دولي

المقاومة والاحتلال.. حرب الاختراق الخفية

حماس تسعى بشكل مستمر لتطوير قدراتها

 

  • ترميم الأنفاق أولوية قصوى للحركة 

 

المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لا تكتفي هذه الأيام بترميم ما هدم من أنفاق تصل غزّة ببلدات صهيونية في الجنوب، بل تسعى إلى ترميم قدراتها العسكرية بشكل شامل، هذا ما خلص له تقرير صادر عن مركز "المعلومات الاستخباراتية والإرهاب" الصهيوني مؤخراً.

ولم يتوقف الحال عند ما تحدث عنه التقرير الصهيوني، بل كشف موقع "واللاه" الإخباري العبري الأسبوع الماضي عن ما قال إنها تفاصيل جديدة حول قضية الشبكة المكونة من عدة صهاينة، التي زعمت أنها كانت تمدّ حركة حماس بالحديد والمواد التي تستخدم في الأنفاق وصناعة الصواريخ، وتطوير أداء المقاومة، مشيراً إلى أن حماس استطاعت تجنيد نحو 100 صهيوني لتطوير قدراتها العسكرية وبحسب ما نقله الموقع؛ فإن "الشاباك" وصف القضية بأنها الأكثر خطورة في تاريخ "إسرائيل" منذ عشرات السنين، وبحسب لوائح الاتهام، التي قدمت بحق المتهمين تبين أن "حماس" أسست شركة ضخمة داخل "إسرائيل" يقترب عددها بحسب تقديرات "الشاباك" من (100) شخص منهم (26) على علاقة مباشرة. بحسب الموقع المذكور المختص في الشؤون الأمنية إسلام شهوان "إذا ما صحّ أن القضية أبعادها أمنية بنسبة خالصة فذلك بمثابة فضيحة وسقوط أمني مدوّي لمنظومة الأمن الاستخباراتية الصهيونية"، عادّاً ذلك "انتصارًا لعقلية المقاومة الأمنية الفلسطينية" وكان مسؤول كبير في الشاباك الصهيوني قال عبر أحد المواقع العبرية: "إنهم لم يتوقعوا أن تصل المقاومة إلى حد اختراق إسرائيليين وشرائهم بالمال" وزعم "الشاباك" أن "حماس" دفعت (30) مليون دولار للتجار مقابل تزويدهم بـ(55) ألف طن من الحديد في صفقات امتدت على مدار سنة ونصف، وتم دفع مبلغ (9) مليون شيقل مقابل كوابل لشبكة الاتصالات الخاصة بالأنفاق ومبلغ مليون ونصف ثمن استئجار مخازن، ونصف مليون مقابل مولد كهرباء وفي أسباب دفع الاحتلال للاعتراف ببعض القضايا التي يتعرض لها من المقاومة؛ يوضح شهوان بالقول: "القضايا التي يصدر الاحتلال قرارًا بالسماح بنشرها إما أن تحمل بين ثناياها مبالغات لهدفٍ ما، وإما لتكون بمثابة إعلان فشل مُنيت به أجهزته الاستخبارية" هذا التطور في القدرات، مقابل عدم قدرة الاحتلال في الحصول على أي معلومات تكشف قدرات المقاومة، جعل من الإعلام الصهيوني وأجهزته الاستخبارية ينسج الكثير من قصص البطولات التي يحاول تصديرها للرأي العام "الإسرائيلي" لتبرير الهزائم المتتالية التي تجرعها على يد المقاومة الفلسطينية، وهو ما يجعله يضخم أي معلومات يحصل عليها، أو اكتشاف لخلايا مقاومة، أو حتى الكشف عن بعض وسائل وطرق تطوير المقاومة قدراتها اللواء يوسف الشرقاوي، أكّد أن المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة حماس استطاعت أن تحقق اختراقاً غير مسبوقٍ في جدار الأمن الصهيوني الهشّ، مبيناً أنه كان هناك محاولات سابقة لاختراق الكيان إلا أنها لم تكن بذات النجاح وعدّ الشرقاوي في حديثه أن هذا الحدث هو نجاح استخباري بامتياز يحسب لنجاحات وإبداعات حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية ويشير مراقبون إلى أن هذه العملية تعزز رؤيتهم، في أن المقاومة الفلسطينية لم تسلم بالأمر الواقع ولم تنصعْ للحصار الصهيوني المفروض على القطاع للعام الثامن على التوالي، كما أنها تعزز حالة الردع التي أوجدتها، لاسيما في طريقة تطوير أدائها العسكري والوسائل القتالية التي تمتلكها، وأشار الخبير الأمني إلى أن الكيان الصهيوني اعترف بهذا الاختراق إلا أنه تحفظ على اسم شخصية مهمة وكبيرة شاركت في هذه العملية، مبيناً أن الكشف عن هذه الشخصية قد يحقق انهياراً كبيراً في منظومة الأمن الصهيونية وقال الشرقاوي: إن "المقاومة تدرك أهمية الوقت وتدرك أنها تعمل وفق مشروع استراتيجي وليس عملا تكتيكيًّا فيما يمكن أن يسمى سياسة كسر العظم"، معتقداً أن "تقدِّم المقاومة خلال المعركة القادمة إبداعات قد تفاجئ الصديق قبل العدو" ويزعم تقرير للقناة الصهيونية السابعة، أن حماس تعمل على الترميم بشكل واسع ومتسارع وعلى كافة الأصعدة، حيث تجنّد الميزانيات، والموارد البشرية والعتاد العسكري، على الرّغم من ندرة المواد المطلوبة في القطاع المحاصر مصرياً وصهيونياً وعبر الشرقاوي عن أمله بأن تفهم مصر بأن المقاومة ليست منظمات إرهابية؛ بل هي سند وحصن للعمق الفلسطيني والعربي، مجدداً ثقته بالمقاومة بأن تحقق ما لم يحقق غيرها على مدار العقود الماضية.

ع.ع 

من نفس القسم دولي