دولي
غضب واسع ومطالب بتحقيق دولي في جريمة استشهاد جعفر عوض
مستشفيات الاحتلال لم تحرك ساكنًا لإنقاذ حياته بسبب سياسة العنصرية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 أفريل 2015
أعرب سياسيون وحقوقيون عن استنكارهم لجريمة الاحتلال الصهيوني الذي تسبب في استشهاد الأسير المحرر جعفر إبراهيم عوض ( 22 عامًا) من بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، محملين الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده، ومطالبين بتحقيق دولي لردع الاحتلال عن جرائمه بحق الأسرى.
وقالت مصادر طبية في مستشفى الميزان التخصصي في الخليل، إن الطواقم الطبية لم تتمكن من إنقاذ حياة الأسير المحرر عوض الذي أدخل قسم العناية المكثفة نتيجة تدهور وضعه الصحي، بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال قبل ثلاثة شهور لسوء وضعه الصحي وكان الأسير قد عانى خلال اعتقاله الأخير والذي بلغ 15 شهراً؛ متنقلا بين سجون ومستشفيات الاحتلال الذي لم يحرك ساكنًا لإنقاذ حياته واستمر في سياسته العنصرية في الاهمال الطبي المتعمد والقتل البطيء بحق الأسرى المرضى وفي فترة اعتقاله الأخيرة عانى الشهيد عوض من تضخم في الغدة الدرقية؛ وهشاشة في العظام؛ وارتفاع حاد في نسبة السكر؛ أفقده ذلك القدرة على الحركة والأكل والشرب؛ علماً أنه لم يكن يعاني أية أمراض لحظة اعتقاله؛ واستمرت سلطات الاحتلال الصهيوني بالتكتم على حالته الصحية؛ ولم تكشف عن خطورة حالته إلا في اللحظات الأخيرة فمن ناحيتها قالت النائب سميرة الحلايقة إن الأسير جعفر عوض لم يكن ضحية الإهمال الطبي داخل السجون، "بل هو ضحية سياسة الاعدامات الممنهجة التي تمارسها إدارة السجون ضد الأسرى الفلسطينيين، والشهيد عوض لم يكن الحالة الوحيدة" وطالبت النائب الحلايقة في تصريحات خاصة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" المجتمع الدولي والعربي بتحمل مسئولياته اتجاه الأسرى الفلسطينين المهددين بالموت في سجون الاحتلال وأشارت إلى أن الأسير عوض أفرج عنه من سجون الاحتلال بحالة مرضية ميئوس من علاجها تسمى (كيرون سيرا) لا تملك السلطة علاجا لها في مشافيها، والتي أدت إلى مضاعفات منها السكري وعدم القدرة على الرؤيا، وأنه كان من المفروض أن ينقل إلى مستشفى هداسا بالقدس المحتلة ولكنه ارتقى دون أن يحصل على العلاج أو الحصول على التحويلة من وزارة الصحة بسبب عدم إمكانية التنسيق لذلك وحملت النائب الاحتلال الصهيوني والمجتمع الدولي مسئولية حياة أسرانا داخل السجون هيئة شؤون الأسرى والمحررين" طالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على ظروف وتفاصيل الحالة الصحية التي أدّت إلى استشهاد الأسير الفلسطيني جعفر عوض، عقب أشهر قليلة من تحريره من معتقلات الاحتلال، على خلفية تدهور أوضاعه الصحية آنذاك وقال رئيس الهيئة، عيسى قراقع، في بيان صحفي اليوم،: "إننا نحمّل الاحتلال وإدارة سجونه المسؤولية الكاملة عن جريمة استشهاد عوض، الذي سُجل اسمه في القائمة الطويلة لشهداء سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها إسرائيل بشكل ممنهج بحق الأسرى في سجونها" وطالب السلطة الفلسطينية برفع قضية الأسرى إلى محكمة الجنايات الدولية بأسرع وقت ممكن، وأن تعطى الأولوية، كما طالب المجتمع الدولي وتحديدًا مجلس الأمن و"منظمة الصحة العالمية" بتشكيل لجنة فورية للوقوف عند ظروف مرض الأسير المحرر عوض واستشهاده، وتفاصيل كل ما تعرض له ويواصل الأسرى المرضى في سجون الاحتلال معاناته، إلى جانب "وضع حد للجرائم التي أصبحت نهجاً يمارس من قبل مكونات هذا الاحتلال"، وفق تعبيره واعتبر قراقع أن "سياسة الموت والقتل للأسرى في سجون الاحتلال، قد وصلت إلى أدنى درجات الوقاحة؛ حيث تنتشر الأمراض بين الأسرى بشكل سريع، في حين أصبحنا دائمًا على موعد مع استقبال أسرى في سيارات إسعاف، تحولهم مباشرة بعد الإفراج عنهم إلى المستشفيات دون أن يذهبوا إلى بيوتهم وأهلهم ولو لدقائق قليلة لعدم احتمال أجسادهم المرهقة والممزقة من الأمراض والأوجاع"، كما قال بدوره أكد مكتب إعلام الأسرى أن استشهاد عوض جريمة جديدة تضاف في سجل الإجرام الطبي الممنهج بحق الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني وقال عبد الرحمن شديد مدير "إعلام الأسرى" إن عشرات الأسرى داخل السجون ينتظرون نهاية حياتهم كما انتهى "عوض" في ظل هذه السياسة الإجرامية من إهمال طبي متعمد تنتهجه إدارة مصلحة سجون الإحتلال بحقهم وأشار شديد إلى أن ما حدث مع الأسير المحرر عوض قبل استشهاده من الإفراج عنه بكفالة باهظة ورفض استقباله للعلاج في مستشفيات الاحتلال لهو دليل واضح وجليّ يؤكد مدى الإجرام الذي وصل إليه في ظل صمت المؤسسات الدولية والإنسانية الحقوقية والقانونية وغيرها، موضحًا أن صمت هذه المؤسسات عن أدنى الحقوق التي يحتاجها الأسرى في سجون الاحتلال في ظل تعرضهم لهذه الممارسات الإجرامية يجعلهم شركاء في مثل هذه الجرائم وهو مبرر منهجي داعم للاحتلال وطالب شديد كافة المؤسسات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان بضرورة الإنتماء لقضية الأسرى وتصدير خطورتها للعالم وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم داخل السجون أما المركز الحقوقي "أحرار" فقد طالب مصلحة السجون الصهيونية بالكشف عن طبيعة المواد والأدوية التي حقن بها الأسير المحرر أثناء الاعتقال وأكد مدير مركز "أحرار" فؤاد الخفش في بيان وصل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن الشهيد عوض ضحية جديدة من ضحايا سياسة القتل البطيء الممنهج، التي يرتكبها الاحتلال بحق الآلاف من الأسرى الفلسطينيين، وذلك من خلال الإهمال الطبي الذي ينفذه الاحتلال بحق الأسرى المرضى.
ع.ع