دولي

ليست أكثر أمنا

القلم الفلسطيني:

 

(إسرائيل) "ليست أكثر أمنا" بهذه العبارة يمكن تلخيص موقف الجالية اليهودية في أوروبا، رداً على تدخل نتنياهو في شؤون حياتهم، ودعوته لهم بالهجرة إلى ( إسرائيل) على إثر حدث شارلي إيبدو في فرنسا، وحدث مقتل يهودي في الدنمارك إسرائيل) ليست أكثر أمنا لليهودي من الدنمارك، ومن فرنسا، ومن ألمانيا، ومن بريطانيا، وهذه الحقيقة يدركها اليهودي المقيم في هذه الدول، واليهودي المقيم في فلسطين المحتلة، كما يدركها سكان أوروبا وأميركا والعالم. (إسرائيل) دولة محتلة تقوم على السلاح والحرب، وتواجه مقاومة مستمرة من الشعب الفلسطيني، فهي بعيدة بشكل كبير عن الأمن، وعن الاستقرار، وهي لن تناله بقوة السلاح والحروب المتكررة، ما دام الشعب الفلسطيني لم ينل حقوقه.

يقول الباحث اليهودي ( شموئيل روزنر): ( إن السجال حول يهود أوروبا هو في جوهره سجال حول (إسرائيل)، ومكانتها). وأعتقد أن يهود أوروبا قد حسموا أمرهم وانتهوا منذ زمن إلى البقاء في أوروبا، وعدم الهجرة إلى فلسطين المحتلة، ولو كان الأمر عندهم في موضع نقاش لما انتظروا دعوة نتنياهو لهم بالهجرة طلبا للأمن يقول يهودي دنماركي: ( أنا فخور لأنني دنماركي، وأنا واثق أنني لا أفكر في أن علينا المشاركة في معركة نتنياهو الانتخابية) ما غاب عن نتنياهو، وربما لم يغب عن يهود أوروبا، أن سياسة (إسرائيل) في قتل الفلسطينيين، وطردهم من بلادهم، وهدم بيوتهم، وقصف منازلهم بالطائرات، واستهداف منازلهم وجامعاتهم ومساجدهم وأطفالهم ونسائهم، هو الذي يعرض يهود أوروبا للكراهية، ويجعلهم عرضة لأعمال فردية عدوانية يعبر فيها الأفراد عن مشاعرهم، في مقابل صورة القتل والدمار القادمة من غزة وفلسطين إن ما تقوم به دولة الاحتلال من أعمال عدوانية يؤسس لا لأعمال عنيفة ضد اليهود في العالم فحسب، بل يؤسس لزوال (إسرائيل) نفسها عن خارطة العالم، وهذا ما تتحدث عنه سيناريوهات المستقبل، وتتحدث عنه إيران في وسائلها الإعلامية ثمة عدد كبير من سكان (إسرائيل) من اليهود لديهم اعتقاد راسخ أن (إسرائيل) ليست آمنة، وأنها لا تمثل البلد المستقر الذي يفضلون العيش فيه للأبد، ومع كل حرب تتجدد تزداد هذه القناعة، وتزداد الهجرة المضادة من فلسطين المحتلة إلى العالم الغربي وأميركا وأستراليا دولة الاحتلال في عقيدتنا زائلة لا محالة، وهي بالمفاهيم السياسية والاجتماعية غير آمنة وغير مستقرة، والحروب المتكررة لن تمنحها الأمن والاستقرار اللذين تعرفهما فرنسا والدنمارك وألمانيا وبريطانيا البتة. وهذا هو منطق التاريخ ومنطوقه رغم إنكار حكومة الاحتلال له الآن.


د. يوسف رزقة

من نفس القسم دولي