دولي

تظاهرات الجمعة.. حراك شبابي عفوي يتحدى الاحتلال بخان يونس

رغم أن الاحتلال يفرض على المنطقة حظراً على التحرك والتواجد فيها

 

 

تحولت التظاهرات العفوية التي ينفذها الشبان والفتيان في منطقة التماس شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، إلى حراك أسبوعي يتحدى سياسات الاحتلال في فرض منطقة عازلة على الحدود.

ولم يمنع استخدام الاحتلال الرصاص والقنابل المسيلة للدموع الشبان من مواصلة حراكهم في المنطقة التي يفرض الاحتلال حظراً على التحرك والتواجد فيها؛ وهو ما يسعون إلى كسره وتحديه مهما كانت التضحيات وأصيب مساء الجمعة ثلاثة شبان من عائلات رضوان وأبو دراز والأغا بنيران قوات الاحتلال شرق المنطقة، وجرى نقلهم للمشافي المحلية لتلقي العلاج ووفقاً لمصادر حقوقية فهذا هو الأسبوع الثالث الذي يسجل فيه وقوع إصابات جراء إطلاق نار تجاه التظاهرات الشبابية العفوية في المنطقة بمعدل ثلاثة مصابين كل أسبوع بخلاف الذين يصابون بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع ويبدأ الشبان بالتجمع بشكل عفوي قبيل صلاة العصر، ويتوجهون إلى الأراضي القريبة من السياج الأمني وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ويرددون الهتافات المناهضة للاحتلال، فيما تتركز تجمعاتهم شرق منطقة السناطي بعبسان الكبيرة والترنس في عبسان الجديدة إضافة إلى الأطراف الشرقية لبلدة خزاعة ويقول الشاب حمدان أبو شاهين (24 عاماً): "بدأ الأمر قبل حوالي 5-6 أسابيع؛ حيث أنطلق أنا وأصدقائي شرق عبسان الجديدة ونمشي هناك في أرضنا التي يحاول الاحتلال أن يمنعنا من زراعتها بزعم حماية تجمعاته الاستيطانية، في حين أننا نرى أن هذه أرضنا ومن حقنا التواجد فيها متى نشاء" وتفرض قوات الاحتلال منطقة عازلة بعمق يتراوح بين 300 – 2000 متر شرق قطاع غزة بما يشكل 17 بالمائة من مساحة القطاع، وهي تستخدم وسائل القوة لمنع أي تحرك في هذه المنطقة وذكر شاهين لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنه في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وميل الشباب إلى التحرك في المناطق الخالية وبعيداً عن التجمعات السكنية تزايدت الأعداد من الشباب، وبدأ بعضهم يحضر الأعلام الفلسطينية من أجل التقاط صور على مقربة من السياج الصهيوني وتحدي جنود الاحتلال الذين يحضرون في جيبات عسكرية ويتمركزون داخل السياج وعادةً يتعرض المتظاهرون إلى إطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع بشكل متقطع من قوات الاحتلال التي يبدو أن تواجد الشباب في المنطقة يستفزها خاصة رفع الأعلام على السياج الأمني ويقول الشاب شادي أبو دقة الذي أصيب بعيار ناري في ساقه خلال تظاهرة الأسبوع الماضي، إنه شاهد تجمعات الشباب وكانوا بالعشرات فأعجبه المشهد وبدأ في تصويرهم بواسطة جواله الخاص وأضاف أبو دقة لمراسلنا "وفجأة حدث إطلاق نار تجاه أحد الشباب وهو يرفع العلم ما أدى إلى إصابته بجروح وسقوطه على الأرض، وبعد لحظات من ذلك أصبت أنا أيضاً بعيار ناري وجرى نقلنا إلى المستشفى ويبدو أن ما يزيد من تفاعل الشباب مع التظاهرة الأسبوعية هو عفويتها وعدم وجود جهة تنظيمية تشرف عليها؛ فهي بالأساس عبارة عن أفراد ومجموعات من الأصدقاء ينطلقون لمواجهة روتين الحياة عبر التواجد في الأرض التي يحاول الاحتلال حرمانهم منها ويؤكد الفتى عدنان أبو فرحانة (17 عاماً)، أن المشاركين في التظاهرات من أعمار مختلفة ولا يجمع بينهم إلا حبهم للأرض والوطن، وهي مظاهرات غير منظمة وتلقى تجاوبًا رغم رصاص الاحتلال وبطشه. 

ع.ع 

من نفس القسم دولي