دولي

تل أبيب: حماس تستخدم منذ سنتين طريقة فريدة جدًا لاقتحام الحواسيب الحكوميّة

قالت إنها تمكّنت من تحقيق نجاح كبير خلال شهرين

 

  •  تسجيل 400 ألف اقتحام لمواقع إسرائيليّة

 

بات جليًّا وواضحًا أنّ حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) لا تألو جُهدًا في محاربة إسرائيل ليس عسكريًا فقط، بل مُواجهتها أيضًا في مسألة اقتحام الحواسيب وإلحاق الأضرار الجسيمة بها، وفي هذا السياق، أقرّت إسرائيل رسميًّا بأنّه في السنتَين الماضيتَين اخترق قراصنة حواسيب من قطاع غزّة بعض الهيئات في إسرائيل بواسطة فيروس لديه تكتيك فريد: الأفلام الإباحية.

وقال موقع (المصدر) الإسرائيليّ إنّ قراصنة فلسطينيون شنّوا في السنتَين الماضيتَين هجمات إلكترونية متطوّرة جدّا، بهدف سرقة المعلومات من الشركات والمنظّمات ذات الأهمية الإستراتيجية في إسرائيل. ولفت الموقع الإسرائيليّ إلى أنّ هذا ما كشفه تقرير نشرته صباح أمس الاثنين شركة التأمين الأمريكية تحت عنوان (يتجاوزون القبّة الحديدية). وقد وُجّهت الهجمات التي حظيت باسم "عملية الأفعى الجرداء" تجاه أهداف إسرائيلية من خوادم تقع في ولكن تقول الشركة إنّها جرت في الواقع بواسطة قراصنة من قطاع غزة.

وبحسب الشركة فإنّ الهجمات قد طالت أجهزة الحاسوب في مكاتب الحكومة، شركات المواصلات العامة، مزوّدي البنية التحتية، منظّمة عسكرية ومؤسسة أكاديمية واحدة، على الرغم من أنها لا تقدّم أية أدلة عن هوية الهيئات التي سقطت ضحية تلك الهجمات. وأشارت الشركة المذكورة، بحسب الموقع الإسرائيليّ، إلى أنّه طريقة العمل كانت عبر رسائل وُجّهت إلى الموظفين في تلك الشركات وقد تمّ إغراؤهم بوسائل شتى (لم يتمّ تفصيلها) لفتح الملفات المرفقة. بعد فتح الملف المرفق في البريد الإلكتروني، أضاف الموقع الإسرائيليّ، يشغّل نفسه مقطع فيديو قصير تم دمجه مع برنامج ضارّ، حيث يتم في الخلفية تشغيل ملف آخر، يتّصل مع خادم مركزي ويوفّر معلومات عن الحاسوب الذي وصل إليه، بهدف معرفة إذا ما كان حاسوبًا جديدًا أوْ حاسوبًا يوجد عليه البرنامج بالفعل. بعد ذلك، حصل مشغّلو الخادم على إمكانية الوصول للمواد التي على الحاسوب المصاب بالفيروس بالإضافة إلى ذلك، أشارت الشركة الأمريكيّة في تقريرها إلى أنّ طريقة عمل الهجمات كانت فريدة وهي الأولى من نوعها. حتّى الآن، شدّدّت شركة التأمين الأمريكيّة، فإنّ السلوك المعهود من المهاجمين هو إغراء المهاجَمين بتشغيل ملفات تتنكّر بأشرطة فيديو أو صور ولكنها تشغّل برامج ضارّة ولفت إلى أنّ دمج الأفلام الإباحية التي تمّ تشغيلها تلقائيا دون أن يتوقّع متلقّوا الرسائل ذلك، وبينما هم على حاسوب المكتب، تهدف إلى جعلهم يشعرون بالحرج وعدم التبليغ عن البريد المشبوه، وقد أدى ذلك إلى تقليص فرص الكشف عن البرنامج الضارّ بشكل كبير وشدّدّت شركة التأمين الأمريكيّة في تقريرها على أنّه بدأ استخدام البرنامج، منذ نحو عامين، لافتةً إلى أنّه ارتفع بشكل ملحوظ قبل نحو عام واستمرّ حتى نهاية عام 2014. في المقابل، فقد نشطت من تلك الخوادم حملة كبيرة لسرقة وثائق من حواسيب في مصر وإسرائيل، على حدّ قول الموقع الإسرائيليّ هذا وكشف تقرير دولي أصدرته شركة (كاسبر سكاي لاب) المتخصصة في أمن الحواسيب النقاب عن تسجيل ما يقارب 400 ألف محاولة اختراق لمواقع الكترونية إسرائيلية عبر شبكة الانترنت فقط بين شهري كانون ثاني (يناير) وآذار (مارس) من العام الماضي 2014. وسجلّ التقرير الذي تناول تهديدات الهجمات الالكترونية في العالم، 396.366 هجمة اختراق استهدفت إسرائيل، وصنفها في المرتبة 49 في العالم من حيث المناطق الأكثر خطورة في تصفح الانترنت. وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية إلى تسجيله حوالي 305.952 هجمة إلكترونية على شبكات الإنترنت الإسرائيلية في نفس الفترة من العام الماضي 2013، حيث صنفت في المرتبة 38 ونقلت الصحيفة عن خبراء في مجال مراقبة تهديدات الانترنت قولهم: إنّ الإسرائيليين ليسوا ضحايا في هذا المجال فقط فكل 0.09 هجمة إلكترونية في العالم مصدرها إسرائيل. ووفقًا للخبراء فإنّ متصفحي الانترنت هم الأكثر عرضة لتهديدات الاختراق عبر تسلل برامج خبيثة إلى حواسيبهم وهم بحاجة إلى برامج وقائية قادرة على مكافحة هذه التهديدات. كما أفاد التقرير، أنّ إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية احتلتا بالمرتبة الثانية بين الدول التي ترسل رسائل بريد إلكتروني مشبوهة، وتعتبر الصين الأولى في هذا المجال. ونجح قراصنة عرب وغيرهم في تعطيل مواقع وزارة التعليم، ووزارة الزراعة، وسلطة المطارات والموانئ، وحزب الليكود الحاكم، ومراقب الدولة، ومجمعات تجارية كبرى، حيث تم شطب صفحاتها الأولى وتثبيت توقيع (أنونيموس) مكانها. كما تمّ نشر قائمة بالعناوين الإلكترونية ومعطياتها المشفرة الخاصة بمواقع عامة أو حسابات خاصة وأرقام هواتف محمولة بعد تعرضها هي الأخرى لهجمات مماثلة، كما يستبدل القراصنة بعض الصفحات الرئيسية ويضعون مكانها شعارات معادية لإسرائيل أوْ ساخرة منها. 

ع.ع

من نفس القسم دولي