دولي

أراضي خلف الجدار بسلفيت.. تبوير وتخريب وإذلال على البوابات

أشجار الزيتون أصبحت تميل للصفار لقلة العناية بها

 

 

على مدار العام لا تسمح سلطات الاحتلال للمزارعين في مدينة سلفيت بدخول أراضيهم، التي تقع خلف الجدار، إلا أيامًا معدودة لفلاحتها؛ ليتفاجأوا أن مستوطنة "أريئيل" واصلت تجريفها وسرقتها، وصارت أشجار الزيتون تميل للصفار لقلة العناية بها، بعد أن كانت حدائق ذات بهجة، وذلك نتيجة إصرار الاحتلال على عدم إعطاء الوقت الكافي للعناية بها.

 وتتفاقم معاناة مزارعي سلفيت وتزداد حسرتهم خلال رؤيتهم لحقول زيتونهم وهي تقلع وتجرف من قبل المستوطنين لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في "أريئيل" التي تعتبر ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية؛ حيث يقول المزارع أحمد اشتيه إن عشرات الدونمات من أرضه في واد عبد الرحمن قد جرفها الاحتلال وحولها إلى شوارع ومنازل للمستوطنين، وإن المستوطنين قد علّموا على عدد من الأشجار تمهيدًا لقلعها ويضيف اشتيه: "قبل بناء الجدار كنا متى نريد أن ندخل أرضنا أو نفلحها لا أحد يعترضنا، وكانت تريح وتسر الناظرين نتيجة العناية بها، والآن صار لزامًا علينا موافقة الاحتلال لفلاحة أرضنا خلف الجدار وحراثة وتقليم زيتوننا، وقد لا يسمحون لنا برغم التنسيق، وإن سمح لنا فلأيام ولوقت قليل جدًّا" وقبل أيام سمح الاحتلال للمزارعين بدخول أراضيهم خلف الجدار، بالتنسيق مع الارتباط، وسط معاناة الانتظار على البوابات الثلاث التي قسمت أراضيهم إلى ثلاث مناطق، وهو ما جعل المزارع محمود حمدان يستيقظ مبكرًا مع ساعات الفجر ليذهب إلى إحدى البوابات كي يدخل أرضه؛ وانتظر مدة طويلة قبل أن يأتي جنود الاحتلال ويفتحون البوابةى ويشكو حمدان من ضيق الوقت وتصرفات جنود الاحتلال، ويقول: "هدف الاحتلال هو إذلال وإحباط وقهر الإنسان والمزارع الفلسطيني من خلال عدم فتح البوابات إلا في أيام معدودة طوال العام، عدا التفتيش المهين واستفزازات الجنود بهدف دفع المزارع إلى ترك أرضه وأن ييأس منها، لكننا سنبقى صامدين" وترصد الإحصائيات الفلسطينية عشرات البوابات الحديدية على طول جدار النهب والضم، في محافظة سلفيت، وتراقب بكاميرات ومجسات ودوريات تجوب شوارع الجدار من الداخل، وتمنع الاقتراب منه، وتطلق النار أحيانًا على من يقترب منه وتتحسر عائلة الدحنوس في سلفيت على عشرة دونمات مشجرة بالزيتون منذ 30 عامًا، أصبحت مرتعًا لأحد المستوطنين الذي جلب خيولاً وحميرًا وماشية أطلقها فيها وبقية الأراضي، وصارت خرابًا بعد أن كانت عمارًا وينقل الباحث خالد معالي عن المزارعين قولهم إن عبور بوابات الجدار يشكل كابوسًا لهم على مدار العام، وأن العناية بحقول الزيتون في الأراضي داخل الجدار ثمنه القهر والعذاب والتفتيش والإهانة، وأحيانًا الضرب، وأنهم لا يعلمون متى تجرفها سلطات الاحتلال، كونها خلف الجدار ولا يرونها" وأشار معالي إلى أن بوابات الجدار شمال سلفيت وبقية مناطق الضفة الغربية، عبارة عن بوابات لسجن كبير، فلا يمكن الدخول أو الخروج من الحقول إلا من خلال البوابات، التي لا يمكن تجاوزها إلا بشق الأنفس، وسط نظرات حاقدة من قبل الجنود ولفت معالي إلى أنه يوجد أنواع من البوابات الأخرى غير البوابات الزراعية التي يمارس عليها القهر والإذلال في كافة إرجاء الوطن المحتل، منها: بوابات المستوطنات، وبوابات الدخول "لإسرائيل"، وبوابات الحواجز، وبوابات الدخول للقدس. 

ع.ع

من نفس القسم دولي