دولي

أسرى الحرية بين الآلام والآمال

القلم الفلسطيني

 

إن ما جرى ويجري اليوم بحق الأسرى الفلسطينيين، الشموع التي تحترق لتضيء طريق الحرية، ومواصلة احتجازهم واعتقالهم، في أجواءٍ صعبة ومأساوية، بحيث لا يستطيع الإنسان العيش أو الاستمرار في الحياة ضمن هذه الأجواء، والظروف التي ترسم وتوضع خططها التدميرية من قبل طواقم متخصصة في ظل ظروف مأساويه، اضطر خلالها عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين والعرب تحمل أسابيع متواصلة بل أشهر عديدة يرزحون تحت التعذيب وسياط جلادي الاحتلال في أقبية التحقيق، ويتجرعون القهر سنواتٍ عديدة على أيدي السجانين في غرف السجون، فهؤلاء الأسرى المجاهدون الذين حملوا معانات شعبهم وأمتهم وهمومها أخذوا على عاتقهم الدفاع عن حقوق شعبهم التي أقرها القانون الدولي، وحماية كرامته وصيانة حريته، رغم الظروف التي يعجز اللسان عن وصفها وتدمي القلب وتدمع العين، في محاولة النيل من إرادة وكرامة الإنسان وإمعانٍ من المحتل في ممارسة أحقاده ونازيته، فلا زالت الحركة الفلسطينية الأسيرة تسطر أمثلة إنسانية فيها معاني البطولة والصبر والثبات في وجه المحتل ففي الوقت الذي تمضي فيه دول العالم الحديث عن طريق إنفاذ ميثاق حقوق الإنسان، وترتقي شعوبها نحو المزيد من التحضر والانفتاح على الديمقراطية والعدالة والمساواة، يعيش شعبنا الفلسطيني أسوء ظروف إنسانية يشهدها الإنسان المعاصر وتمارس ضده أقصى وأبشع الجرائم والانتهاكات، التي ستبقى وصمة عار في وجه المجتمع الدولي ومنظماته الساكتة على ظلم الاحتلال وجرائمه ضد شعب مدني أعزل وقائمة الانتهاكات طويلة جداً لا إحصاء لها، ولا نبالغ إذ قلنا بأن المبادئ التي تحتكم لها إدارة سجون الاحتلال في تعاملها مع المعتقلين الفلسطينيين تنُصُّ على أن لا حقوق لهم، والقاعدة انتهاكات بلا حدود، فيما لا وجود لأوجه مقارنة أو تشابه ما بين الواقع المرير، والنصوص الجميلة التي تتضمنها المواثيق الدولية فقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ليست قضية رقمية فهم أناس لهم مشاعر وأصحاب قلوب ولهم أهل وأحبه، ومأساتهم المتواصلة حيث تصاعدت الهجمة في الآونة الأخيرة بقسوة بشكل غير مسبوق وربما تكون الأشد والأقصى منذ عقود طويلة، من خلال منظومة من الإجراءات والقوانين التعسفية التي تعتبر بمجملها انتهاكات فضه للقانون الدولي الإنساني ولمجمل الاتفاقيات الدولية (لا سيما اتفاقية جينيف)، بل وفي بعض الأحيان تصعد إلى جرائم حرب برغم كل ذلك فإننا نؤمن بأن القضية الفلسطينية غالية وغالية جدا وأهم ما فيها قضية المسرى(المسجد الأقصى) والأسرى، فالقدس والمسرى والأسرى هي قضايا مباركة وغالية وثوابت لا يمكن التخلي عنها.


النائب أحمد عطون

من نفس القسم دولي