دولي

مُراقب الدولة يستجوب وزراء إسرائيليين حول الفشل الاستخباراتيّ بقضية الأنفاق

تقرير يؤكّد أنّ حماس خططت لإدخال المئات عبر الأنفاق لأسر وقتل عددٍ كبيرٍ من الصهاينة

 

 

كشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ، في نشرتها المسائيّة، الثلاثاء، النقاب عن أنّ مُراقب الدولة الإسرائيليّة، القاضي المُتقاعد يوسف شابيرا، يقوم بالتحقيق في فشل استخباراتي إسرائيليّ في مسألة الأنفاق التي استخدمتها حركة حماس خلال العدوان الأخير الذي شنّه جيش الاحتلال ضدّ قطاع غزّة في صيف العام 2014.

 وتابع التلفزيون الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن مصادر وصفها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، تابع قائلاً إنّ القاضي المُتقاعد شابيرا يقوم باستجواب وزراء، وسينشر تقريرًا مفصلاً عن عدم استعداد إسرائيل للتعامل مع تهديد الأنفاق، الذي أجمع المُحللون في إسرائيل، وأيضًا العديدين من المستويين السياسيّ والأمنيّ في إسرائيل بأنّه كان وما زال يُشكّل تهديدًا إستراتيجيًا على الأمن القوميّ الإسرائيليّ، على حدّ تعبيرهم ولفت التلفزيون، إلى أنّه وبسبب حساسية القضية، فقد قرر المُراقب شابيرا تأجيل نشر التقرير حتى بعد إجراء الانتخابات العامّة في إسرائيل، والتي من المُقرر إجراؤها في السابع عشر من شهر مارس القادم وأشار التلفزيون إلى أنّ وزير الأمن موشيه يعالون، ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت تبادلا الاتهامات العلنيّة حول التعامل مع تهديد الأنفاق. ففي شهر سبتمبر الماضي، انتقد يعالون وزراء بسبب تشكيكهم بإدارة الحكومة للصراع خلال الصيف الفائت مع حماس، وقال إنّه قام بتوبيخ ضابط سابق قام بتسريب معلومات لبينيت حول شبكة الأنفاق عبر الحدود والتي سمحت لمسلحي حماس بالتسلل إلى إسرائيل وكان بينيت، عضو في المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المصغر، والذي يرأس حزب (البيت اليهوديّ) العنصريّ، من أشّد المنتقدين لكيفية إدارة يعالون ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحرب الأخيرة ضدّ قطاع غزّة وفي حديثه للتلفزيون الإسرائيليّ انتقد بينيت حقيقة أنّ عملية (الجرف الصامد) ضدّ حماس، قبل إصدار الأوامر بإدخال قوات برية إلى غزة، بدت وكأنّها تستند على افتراضية أنّ حركة حماس لا تريد استخدام الأنفاق، وورد أنّ تصريحات بينيت في اجتماعات الحكومة حول اكتشافات الجيش الإسرائيلي في غزة، أثارت الشبهات التي دفعت بالوزير يعالون إلى إصدار أوامر لرئيس هيئة الأركان العامة بيني غانتس بالتحقيق فيما إذا كان بينيت يحصل على معلومات من مصادر في الجيش الإسرائيلي التي لم تمر عبر القنوات العادية لوزارة الأمن علاوة على ذلك، اتهم مسؤلون من المستوى الأمنيّ بينيت بفتح قناة خاصة وغير مصادق عليها للحصول على معلومات حول اكتشافات الجيش الإسرائيلي ونشره للقوات. واتهم يعالون بينيت في حينها، بأنّه يستخدم معلومات عسكرية لأهداف سياسية. وأنهى الجيش الإسرائيلي عملية (الجرف الصامد) في أواخر شهر اوت، بعد أن قال إنّه دمرّ جميع الأنفاق عبر الحدود، والتي بلغ عددها 31 وتمّ حفرها لشنّ هجمات ضد الإسرائيليين ولكن ضباط كبار اعترفوا حينها أنّ الجيش لم يتمكن من كشف نفق أوْ اثنين واستخدم مقاتلو حماس الأنفاق في عدة هجمات ضد القوات الإسرائيلية، ونجحوا في بعض الأحيان بالتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية في إحدى الهجمات على موقع تابع للجيش بالقرب من كيبوتس (ناحل عوز)، الأمر الذي أدّى إلى مقتل خمسة جنود إسرائيليين وقالت مصادر لم يتم ذكر هويتها مؤخرًا، إنّ حماس تعمل على إعادة بناء الأنفاق وإعادة تسليح ترسانتها الصاروخية ونقل موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة على الإنترنت عن مصادر أمنيّة وعسكريّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، نقل عنها قولها إنّ حركة حماس تستعد للجولة القادمة مع إسرائيل، وتقوم بإخفاء الصواريخ البعيدة المدى تحت البنايات العالية، كما تقوم ببناء أنفاقٍ تحت الأرض تصل تكلفة كل واحد منها أكثر من مليون دولار، على حدّ تعبيرها. وأكّد الموقع أنّ تقديرات الأجهزة الأمنيّة في الإسرائيليّة تشير إلى أنّ بعض هذه الأنفاق ينتهي بعد السياج الحدودي، مثلما حصل خلال الكشف عن النفق قرب كيبوتس (عين هشلوشا)، والذي قال عنه وزير الأمن الإسرائيليّ، الجنرال في الاحتياط، موشيه (بوغي) يعالون، إنّه كان نفقًا إستراتيجيًا. كما زعمت المصادر الإسرائيليّة أيضًا، بحسب الموقع، بأنّ جهودًا كبيرة تُبذل في هذه الأنفاق، إضافة إلى تكلفتها العالية، حيث تصل تكلفة إقامة كل نفق أكثر من مليون دولار، على حدّ قولها ومن الجدير بالذكر أنّه في شهر أكتوبر، أكّد تقرير لمجل الفرنسيّة أنباءً جاء فيها بأنّه قبل الحرب الأخيرة، كانت حماس تخطط لإدخال المئات من مقاتليها إلى داخل إسرائيل عبر الأنفاق تحت الأرض، لاختطاف وقتل عدد كبير من الإسرائيليين. وأطلقت حماس وفصائل فلسطينيّة أخرى خلال الحرب الأخيرة، والتي استمرّت 51 يومًا، أكثر من أربعة آلاف صاروخ وقذيفة باتجاه إسرائيل، وشنت عددًا من الهجمات الدامية ضد الجنود الإسرائيليين عبر الأنفاق وقُتل خلال العملية 73 شخصًا من الجانب الإسرائيليّ، معظمهم من الجنود يُشار إلى أنّ الجنرال المتقاعد، بيني غانتس، كان قد أكّد للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ، خلال حديث أدلى به عشية إنهاء مهامّه، قبل 10 أيّام، أكّد على أنّ المستوى السياسيّ في إسرائيل، أُبلغ من قبل الجيش عن خطر الأنفاق، على حدّ قوله. 

ع.ع

من نفس القسم دولي