الوطن

الأفافاس يطالب الجيش بحماية الإجماع

في مقاربة ابتعد فيها عن أحزاب الموالاة التي أيّدته

 

  • نبو لأحزاب السلطة: خطوطكم الحمراء كانت لحماية شرعية الرئيس لا مؤسسات الدولة !

 

حادت التشكيلة السياسية لجبهة القوى الاشتراكية عن المقاربة والطرح الذي ترافع له أحزاب الموالاة، التي كانت إلى وقت قريب تدعم وتساند المشروع السياسي والأجندة التي تعمل بها تشكيلة محمد نبو الحالية، فيما يتعلق بمسألة الجيش والدور المنوط به في المشهد السياسي العام الذي تعيشه الجزائر اليوم، حيث دعا الأفافاس بصورة واضحة المؤسسة العسكرية بضرورة لعب الدور المحوري في الحراك القائم اليوم في الجزائر، مشيرا إلى أن دور هذه المؤسسة يكون مرتبط بخدمة الأمة لا بخدمة الأنظمة والزمر الحاكمة على حدّ تعبير السكرتير الأول للحزب محمد نبو.

قدم الأفافاس أمس مقاربة جديدة له، ابتعد فيها عن أحزاب الموالاة التي دعمت مبادرة الرامية لبناء اجماع وطني حول التغيير وأسسه، واقترب بها مع جزء من المعارضة وخاصة رئيس الحكومة السابق مولود حمروش والتنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي التي طالبت الجيش بلعب دور ضامن للتغيير والابتعاد عن الأدوار الأمنية أو العسكرية التي تطالبه بها أحزاب الموالاة، وسبق لهذه الأطراف أي المعارضة التي سارت على خطاها تشكيلة الأفافاس أن دعت الجيش ليكون أحد المكونات الأساسية للمرحلة الانتقالية القادمة التي ترى الكثير من الأطراف بأنها قريبة، وأوضح الأفافاس على لسان السكرتير العام بأنه يتوجب على المؤسسة العسكرية أن تكون في خدمة الأمة وخدمة الاجماع السياسي والابتعاد عن ما وصفه بـ" خدمة الزمرة" أو النظام، وأبرز المتحدث أمس في مهرجان شعبي نظمه الحزب لإطاراته ومناضليه بقاعة الأطلس بالعاصمة المحاور الكبرى التي يراهن عليها الأفافاس ويدعو الجيش لتبنيها خاصة ما تعلق بضمان استمراريةالدول، وحماية مؤسسات الدولة بما فيها الجيش في حالة الأزمات.

هذا وأخذت تيارات الموالاة حقها من الانتقادات الواسعة من قبل قيادات جبهة القوى الاشتراكية التي رأت بأن الخطوط الحمراء التي وضعتها لقبول المشاركة في ندوة الاجماع الوطني لم تكن لحماية الدولة ومؤسساتها وانما بسبب صراع مصالح وارتبطت حول شرعية الرئيس فقط وهو الأمر الذي قال نبو بأنه دفع بتشكيلته السياسية عدم القبول في الخوض فيها، وخاطب أحزاب السلطة قائلا:" الشروط التي وضعتموها كانت تهدف لحماية شرعية الرئيس وليس شرعية مؤسسات الدولة"، مشيرا إلى أن خطهم الأحمر لم يكن قدسية الوحدة الوطنية أو الطابع الجمهوري للدولة بل حول شخص الرئيس، قبل أن يضيف:" إذا كان الرئيس خطا احمر فما الحال بالنسبة لباقي المؤسسات هل المخابرات وقيادة ليست خطا أحمر؟".هذا وجدد نبو بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 35 للربيع الامازيغي مطلب حزبه بالاعتراف بالأمازيغية لغة وطنية ورسمية إلى جانب اللغة العربية، كما طالب بتجنيد الجزائريين والجزائريات إلى تحقيق السلم الوطني فأي تجمع لا يمكنه أن ينجح دون إشراك الموطنين بجميع فئاتهم من نساء ورجال وفئات حساسة، في ذات الصدد دعى جميع النقابات والحركة الجهوية للمشاركة في حوار مفتوح لدراسة الوضع السياسي ورفع التحديات من اجل بناء دولة القانون. وفي الأخير أبدى الأفافاس موقفه المساند للشعب اليمني الذي يتعرض لانتهاكات وتدخل في أزمته الداخلية من قبل دول الجوار، معلنين رفضهم لعاصفة الحزم التي تخوضها قوى عربية ضدّ اليمن.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن