دولي

داغان: نتنياهو ألحق بإسرائيل أكبر ضرر إستراتيجيّ في القضية الإيرانيّة

قال إن الحرب الأخيرة على غزّة كانت فشلاً مُدويًّا

 

  • رئيس الوزراء لم يتحمل المسؤولية ولو مرّة واحدة 

 

خصصت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة عنوانها الرئيسيّ، اليوم الجمعة للقاءٍ خاصٍ مع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد) السابق، مئير داغان، (70 عامًا)، والذي يُعتبر من أشّد المناهضين لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو.

 داغان، الذي كان يتباهى بأنّه كان يفصل رؤوس الفلسطينيين عن أجسادهم، يُحاول من خلال هذا اللقاء، الذي هو عبارة عن لائحة اتهام خطيرة ضدّ نتنياهو، إحكام الحصار على رئيس الوزراء وفصله عن منصبه، وخصوصًا أنّ الحديث يجري قبل عدّة أسابيع من إجراء الانتخابات العامّة في إسرائيل، والمُقررة في السابع عشر من مارس القادم داغان، شنّ هجومًا سافرًا ضدّ نتنياهو وقال في معرض ردّه على سؤال إنّه طيلة فترة خدمته في منصبه، لم يرَ نتنياهو ولو مرّةً واحدةً يتحمل المسؤولية، بل كان دائمًا يتهرّب منها، على حدّ قوله، في إشارةٍ واضحةٍ إلى عجز وارتباك نتنياهو عن اتخاذ القرارات الحاسمة في اللحظات العصيبة ومع كلّ ذلك، شدّدّ داغان على أنّه لا ينتمي إلى ما يُطلق عليه في تل أبيب باليسار الصهيونيّ الإسرائيليّ، زاعمًا أنّه ينتمي إلى معسكر الوسط، كما أنّه دأب على التشديد بأنّه يُشاطر رئيس الوزراء بأنّ التهديد النوويّ الإيرانيّ يُشكّل خطرًا إستراتيجيًا ووجوديًا على إسرائيل، في تلميحٍ مباشرٍ إلى الخيار العسكريّ الانفراديّ، مع أنّه، أيْ داغان،كان قد صرّح سابقًا أنّه يُعارض قيام إسرائيل بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لإيران بهدف تدمير برنامجها النوويّ، ولكنّه اليوم قال للصحيفة إنّ إسرائيل لا يُمكنها أنْ تتعايش مع إيران نوويّة، حسبما ذكر وكان العنوان البارز لأقوال داغان هو تصريحه الحاد كالموس بأنّ رئيس الوزراء نتنياهو تسببّ بأكبر ضررٍ إستراتيجيٍّ لإسرائيل في المسألة النوويّة الإيرانيّة، مُشدّدًا على الطريقة التي يُعالج فيها رئيس الوزراء نتنياهو الأمور لن تؤدّي إلى أيّ فائدة، لافتًا في السياق عينه إلى أنّ مَنْ سيجلب الضرر الإستراتيجيّ الأكبر على إسرائيل في الشأن الإيراني هو رئيس الوزراء، على حدّ قوله داغان شدّدّ أيضًا في معرض حديثه على أنّه لا يكّن العداء الشخصيّ لنتنياهو، لافتًا إلى أنّه عندما مرض وكان بحاجةٍ لزراعة كبد، قام رئيس الوزراء بتقديم العون له. وأوضح أنّ الموساد الإسرائيليّ بدأ يُلاحظ توجهات إيران النوويّة مع حلول العام 1998، وبعد أربع سنوات، عندما كان أرئيل شارون، رئيسًا للوزراء، فهمنا كًمْ هو التحدّي الذي أمامنا بات صعبًا جدًا، على حدّ تعبيره. وقال أيضًا: لقد قلت مرارًا وتكرارًا بأنّه لا يُمكن القضاء على البرنامج النوويّ الإيرانيّ عن طريق العمليات السريّة. وتابع قائلاً: نجحنا في إقناع المجتمع الدوليّ بخطورة برنامج إيران، وسجّلنا نجاحات كثيرة في هذا السياق، ولكنّ نتنياهو قرر أنْ يخطو خطوة أكثر إلى الأمام، فحوّل القضية الإيرانيّة إلى مشكلةٍ إسرائيليّةٍ، الأمر الذي دفع بالعديد من الدول لأنْ ترى بنفسها غير مسؤولة عن مواجهة إيران وحول تنازل نتنياهو عن الخيار العسكريّ، قال داغان: جميع الأجهزة الأمنيّة عارضت الضربة العسكريّة، وكان على نتنياهو أنْ يتخذ القرار، ولكنّه آثر، كعادته، أنْ يهرب من تحمّل المسؤولية، قال وأضاف: نتنياهو قويّ في الأقوال وليس في الأفعال. وعن في خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، الأسبوع القادم، قال رئيس الموساد السابق إنّ هدف نتنياهو هو الحصول على التصفيق، مشيرًا إلى أ،ّ زيارته المُرتقبة للولايات المتحدّة الأمريكيّة هي عبارة عن فشلٍ معروفٍ مُسبقًا وتابع قائلاً إنّه يتحتّم على أيّ رئيس وزراء الإسرائيليّ أنْ يُفكّر في المخاطر التي ينطوي عليها الخلاف مع الإدارة الأمريكيّة، مُعبّرًا عن توجسّه من قيام واشنطن برفع مظلة الفيتو فوق إسرائيل، وعندها ستجد الأخيرة نفسها بسرعةٍ أمام عقوبات دوليّة، كما قال إنّ المُخاطرة من هذه المواجهة لن تحتمل، وأنّ إيران تشعر بأنّها تمكّنت من دق إسفين بين إسرائيل وحليفتها، بين الشيطان الأصغر والشيطان الأكبر، على حدّ وصفه وفي سياق الحديث الصحافيّ تطرّق داغان إلى الحرب العدوانيّة الأخيرة، صيف العام 2014، والتي شنّتها إسرائيل ضدّ قطاع غزّة، وتساءل بسخريّةٍ: ماذا أنجزنا من هذه الحرب، لا شيء، مشيرًا إلى أنّ عملية (الجرف الصامد) كان فشلاً مُدويًّا، وما تمكّنت إسرائيل من الحصول عليه هو هدنة مع حماس، لافتًا إلى أنّ الأخيرة تقوم بخرقها متى تشاء، واعتبر أنّ ما يُهّم نتنياهو هو التقاط الصور مع الخرائط العسكريّة وبحسبه، فإنّ نتنياهو في الحرب الأخيرة فضّل عدم القضاء على حماس، لأنّه خشي من أنْ يحّل مكان حماس، تنظيم الدولة الإسلاميّة الأكثر خطرًا على إسرائيل، على حدّ قوله. وأضاف: يقولون إنّ نتنياهو في عملية (الجرف الصامد) تصرّف بمسؤولية، وأنا أجزم بأنّ تصرّفاته كانت بهدف التغطية على صفر الأعمال التي قام بها خلال الحرب على غزّة، ولا شيء في النتائج من ناحية تحقيق أيّ هدف وُضع في هذه الحرب من قبل المستويين السياسيّ والأمنيّ، على حدّ تعبيره. وأضاف كان يتحتّم علينا حسم المعركة ضدّ حماس، وجلب رئيس السلطة محمود عبّاس، برعاية الجامعة العربيّة، لكي يُدير الأمور في قطاع غزّة وفي معرض ردّه على سؤال حول العلاقات الأردنيّة الإسرائيليّة قال داغان: لا أُريد الإفصاح عمّا يقوله العاهل الأردنيّ عن نتنياهو، الآن بسبب الدولة الإسلاميّة حصل تقارب بين عمّان وتل أبيب، لأنّه، أيْ الملك عبد الله الثاني بحاجةٍ لإسرائيل، أكثر ممّا إسرائيل بحاجةٍ إليه. وخلُص إلى القول إنّ الوضع الذي تتواجد فيه إسرائيل اليوم هو خطير للغاية، وإذا استمرّت الحالة على ما هي الآن، فإننّا سنصل إلى دولةٍ ثنائية القوميّة، مُضيفًا أنّ مواصلة فرض الوقائع في الضفّة الغربيّة من قبل إسرائيل سيُحوّل الأخيرة إلى دولة أبرتهايد، عزل عنصريّ، حسبما قال. 

ع.ع

من نفس القسم دولي