الوطن

مفاوضات الفرقاء الماليين تتعثر في الجزائر

فريق الوساطة يخيّر الأزواديين بين التوقيع أو تحمّل التبعات

 

تعثرت المفاوضات مجددا بين الفرقاء الماليين في الجزائر بعد أربعة أيام من النقاشات المنفصلة بين جميع الحركات الازوادية، وغادرت الوفود التي عجزت عن إقناعفريق الوساطة بجدوى مطالبها المرفوعة بعدما خيرت الحركات بين التوقيع من عدمه في تاريخ 15 من ماي القادم. تلقت منسقية الحركات الازوادية قرار فريق الوساطة بضرورة التوقيع على اتفاق السلام أو تحمل مسؤولية الرفض، بكثير من الانزعاج وغادرت هذه الحركاتالجزائر دون أن تتنازل عن مطالبها المرفوعة التي كشف عنها عادل محمود شريف أبو بكر طاهر احد أعضاء المكتبالتنفيذي لحركة الإتلاف الشعبي من اجل ازواد في تصريح لـ"الرائد" قائلا: " طالبنا بالجلوس على طاولة واحدة وتوضيح النقاط العالقة خاصة منها قضية انتشار الجيش التي قلنا انه يجب ان تكون تدريجية حتى نضمن اندماج سكان الشمال في المؤسسة العسكرية التي تتمركز جميع قياداتها في الجنوب... ولدينا مخاوفنا في المكر السياسي المالي الذي لن يجد حرجا في نشر الجيش في اليوم الثاني من التوقيع والكل يعرف ان لا احد سيسيطر على الاوضاع في ظل عودة من كان يقتل في العرب والطوارق قبل اشهر " واضاف اما الطلب الثاني فكان ضمانا مكتوبا من طرف فريق الوساطة لتأكيد حسن النوايا ". 

وأضاف ان الوفد المكلف بالمفاوضات لأجلإتمام اتفاق السلام الذي وقعته عدد من الحركات قد غادر الجزائر دون الوصول إلى حل بعدما تشبث الازواديون بموقفهم في مقابل اكتفاء الجانب الجزائري وفريق الوساطة بمجرد الاستماع إلى تحفظات سكان الشمال وتحديد موعد 15 من ماي المقبل تاريخا لتوقيع من اراد ذلك وفقط.

وطالبت الوساطة الدولية بقيادة الجزائر الوفد الذي يمثل الحركات الازوادية في المفاوضات الحالية في الجزائر بضرورة التوقيع بالأحرف الأولى على مشروع الاتفاق الذي وقعته الحكومة المالية فاتح مارس الماضي حيث رفضت الحركات الأزوادية التوقيع عليه بحجة عدم تلبيته لمصالح الشعب الازوادي. 

وقال المسؤول الإعلامي لتنسيقية الحركات الازوادية وعضو الوفد المشارك في مفاوضات الجزائر التاي اغ عبد الله إن الحركات الأزوادية أعلنت أمام المجتمع الدولي "رغبتها في السلام" وعبرتللوساطة الدولية عن استعدادها للتوقيع بالأحرف الأولى، شريطة ان تكون هناك جلسات تحدد مصير بقية النقاط العالقة".

وأضاف اغ عبد الله أن الحركات الأزوادية فوجئت بتراجع الوساطة الدولية عن رأيها بعدما قبلت الفكرة؛ لتقول لهم بان "الخيار الوحيد" أمامهمهو التوقيعبالأحرف الأولى ومن ثم التوقيع النهائي وهو ما رفضته الحركات بشكل قاطع.

ويدور الخلاف بين الوساطة الدولية والحركات الأزوادية حول الشروط التي فرضتها الأخيرة في كيدال في 17 مارس الماضي، والتي ترفض الوساطة التعهد بإدراجها في الاتفاقية ليتم توقيعها بشكل نهائي؛بينما تتمسك الحركات بالالتزام بمناقشتها قبل أن توقع بالأحرف الاولى، وترفض التوقيع على الاتفاقية النهائية قبل إدراجها.

وتتمثل شروط الحركات الأزوادية في المزيد من الاعتراف بأزواد على المستوى السياسي؛ وإنشاء برلمان موحد لإقليم ازواد؛ وإشراف الجيش الازوادي على الفترة الانتقالية في الاقليم بنسبة 80%؛ كما تطالب بتحديد 40% من المزانية العامة للدولة المالية لإقليم ازواد لمدة 20 عاما كي يتعافى الإقليم مما تصفه الحركات بـ"التهميش" الذي عانى منه لأكثر من "خمسة عقود" وفق تعبيرها. 

ولوحتالوساطة الدولية بإمكانية معاقبة الحركات الأزوادية في حالة عدم التوقيع على مشروع الاتفاق بمجموعة من العقوبات تتراوح بين تجميد حسابات أعضاء التنسيقية في البنوك ومنعهممن السفر وبين تصنيفهم كحركات إرهابية؛ وإغلاق حدود بعض الدول مثل الجزائر أمامهم.

أميرة أ

من نفس القسم الوطن