دولي

دعك من القاضي الذي حكم

القلم الفلسطيني:

 

 

دعك من القاضي الذي حكم فهو لا يعدو أن قارئا، ودعك من السفاح الذي سجن فهو ليس إلا عبدا ذليلا، ودعك من الجنرال الذي انقلب فهو جندي مطيع في بلاط صاحب الصولجان والسيادة على العالم. من يقف في طريق تمدده الاستعماري فهو له بالمرصاد ومن يتجرأ على كسر قيد عبوديته فإن مصيره الموت. و" جراب " الحواة الذي يهيئ الأجواء ويكيف التهم ويشيطن أشرف خلق الله ويفجر كراهية أقرب الناس إليهم جراب لا ينضب من الحيل والألاعيب

جريمة الرئيس محمد مرسي الذي حكم عليه في أول قضية - من ترسانة القضايا الملفقة له - بالسجن عشرين عاما هي نفس جريمة قائد الجماعة الكبرى البروفيسور محمد بديع الذي ألبسوه حتي الآن كل أزياء السجن من الأبيض مرورا بالأزرق ثم الأحمر وهي نفس جريمة أكثر من أربعين ألف حر تم الزج بهم في غياهب السجون ليموتوا في صمت.. وهي هينفس جريمتهم التي حوكموا عليها سبع محاكمات عسكرية في عهد مبارك وهي هي نفس جريمة قادة الإخوان المسلمين ورجالهم تحت مقاصل عبد الناصر في محنتي 1954 و1965م بل وهي نفس جريمة مؤسسهم الشيخ حسن البنا الذي دفع حياته ثمنا ودفع الآلاف حريتهم ثمنا لها في سجون إبراهيم عبد الهادي في عهد الملكيةهي هي نفس الجريمة تتكرر جيلا وراء جيل..ولا يمل الإخوان من السجون والمشانق والمجازر بحقهم... جريمة تخليص هذا الشعب من بين أنياب الوحش الاستعماري وعملائه..وتحريرهم من سطوته واستعباده وإيقاظ وعيهم الذي يغط في نوم عميق... جريمة تحقيق استقلال حقيقي للوطن ليكون قراره بيد شعبه لا بيد حاكم متجبر عليه وفي نفس الوقت مأمور من أسياده في البيت الأبيض أو تل أبيبت..جريمة الانطلاق بالوطن في ظل الاسلام الحنيف نحو النهضة وتحقيق أعظم مشروع حضاري عرفته البشرية بعيدا عن الهيمنة..جريمة تحرير لقمة العيش لتكون من صنع يد أبناء هذا الوطن لا تسولا لمراكب قمح لو تأخرت ساعات لمات الناس جوعا..جريمة القضاء علي الوباء والمرض بدواء يصنع داخل مصانعنا وليس تسولا من مصانع الغرب لتعطيك نفاياتهم السامة وفضلات دوائهم بأعلىالأسعار..جريمة السعي لكي تكون قوة الوطن من صنع يده دون الوقوع أسيرا في براثن الأجنبيملخص جريمتهم التي يحاكمون عليها منذ أكثر ستة عقود أنهم يحاولون الانطلاق بأمتهم نحو دينهم العظيم صانع النهضات والمعجزات، فيتم قطع الطريق عليهم وتشويهم وتخويف المجتمعات منهم حتى لا ينصتوا إليهم فيعرفون الحقيقة ثم محاولة القضاء عليهم لمحو أثرهم من الأرض. ولكن في كل مرة يصمدون صمودا معجزا ويعودون أقوي مما كانوا حتي بات أنصارهم يملؤون العالم وباتت فكرتهم ومشروعهم تحمله الملايين وتجلت حقيقة الاستعمار الصهيوأمريكي ومراميه واضحة لقطاعات كبيرة من الأمة وهذا سر الملايين التي تملأ الشوارع والميادين علي امتداد عامين كاملين ضد انقلاب أمريكا في مصر بيد العسكرلو أن الشيخ البنا داهن الاستعمار الانجليزي لبات ملكا علي مصر ولو أن المستشار حسن الهضيبي أشار مجرد إشارة بالتبعية لأمريكا لكان الإخوان معززون مكرمون في أعلي المواقع رغم أنف عبد الناصر ولو أن الرئيس مرسي زار الكيان الصهيوني أو حتي وافق علي لقاء قادة الصهاينة وأعطي مجرد إشارة صداقة لكان مازال متربعا علي عرش مصر ولكن الثمن باهظ وهو الدخول فيحظيرة الطاعة الأمريكية التي تقضي بأن يظل هذا الشعب جائعا دون أن يموت جاهلا يتعرض لغسيل الدماغ صباح مساء بإعلام عار فلا يفيق ولا يفكر يوما في إزاحة إسرائيل من الوجود.. تلك جريمة مرسي بل وجريمة الإخوان المسلمين على مر التاريخ.


شعبان عبد الرحمن

من نفس القسم دولي