤول في الدولة قبل أي شيء آخر وهو الأمر الذي قرأته أطراف عديدة بكونه انتقاد للمسؤولين في الدولة أكثر من انتقاد شخص بلخادم الذي أشرف على الأمانة العامة للحزب العتيد قبل المجيء بسعداني لخلافته. وكان لقاء الخميس الفارط مناسبة لسعداني لتوزيع المهام المتعلقة بالترتيب للمؤتمر العاشر للحزب على مستوى اللجان الولائية وعلى مستوى المحافظات والقسمات أين فضل إجراء انتخابات على مستوى تلك الهيئات قبل الذهاب للمؤتمر وهو الأمر الذي فهمته قيادات الحزب العتيد على أن المؤتمر لا يزال الترتيب له بعيد وأنه غير مدرج في أجندة قيادات الحزب في الوقت الراهن لكن الخرجة الأخيرة لسعداني تؤكد على أن قرار الذهاب نحو المؤتمر العاشر لم يكن بخيار من القيادة الحالية للأفلان، بل كانت بإيعاز من السلطة وبالتحديد رئيس الجمهورية. ويقول العارفون بشؤون الحزب العتيد بأنه من "الصعوبة" من الناحية النظامية أن يشرف لجان ولائية على عملية التحضير للمؤتمر وخلال هذه الفترة الوجيزة على اعتبار أن تاريخ عقد المؤتمر الذي وضع لدى مصالح الولاية يتعلق بتنظيمه أواخر الشهر المقبل.

 

تعديل الدستور بعد أيام!

بعد تصريحات سعداني بأن المؤتمر العاشر سيكون بعد التعديل الدستوري المرتقب، توضح الخطوة التي صدرت عن الأمين العام للأفلان بأن قيادة الحزب العتيد وحلفائها في استعجال عقد مؤتمر حزب جبهة التحرير العاشر عدة تساؤلات، أهمها أن الدستور سيكون محل تعديل في الأيام القريبة القادمة خاصة أن الخطاب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، كون المؤتمر يأتي بعد التعديل الدستوري وليس قبله. ولم تفسر لحد اللحظة الأسباب الرئيسية التي تقف وراء استعجال قيادة الأفلان عقد المؤتمر رغم الصعوبات التنظيمية والأزمة التي يشهدها الحزب ويجمع المراقبون أن شيئا ما حدث على مستوى هرم السلطة هو الذي دفع البعض إلى استعجال المؤتمر وترتيب الأوراق بشكل يمكن مجموعة الرئيس من تسيير المرحلة القادمة بكثير من الراحة وعدم ترك فرصة للظروف والمستجدات أن تؤثر في مساعي جماعة المرادية من التحضير للمستقبل. هذا وبدأ خصوم القيادة الحالية للحزب العتيد في توزيع رسائل على المناضلين وإطارات الحزب بخصوص رفضهم لطريقة تنظيم المؤتمر العاشر للأفلان، مؤكدين على أن تنظيم المؤتمر "لن يمر على خير" على حدّ وصفهم.

 

جناح بلخادم وحلفاء سعداني في حيرة!

هذا وقد اتصلنا بجناح بلخادم الذي يقود بدوره حربا ضدّ الجناح الذي يتزعمه عمار سعداني، واتضح بأنه لا يعلم لا بتاريخ عقد المؤتمر الذي قرر سعداني القيام به ولا بالإجراء الذي بادر به أمس من خلال طلب رخصة لدى مصالح الداخلية والجماعات المحلية، وهو نفس الردّ الذي صدر عن بعض قيادات المكتب السياسي المحسوبة على سعداني، التي أظهرت ردودهم وجود "شرخ" في كيفية اتخاذ قرارات تتعلق بالحزب العتيد ومستقبله. 

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن