دولي
14 مقاتلة جديدة F35 من واشنطن لتل أبيب
دعم أمريكا منذ 1973 لإسرائيل يُمثّل أكثر من ضعف تكلفة الحرب في الفيتنام
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 فيفري 2015
- قيمة الطلب ستصل إلى نحو 3 مليار دولار
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيليّة اليوم رسميًا أنّها توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدّة الأمريكيّة للحصول على 14 طائرة مقاتلة أمريكيّة إضافية من نوع F35 وذكرت الوزارة في تغريدة على موقع تويتر أنّ قيمة هذا الطلب ستصل إلى نحو 3 مليار دولار بمتوسط سعر 110 مليون دولار لكل مقاتلة.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيليّة فإنّه سيتّم تمويل الحصول على المقاتلات من المساعدات العسكرية الأمريكيّة لإسرائيل التي تصل إلى أكثر من ثلاثة مليار دولار أمريكيّ في العام. وبحسب موقع (WALLA) الإخباريّ الإسرائيليّ، فإنّه من المتوقّع البدء بتسليم المقاتلات اعتبارًا من أواخر العام 2016 وستستمر عملية التزويد لمدة سنتين، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة في تل أبيب. من ناحيتها قالت مراسلة الشؤون العسكريّة في الإذاعة الإسرائيليّة الرسميّة باللغة العبريّة، كارميلا ميناشيه، إنّ هذا المبلغ يشمل المعدات والأسلحة وصيانة الطائرات وتدريب مقاتليه كما أوضحت الإذاعة أنّ إسرائيل تنوي طلب 17 مقاتلة إضافية في السنوات المقبلة. ولفتت المصادر الأمنيّة في تل أبيب إلى أنّ إسرائيل كانت قد وقعّت قبل أربع سنوات أول اتفاق لشراء 19 مقاتلة من طراز F35 من عملاق صناعة الطيران الأمريكيّ (لوكهيد مارتن) بقيمة 2,75 مليار دولار أمريكيّ. وتصنع شركة (البيت سيستمز) الإسرائيلية خوذات طياري F35. كما تنتج الصناعات الإسرائيلية العسكرية قطع غيار الطائرات. وأوضحت المصادر الإسرائيليّة أيضًا أنّ عملية تصنيع طائرة F35 التي تتيح الإفلات من الرادار ويمكنها الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت، شهدت انتكاسات فنيّة عديدة، الأمر الذي أدّى إلى تأخير إنتاجها سنوات فضلاً عن ارتفاع كلفتها. وصممت هذه المقاتلة للحلول محل القسم الأكبر من الأسطول الأمريكيّ في برنامج عسكريّ هو الأكثر كلفة في تاريخ الولايات المتحدّة الأمريكيّة، حيث تعرضّ لصعوبات عدة للارتفاع الكبير في ميزانيته التي بلغت 390 مليار دولار من اجل تصنيع 2433 طائرة، إضافة إلى تأخير الإنتاج لمدّة سبع سنوات وكانت صحيفة (كريتسان ساينس منيتور) الأمريكية ذائعة الصيت كشفت النقاب عن أنّ إسرائيل كلفت الولايات المتحدة ماليًا منذ العام 1973: 1,6 تريليون دولار (أي 1600 بليون دولار)، أيْ أنّ كل مواطن أمريكي دفع 5700 دولار بناء على عدد سكان أمريكا اليوم ونقلت الصحيفة عن توماس ستوفار، وهو خبير اقتصاديّ في واشنطن قام بحساب تكلفة دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، بأنّ الرقم المذكور يُمثّل أكثر من ضعف تكلفة الحرب في فيتنام. ومعروف عن ستوفار أنّه أثار غضب جماعات الضغط اليهودية على مدى عشرات السنين التي سخرها للبحث في النزاع الشرق-أوسطي وتابعت الصحيفة أنّ إسرائيل تريد المزيد اليوم وقد طالبت في نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بدعمٍ عسكريّ يُقدّر بأربعة بلايين دولار، وثمانية بلايين أخرى في شكل قروض امتيازيه لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تواجهها إسرائيل. ولفت ستوفار قائلاً إنّ مشاكل الاقتصاد الإسرائيليّ تجعله يشك في قدرة إسرائيل على تسديد الديون أو حتى خدماتها وأدمج ستوفار خلال محاضرة رعتها كلية الدفاع الأمريكيّة ألقاها في جامعة ماين، المبالغ التي دفعتها الولايات المتحدة لكل من مصر والأردن مقابل التوقيع على اتفاقيات السلام مع إسرائيل ضمن تكلفة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وقال المحاضر، حسب الصحيفة، إنّ النفقات المعلنة لدعم إسرائيل سنويًا (أكثر من ثلاثة بلايين دولار) لا تُمثل سوى الجزء الذي يعرفه غالبية المواطنين الأمريكيين الذين يعتقدون أنّه ينفق في موضعه لخدمة الديمقراطية والمصالح الإستراتيجية في المنطقة، لكنّه يشير إلى مساعدات أخرى، إنْ لم تكُن خفية فهي غير معروفة من الجميع واعتبر الخبير الاقتصاديّ أنّ تكلفة واحدة ضخمة على الأقل ليست سرًا لأنها تمثل الأموال التي دفعتها الخزينة الأمريكية بسبب الضرر الاقتصادي الناجم عن دعمها لإسرائيل بعد الحروب العربية-الإسرائيلية، مُشيرًا كمثال إلى المساعدات العسكرية العاجلة التي قدمتها واشنطن لإسرائيل خلال حرب أكتوبر (1973)، والتي كانت سببًا في استخدام الحكومات العربية النفط سلاحًا ومنع بيعه للولايات المتحدة الأمريكيّة، على حدّ قوله.
ع.ع