دولي

السياحة.. وجه خبيث لتهويد القدس المحتلة

مستوطنو رأس العامود يشكلون ميليشيا ضد المقدسيين

 

  • السلطة تلعب دوما دور المتفرج 

 

تتعدد وجوه الاستيطان في مدينة القدس المحتلة؛ فمنها ما يكون واضحا مرئيا بالعين ومنها ما يكون مبطنا بمظاهر حيوية وربما سياحية أو تجارية فمن بين هذه الوجوه وأكثرها ازدواجية في الشكل والمضمون بناء غرف فندقية في مدينة القدس المحتلة لتحمل طابع التهويد في صلب أساساتها هذا وقد أعلنت ما يسمى بسلطة "أراضي إسرائيل" عن مناقصة هادفة لبناء 580 غرفة فندقية، ومراكز تجارية، ومواقف للمركبات.

ويقول المدير التنفيذي للتجمع السياحي المقدسي عنان غيث "السياحة هي النفط الفلسطيني، وهي مصدر ومحرك اقتصادي أساسي في دولة فلسطين المحتلة، وبالأخص مدينة القدس التي هي مقصد لجميع السياح الأجانب إليها، بالرغم من الحروب والأحداث السياسية والتضييق في المدينة والتشريد، وهي عنوان السياحة في منطقة الشرق الأوسط حيث تكون وجهة السياح إليها دينية وبنفس الوقت سياحية" ويضيف: "في السنة يزور مدينة القدس حوالي 4 ملايين سائح، والسياحة في مدينة القدس اليوم تختلف عما هو اليوم، فعدد الغرف الفندقية قبل عام 1967م حوالي 2000 غرفة فندقية في جميع فنادق القدس، أما اليوم وفي عام 2015م تبلغ عدد الغرف الفندقية 1100 غرفة فندقية موزعة على 24 فندقا سياحيا فلسطينيا مقابل 11000غرفة فندقية في الفنادق الصهيونية" ويشير غيث إلى أن "سلطات الاحتلال لا تتعامل مع السياحة كمورد اقتصادي أساسي؛ فسلطات الاحتلال تتعامل معها لبث الفكرة الصهيونية والصورة الحضارية والديمقراطية عنها في العالم الغربي، وبث الشائعات والأفكار المغالطة عن المجتمع العربي والإسلامي للسائح الأجنبي، من بينها الحفاظ على أمتعتهم ومقتنياتهم الشخصية وأموالهم من السرقة حيث يتواجد بين العرب العديد من السارقين، وعند حديثهم عن الزوايا السياحة تحكى بما يتناسب مع فكرة الحركة الصهيونية بما يخدم احتياجاتها من ضمنها الاستيطان والذي يتم فيه مصادرة الأراضي والاستيلاء عليها وإيجاد مبرر بالاستيلاء والمصادرة" ويضيف غيث: "سلطات الاحتلال تستخدم السياحة بشكل كبير وفعال جداً، حيث يتم سرقة المنتوج العربي والإسلامي، ونسبه لهم من خلال الملبس والمأكل والمشرب وتغيير معالم مدينة القدس وعمارتها، وإعادة تجميل المدينة ووضع لافتات، وشق طرق وأنفاق ليثبتوا أحقيتهم في دولة فلسطين ومدينة القدس، ولكنهم لا يمتلكون هذا الحق، فكل حجر في مدينة القدس ينطق بأن الكنعانيين سكان فلسطين الأصليين هم الأساس" ويرى أن "حكومة الاحتلال تسعى جاهدة لزيادة عدد السياح الزائرين لمدينة القدس لتصل إلى 10 مليون سائح سنويا، كما وتعمل على بناء شبكة طرق الالتفافية مترابطة مع بعضها البعض تصادر فيها عدة أراض، من بين هذه الطرق طريق يربط "تل أبيب" والقدس مباشرة، والتحضير لبناء مطار في منطقة غور الأردن في مدينة أريحا" ويشير غيث إلى أن: "المناقصة الأخيرة والتي أعلن عنها قبل بضعة أيام لبناء 580 غرفة فندقية في شرق القدس، ليست هي الأولى؛ فعلى أراضي حي الشيخ جراح تم بناء ثلاثة فنادق صهيونية، تضم عدد غرفها الفندقية 900 غرفة فندقية في حدود شرق القدس، وتحت غطاء السياحة يتم بناؤها ليصلوا إلى فكرة الحوض المقدس بشتى أنواع الطرق والتهويد والاستيطان" ويتابع: "حكومة الاحتلال تستغل السياحة لمصادرة الأراضي واستغلالها لبناء الغرف الفندقية، ومن الممكن من بعد اتمام المشروع تحويلها لشقق سكنية للمستوطنين، أو تعمل على تغيير معالم الأماكن الأثرية القديمة في البلدة القديمة ليتم وضعها وترويجها ضمن القالب أو الطابع الصهيوني، كما وتعمل على بناء الحدائق العامة، وتحسين البنية التحتية للشوارع وإعادة ترميها" ويردف غيث: "الاحتلال يستولي على العقارات والأراضي بالمدينة ليحسم قضية "الحوض المقدس" والذي يعتبره الصهاينة مشروع قلب القدس، من خلال إقامة الحدائق التوراتية جنوب المسجد الأقصى المتمثلة ببلدة سلوان، وبلدة الطور، وبلدة العيسوية، مرورا بحي الشيخ جراح والبلدة القديمة" ويؤكد غيث أن مدينة القدس كنز سياحي، ومن الجيد استغلالها ووضع برنامج واستراتيجية للدفع بالقطاع السياحي من خلال نشر التوعية المعرفية بالتواجد الدائم والمهم في المناطق التي يقصدها السياح، وأيضا اتقان اللغات الأجنبية للحديث والتواصل معهم في الأماكن التي يقصدونها، كذلك استخدام الإعلام الاجتماعي لإيصال أفكار جيدة عن العرب وعن الثقافة والعادات والتقاليد التي تخصهم" وذات السياق قالت مصادر صهيونية إن مستوطني رأس العامود في القدس المحتلة قرروا تشكيل ميليشيا لمواجهة رشق الحجارة على المستوطنة، وهو ما يثير مخاوف مراقبين من محاولة استغلال هذه الحجج بتوسيع الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون بحق المقدسيين ووفقا لصحيفة "كول هعير" الأسبوعية العبرية، تتشكل الميليشيا المذكورة من أشخاص خدموا في الجيش يتسلحون بخوذات وملابس واقية من الرصاص وهراوات ووسائل أخرى لحماية المستوطنة والمستوطنين ويخطط أفراد هذه الميليشيا لاعتقال راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة من المقدسيين وتسليمهم لشرطة الاحتلال، وفقا لما أوردته الصحيفة وووفقا للصحيفة فإن تشكيل الميليشيا المذكورة جرى حتى بدون أي تنسيق مع شرطة الاحتلال وزعم المتطرف آرييه كينغ المستوطن في معاليه زيتيم، وعضو مجلس بلدية الاحتلال، بأن المستوطنة تحولت مؤخراً إلى بؤرة احتكاك دائمة وأن حجارة رشقت في الأسبوع الأخير على بيته وأصابت زجاجات حارقة المبنى ووفقاً للاسبوعية العبرية، فإن معاليه زيتيم ليست الوحيدة، إذ القيت زجاجة حارقة على منزل يهودي في نهاية الأسبوع قبل الماضي في شارع همفكيد في بلدة الثوري واشتعلت على شرفته ونقل مستوطن إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما يتعرض القطار الخفيف لرشقات حجارة،على حد زعم الصحيف ويأتي الحديث عن تشكيل هذه الميلشيا التابعة للمستوطنين، وسط مخاوف مراقبين من أن تكون بداية اتساع في استهداف المقدسيين من قبل الجماعات الاستيطانية، فقد سجلت السنوات الماضية ارتفاع في استهداف المستوطنين للمقدسيين بأشكال مختلفة. 

ع.ع 

من نفس القسم دولي