دولي

الربيع العربي وحكمة ربي

القلم الفلسطيني:

 

ما يجري في الكون وما يجري عندنا في الوطن العربي إنما بإرادة الله عز وجل وله فيه حكمة، قد نحظى بإدراكها دون تأكيدها وقد لا نحظى، ولكن الربيع العربي منذ بدايته وحتى الآن كشف عن أشياء ما كنا سنكتشفها لولا فضل الله ونعمته تفجر الربيع العربي دون موعد ودون علامات كبرى وانتصرت إرادة الشعوب في أكثر من مكان وموقعة وتأكد لكل العرب والمسلمين أن إرادة الشعوب أقوى من إرادة الأنظمة والجيوش وأقوى من إرادة ما يسمى بالقوى العظمى، وعندما ترسخت هذه الحقيقة في قلوب العرب والمسلمين هبت رياح الثورة المضادة وتحركت قوى الشر للقضاء على الربيع العربي بعد فوات الأوان، ولكن ما الحكمة التي قدرناها من وراء هذه الأحداث؛ انتصار للشعوب ثم مؤامرة مستمرة حتى هذه اللحظة؟ اقدر أن الأمة العربية لم تكن تستحق التحرر والنصر مع بداية الربيع العربي لأن فيها فئات بشرية لا تصلح لأن تكون ضمن بناء لمجتمع عربي وإسلامي حر، ولولا الثورة المضادة في مصر لما انكشفت سوأة العلمانيين وبعض الرموز والأحزاب الدينية التي تآمرت لاحقا على خيار الشعب وساندت العسكر في انقلابه،وهكذا الحال في باقي دول الثورة، ظهر حفتر في ليبيا والعلمانيون في تونس كما انكشفت لنا أنظمة عربية دعمت بكل قوة المؤامرة ضد الشعوب العربية وضد المقاومة الفلسطينية حتى كشفت لنا كفلسطينيين كيف اعتمدنا على انقلابيين عرب نهبوا خيرات بلادهم، كشفت لنا كيف أخطأ رئيسنا بتكريم إعلامي علماني اعترف على نفسه بأنه " 300 حمار في واحد" وذلك الاعتراف والانحطاط الذي وصل إليه صاحبه بالتأكيد سيرتد على من كرمه وسانده وأعطاه قيمة حتى الآن لم يخرج الربيع العربي ثماره، وكما قيل فإننا قوم أعزنا الله بالإسلام ولو ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله، لا يتصور أحدكم ان الربيع العربي سينتصر طالما رفعوا شعار "الهلال يعانق الصليب" والشيخ يعانق الراقصة كما حدث في مصر، هذا كلام فارغ ونظرة عابثة لمستقبل الأمة الإسلامية، ولكن الإسلام سينتصر حتما وقد اقتربنا من لحظة النصر بإذن الله، وهنا لا بد للذين حكموا على الربيع العربي بالفشل أن ينظروا إلى ما يحدث بطريقة تتوافق مع عقيدتنا الإسلامية لأننا كمسلمين تختلف عندنا قواعد الانتصار والتمكين عن غيرنا فإذا حكمنا على ما يجري على أسس مادية بحته سوف نفشل وندخل انفسنا في متاهات قد تكون محرجة أحيانا ولكن ذلك لن يغير في النتيجة وحتمية انتصار المسلمين وإقامة أنظمة عادلة حرة يكون الشرع الإسلامي فيها هو المصدر الأساسي للتشريع.


د.عصام شاور

من نفس القسم دولي