دولي

حظوظ زيارة مشعل للسعوديّة ترتفع

"حماس" ليست إرهابية بنظر المملكة

 

 

تشعر القيادة السياسية لحركة "حماس" أن تغيرات الحكم في السعوديّة، ساهمت في تخفيف الكثير من الضغوط التي كانت تعاني منها الحركة منذ فترة طويلة. فمنذ أسبوع بدأت مصادر "حماس" تُجيب عن أي سؤال حول احتمال حصول زيارة من رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إلى السعوديّة، بسؤال آخر: "ألم يحِن الوقت لزيارة السعوديّة؟".

وتؤكّد مصادر حمساويّة أن العلاقة مع الرياض تحسّنت جداً بعد تولي الملك سلمان الحكم. وقد أُبلغت قيادة الحركة رسمياً من مسؤول سعودي رفيع المستوى، أن "حماس" ليست تنظيماً إرهابياً بنظر الحكام الجدد للمملكة، وأن "تصنيف المملكة للإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي لا يعني "حماس"، لأنها حركة فلسطينيّة"، بالتزامن مع زيادة الكلام على استبعاد زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إلى طهران.

في هذا السياق، تؤكّد مصادر "حماس أنها لم تكن يوماً في وارد الارتماء بالحضن الإيراني. وتُشير إلى كثير من المحطات، فضّلت فيها قيادة حماس بُعدها العربي على إيران. أبرز هذه المحطات، مؤتمر أنابوليس للمفاوضات عام 2007. في فترة المفاوضات، أوقفت السلطات السورية مؤتمراً كان تُعدّه "حماس" لرفض هذه المفاوضات. جاء العرض الإيراني سريعاً: أرسلوا جوازات السفر لنضع سمات الدخول، ويُعقد المؤتمر في طهران. حينها رفض رئيس المكتب السياسي خالد مشعل الأمر، معتبراً أن رفض المفاوضات يكون من على أرض عربيّة تروي المصادر الحمساويّة هذه الحادثة لتؤكّد أن الحركة تُفضّل دائماً عمقها العربي. في هذا الإطار، تُشير إلى أنه خلال زيارة وفد الحركة إلى طهران في ديسمبر الماضي كان النقاش حاداً خصوصاً في ما يتعلق بسورية. وتُضيف المصادر أن تلك الزيارة لم تُمهّد بشكلٍ جدي لزيارة مشعل إلى طهران، خصوصاً مع عدم الرغبة الإيرانيّة بتحديد موعد مسبَق مع مرشد الجمهورية علي خامنئي، وفي ظل عدم وجود وضوح بشأن عودة الدعم الإيراني إلى غزة، والذي انقطع بعد الخلاف مع "حماس" على سورية. النقاش حول زيارة مشعل لطهران يطول، فهذه الزيارة التي باتت بحكم الملغاة حالياً، بدأ الضغط الإيراني كي تُرتَّب قبل الحرب على غزة، لكنها لم ترَ النور لم يلتقِ خالد مشعل، وليّ وليّ العهد السعودي محمد بن نايف، أثناء زيارة الأخير إلى الدوحة في منتصف الشهر الماضي. لكن هذا لا ينفي حصول اتصالات على مستوى آخر، كما أن الحركة قدمت التعازي بوفاة الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز على أعلى مستوى. كما أن تطوراً إيجابياً حصل في ملف قيادي حمساوي بارز موقوف في السعوديّة، ترفض هذه المصادر ذكر اسمه، لكنها تؤكّد أن ملفه بات في إطار المحلول وأن إطلاق سراحه بات قريباً، خصوصاً بعد إزالة ربطه بقضايا ذات طابع إرهابي، علماً أن مصادر "حماس" تؤكّد وجود اهتمام أميركي بهذا القيادي. 

ع.ع

من نفس القسم دولي