دولي

الفصائل الفلسطينية ترفض العودة للمفاوضات وتصفها بمضيعة الوقت

الرئيس عباس وضع نفسه في خيار واحد لا ثاني له وهو المفاوضات وربط مستقبله بذلك

 

في لقاءاته الدولية الأخيرة، عاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى التصريح برغبته في العودة إلى مفاوضات التسوية مع إسرائيل، مطالباً بتدخلات لإلزام الاحتلال بالعودة إلى طاولة المفاوضات، والتي اشترط لها وقف الاستيطان الإسرائيلي المتزايد في الأراضي الفلسطينية. ويبدو الرئيس الفلسطيني، الذي لا يرى خياراً سوى المفاوضات، بمحاولاته الجديدة للحديث عنها والحث عليها، كالذي يحاول إعادة الحياة إلى خياره، الذي اعترف هو وقيادات أخرى من حركته "فتح"، بوصوله إلى طريق مسدود لكن هذه المرة يطالب الرئيس الفلسطيني بالمفاوضات، في ظل غياب الراعي الأميركي عنها حالياً، وغياب الإرادة الإسرائيلية التي وصلت إلى حدّ نسيان المفاوضات، وانتقلت إلى مرحلة عقاب السلطة الفلسطينية على توجهاتها السياسية الأخيرة وقال عباس، في آخر تصريحاته عن المفاوضات، "إننا كفلسطينيين نؤمن أن الطريق الوحيد للسلام هو من خلال المفاوضات، وعندما نطلب الاعتراف من أي دولة بفلسطين أو أن تدعمنا في مجلس الأمن، فنحن لا نريدها أن تعادي إسرائيل بل أن تبقي على علاقاتها معها، وأن تدعم الحق" وأضاف "إننا في حاجة إلى مرجعية واضحة لعملية السلام في الشرق الأوسط، وبحاجة إلى حلول جذرية مع مدة زمنية محددة للتفاوض للوصول إلى حلّ نهائي". وأكد أنه "ضد الإرهاب ومع الحلول السياسية، وضد تحويل الصراع في الشرق الأوسط إلى صراع ديني" اللافت في تصريحات الرئيس الفلسطيني الجديدة، أنها تأتي بعد فترة طويلة نسبياً، لم يجر فيها الحديث عن المفاوضات ولا عن عودتها، ولم يبذل الراعي الأميركي أي جهد يُذكر لإعادتها، وهو ما يطرح السؤال عن مغزى هذه التصريحات ويُعبر القيادي في حركة "حماس"، مشير المصري، عن "خشيته من أنّ تكون العودة للحديث عن المفاوضات، لعباً على وتر الانتخابات الإسرائيلية، في حال أراد الرئيس عباس تعزيز موقع طرف سياسي إسرائيلي من خلال هذا الكلام" ويضيف أن "الرئيس عباس وضع نفسه في خيار واحد لا ثاني له وهو المفاوضات، وربط مستقبله بذلك، على الرغم من تصريحاته وتصريحات قيادات فتحاوية بأنّها وصلت إلى طريق مسدود" وأشار إلى أنّ "العودة إلى مسار المفاوضات، عودة لمسار التيه والضياع" ويشير إلى أنّ "المفاوضات من جديد، تعني وضع القضية الفلسطينية في مزيد من المغامرات والمقامرات السياسية، على حساب القضية طبعاً". وشدد على أنه "لا غطاء وطنياً ولا فصائلياً لعباس، في خيار المفاوضات الذي ينتهجه، وفي كل خطواته السياسية الأخيرة" ويوضح المصري أنّ "تجربة عقدين من المفاوضات، أدارت فيها السلطة الملف وقدمت جملة من التنازلات المتتابعة، لخطب ود الصهاينة من اليسار واليمين، أثبتت أنّ هذا المشروع لا جدوى منه، ولا يمكن أن يُلبي أدنى حقوق الشعب. والعدو يعمل عبر هذه المفاوضات، لتكريس سياسة الأمر الواقع" ويدعو القيادي في "حماس"، الرئيس عباس، وفريق التسوية، "بدلاً من هذه المقامرات السياسية، إرضاء واشنطن وتل أبيب، إلى العودة للمربع الوطني، للتوافق على قاعدة وطنية واحدة، وعليه مصارحة الشعب بفشل خياره السياسي، وألّا يدفعه التعنت والتزمت بمشروعه السياسي الفاشل، إلى البقاء في هذا الخيار، مع إدراكه المسبق بأنه لا جدوى منه" وفي السياق، يقول القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خضر حبيب إنّ "العودة إلى المفاوضات بعد التجارب، رهان فاشل، لكونها عدمية وعقيمة وعبثية، وجرّبناها من قبل، وهي مضيعة للوقت، ولا يمكن أنّ تفيد الفلسطينيين" ويحذّر حبيب، من أنّ "تكون المفاوضات، فرصة للعدو الصهيوني لترسيخ أقدامه على الأرض الفلسطينية"، داعياً عباس إلى "عدم العودة إلى المفاوضات، لأنّ هذا الخيار مرفوض وطنياً، إلى جانب أنّ الشارع الاسرائيلي وحكومته غير مستعدين لدفع استحقاقات عملية سلام مع الفلسطينيين" ويطالب القيادي في حركة "الجهاد"، السلطة والفصائل جميعاً، بـ"الاتفاق على إطار وطني لإعادة الحقوق وتثبيت الثوابت الفلسطينية"، مؤكداً أنّ "الوحدة الفلسطينية، سلاح يجب أن يتسلح به الفلسطينيون، أمام كل الخيارات، وأمام التفاوض والمقاومة". 

ع.ع

من نفس القسم دولي