دولي

خبراء يؤكدون على ضرورة إعادة القضية الفلسطينية لصدارة الاهتمام الدولي

بعد انشغال العالم العربي بحروبه الداخلية و"داعش"

 

 

أجمعت شخصيات فلسطينية وممثلو قوى ومؤسسات وجمعيات وحشد من النخب الأكاديمية والعلمية الفلسطينية على صعوبة وضع القضية الفلسطينية، وحساسية وضع القدس، في ظل التحديات التي تواجه القيادة الفلسطينية وانشغال العالمين العربي والإسلامي في حالة الانقسام والتفتيت والحروب الداخلية، وانشغال العالم بداعش عن قضية المنطقة والشرق الأوسط وهي القضية الفلسطينية.

جاء ذلك في حلقة الحوار التي نظمها "المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات )" و"الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية (باسيا)" و"مبادرة إدارة الأزمات الفنلندية"، تحت عنوان (القضية الفلسطينية ..التحديات والمخاطر والفرص)، وذلك في فندق الليجسي في القدس بدأت الجلسة الحوارية بكلمة للدكتور هاني المصري تناول خلالها خطة مركز "مسارات" لعقد سلسلة ندوات في رام الله ونابلس والخليل والقدس وبيروت ولندن، وسيتم عقد مثلها في عمان للتعرف على الآراء والمقترحات الخاصة بممثلي التجمعات الفلسطينية المختلفة حول التحديات والمخاطر، وكيف يمكن تحويها إلى فرص من خلال تقليل الخسائر والأضرار، والحفاظ على ما لدينا كمرحلة أولى لتحقيق الأهداف والحقوق الفلسطينية.

تحديات وتهديدات صهيونية

وأوضح المصري أن التحديات الكبرى هي تحدي الاستيطان والعنصرية بوصف هذا الكيان الصهيوني قائم على العنصرية والتوسع، وقام على أساس الاستيلاء على أكبر مساحة من الأرض، وطرد أكبر عدد من الفلسطينيين ولا يعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولا حق تقرير المصير، وحق العودة ولا حق إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 من جانبه، استذكر الدكتور مهدي عبد الهادي (باسيا) في مداخلته قولا لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر والصحفي والمحلل المصري محمد حسنين هيكل، وإجماعهم على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية الأولى رغم كل ما ينشغل به العالم من "داعش" وغيرها من الأحداث التي تعصف بالمنطقة والإقليم وقال عبد الهادي إننا اليوم مهددين في هويتنا وعقيدتنا في القدس؛ فالاحتلال يعمل على سلبنا مقدساتنا (الأقصى) ومحاربتنا  في تاريخنا وتراثنا، ويعمل على سلبنا وإلغاء حقنا بحجج وأوهام توراتية وتلمودية، وهناك أيضا من يحاول سرقة إسلامنا الحقيقي وتشويه عقيدتنا السمحة.

قيادة مرتجفة

الناشط المقدسي عبد اللطيف غيث يرى أن المرحلّة صعبة بكل المقاييس وعلى الصعد كافة، وقال: "صحيح هنا أزمة كبير في المرجعية والتنسيق الأمني مع الاحتلال ومشروعنا الوطني، وتساءل إلى أين نحن متجهون؟ فالتهديد يكمن في الذات الفلسطينية" ولفت إلى أن القيادة المرتجفة غير المنسجمة مع تطلعات شعبها أضاعت الجهود والإنجازات التي تم حشدها وتجميعها وإضاعتها في مهب الريح. مشدداً على ضرورة إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير والتمثيل، ولآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين وقال "لقد فرطنا في كل ذلك على مذبح أوسلو، ومشروعنا الوطني تعرض للخطر بسبب أوسلو ومنهج أوسلو" فيما رأى عضو المجلس التشريعي السابق عن القدس زياد أبو زياد أن التحدي في أزمة القيادة، وغياب المعيار الذي يحدد شرعية القيادة وتمثيلها بعد كل هذه السنوات، وهل المشروع الوطني يعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني. مشيراً إلى أن هناك انفصالا بين نخب الشعب الفلسطيني والمجتمع بدوره، قال المهندس عدنان الحسيني وزير شؤون القدس ومحافظها -في مداخلة متفائلة بخلاف كافة المداخلات والمتحدثين-: "إن سلطات الاحتلال بعد 47 عاماً من الاحتلال لم تتمكن أن تضع يدها وتستولي إلا على 17 بالمائة من القدس ومن البلدة القديمة في القدس، ومعظمها في باب المغاربة وحي المغاربة وما بات يعرف بالحي اليهودي وأضاف الحسيني: "وكل ما استولوا عليه في الحي الإسلامي والحي المسيحي والحي الأرمني مساحات بسيطة لا تذكر رغم كل هذه القرصنة والبلطجة واستخدام القوة؛ مشيراً إلى أن المقدسيين في مدينتهم يقمعون ويحاصرون، وما بين منع بناء، ومنع سفر، وهدم منازل، ومصادرة أراض، وحصار سياسي وأخلاقي وشدد على ان الاحتلال بدأ يتأكل وفضح في العالم وقال لم يعد هناك احد في العالم يقبل ممارساتهم وتصرفاتهم وسياساتهم في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، والحكومة الصهيونية في مأزق ونحن لدينا تقدم كبير على المستوى الدولي وبعثاتنا وجالياتنا قتوم بدور كبير من اجل هذه القضية العادلة .واشار الى ان الإسرائيليين في ازمة كبيرة. 

إعادة القضية للصدارة

من جانبه، ذكر عضو المجلس التشريعي عن القدس الدكتور برنار سابيلا، معاناة غزة وحصار أهلها، وأهمية عدم استثنائها في خضم الهموم والمشاكل المعقدة وقال إن أوروبا نسيت القضية الفلسطينية ،داعش خطفت الأضواء والاهتمام، علينا أن نعيد قضيتنا إلى صدارة الاهتمام الدولي عبر جهد في أوروبا وأمريكا والعالم، لأن قضيتنا عادلة، ولابد من الحفاظ على ما أنجزناه عبر سنوات الكفاح وأكد النائب سابيلا أهمية الجاليات الفلسطينية في الخارج، وسلط الضوء على دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بالتأثير وفي تهويد القدس من خلال شخصيات تدعم الاستيطان في القدس؛ مثل المليونير اليهودي الأمريكي افين موسكوفيش. وموضحا أن الجاليات الفلسطينية تستطيع دعم القدس ومؤسساتها وتشكيل رديف مساند.

ع.ع 

من نفس القسم دولي