دولي

الجيش الإسرائيليّ ينفي رسميًا استخدام إجراء هنيبال خلال هجوم حزب الله على قواتّه في مزارع شبعا

اكّد أنّ مصير الضابط الذي قُتل بغزّة بعد استعمال الإجراء ما زال غامضًا

 

 

في خطوةٍ نادرةٍ، نفى الجيش الإسرائيليّ بشكلٍ رسميٍّ تقريرًا في صحيفة لبنانية، جاء فيه أنّ الجيش الإسرائيليّ قام باستخدام إجراء مثير للجدل لمنع خطف جنود، بعد الهجوم الذي قام به حزب الله في الشهر الماضي ضد قافلة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيليّ في مزارع شبعا.

 وجاء في التقرير الذي نُشر في صحيفة (ديلي ستار)، أنّ الجيش الإسرائيلي طبقّ (إجراء هنيبال)، وهو إجراء يهدف إلى منع اختطاف جنود إسرائيليين بأي ثمن تقريبًا، بما في ذلك قتل الجنديّ المأسور وآسريه، بعد أن قام المسلحون بإطلاق صواريخ كورنيت مضادة للدبابات من الأراضي اللبنانية باتجاه دورية عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلّة في الـ28 من شهر جانفي الفائت، ممّا أسفر عن مقتل جنديين وإصابة سبعة آخرين وردت إسرائيل على الفور على الهجوم بقصفها مواقع يُشتبه أنها لحزب الله جنوب لبنان بالمدفعية وقذائف الهاون، ما أسفر عن مقتل جندي إسبانيّ من قوات حفظ السلام عن طريق الخطأ. ولفتت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة إلى أنّه بحسب (إجراء هنيبال) يتّم اتخاذ تدابير مشددة جدًا للقضاء على الخاطفين ومنع سقوط جنود إسرائيليين في أيديهم، حتى لو تتطلب ذلك تهديد حياة الجنود المختطفين ونفى ناطقٌ رسميّ بلسان الجيش الإسرائيليّ تحدث إلى القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ ما ورد في التقرير اللبنانيّ وقال إنّه لم يتم استخدام إجراء هنيبال على الإطلاق خلال وقوع الحادثة. وأشارت صحيفة (ديلي ستار) إلى أنّه، وعلى عكس حالات سابقة لإطلاق نار انتقاميّ، أظهر القصف الإسرائيلي للمنطقة بأنّه استهدف فرق خطف محتملة حاولت اجتياز الحدود والعودة إلى لبنان مع الجنود المختطفين. وأضاف التقرير أيضًا أنّه لم يتم استهداف الخلية التي نفذت الهجوم. وكانت هذه الخلية على بعد 4.7 كيلومترا من دورية لواء النخبة (غفعاتي)، عندما أطلقت أول صاروخين لها على مركبتين في القافلة. وقُتل في الهجوم الرائد يوحاي كالانغيل (25 عامًا)، والرقيب أول دور حاييم نيني (20 عامًا)، عندما تعرض باب المركبة غير المدرعة التي كانا يستقلانها للهجوم الصاروخي. وأصيبت خلفية المركبة الثانية نتيجة لقصفها، ما منح الجنود السبعة الذين تعرضوا لإصابات وقتًا قصيرًا للهروب قبل استهداف مركبتهم للمرة الثانية. واستُخدم في الهجوم ستة صواريخ وتحدثت أنباء عن أنّ (إجراء هنيبال) استٌخدم في عدد من الحالات، من بينها خلال العدوان الأخير الذي شنّه جيش الاحتلال الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة في الصيف الفائت، والذي يُسّمى إسرائيليًا بعملية (الجرف الصامد). حيث قصفت المدفعية مدينة رفح جنوبي غزة، بعد انتهاك حماس لوقف إطلاق نار مؤقت، حيث قامت خلية تابعة لها بنصب كمين ضد ثلاثة جنود، ما أسفر عن مقتل اثنين واختطاف الملازم هدار غولدين. في محاولة لوقف خاطفيه، قام الجيش الإسرائيليّ بقصف مداخل أنفاق ومواقع أخرى، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد أكثر من 100 مدني ومقاتل خلال العملية. بعد ذلك دخل فريق إنقاذ الأنفاق وقام بملاحقة الخاطفين، وعثر بعد ذلك على أدلة تشير إلى مقتل غولدين وخلية حماس ولفتت المصادر الإسرائيليّة إلى أنّ جيش الاحتلال ما زال يُحقق في ظروف الحادثة، علمًا أنّ مصير الضابط الإسرائيليّ، الذي قُتل في العملية ما زال مجهولاً، إذْ أنّ حركة حماس ترفض الإدلاء بمعلومات عن مصيره. وكشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) النقاب عن أنّ أكثر من 250 ضابطًا وجنديًّا من الجيش الإسرائيليّ توجّهوا برسالة إلى وزير الأمن يعلون، وطلبوا منه عدم السماح للشرطة العسكريّة بفتح تحقيق جنائيّ في القضية، علمًا أنّ المُدّعي العام العسكريّ الإسرائيليّ أمر بإجراء تحقيق جنائيّ مع العديد من الضباط والجنود الذين شاركوا في الحرب الأخيرة ضدّ قطاع غزة، وتابعت الصحيفة إنّ قادة الجيش الإسرائيلي ينقسمون في هذه الأيام، بين مؤيّدٍ لتطبيق هذا الإجراء، وبين من يرى ضرورة التمييز بين الجندي الإسرائيليّ وآسريه، عبر إطلاق النار فقط على الآسرين. وفي هذا السياق نقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ عن أحد الضابط الإسرائيليين التابعين للواء غولاني قوله: لا يجوز لأيّ عضو من اللواء أنْ يتعرض للاختطاف مهما كان الثمن، حتى لو كان ذلك يعني أنْ يُفجر قنبلته اليدوية في آخر لحظة، فيقتل نفسه، ويقتل أولئك الذين يحاولون اختطافه، لن نقبل أنْ يكون لدينا أسير أخر، وفقاً لما جاء في التقرير وبالرغم من هذه المعلومات، إلّا أنّ هناك تضارباً في التعليمات التي وجهها قيادات الجيش للجنود الإسرائيليين، حيث نقلت الصحيفة عن أحد الضباط العاملين في الجيش الإسرائيلي قوله: الأوامر التي أعطيتها للجنود، تقضي بمنع عملية الأسر بأيّ ثمن، وإنْ أدى الأمر إلى قتل الجندي الإسرائيليّ. جدير بالذكر أنّ بروتوكول هنيبال وُضع عام 1986 بعد خطف ثلاثة جنود إسرائيليين من لواء غعفاتي في لبنان. وشاهد زملاء المخطوفين السيارة تبتعد وبها رفاقهم من دون أن يفتحوا النار. ويهدف البروتوكول إلى ضمان ألا يتكرر هذا. ويقول منتقدون إنّ البروتوكول أسيء فهمه على أنّه يُوحي بأنّ الجندي القتيل أفضل من الجندي المخطوف. ويُحجم الجيش عن إعلان تعريف محدد للبروتوكول ويكتفي بالتأكيد على ضرورة منع وقوع جندي في الأسر. 

ع.ع

من نفس القسم دولي