دولي

الشماتة بمقاومة المقاومة

القلم الفلسطيني:


مُقاومة المُقاومة الفلسطينيّة؛ دفعت "نتنياهو" أن يفرك يديه فرحا، ويشمت فينا؛ فور صدور قرار المحكمة باعتبار كتائب القسام جماعة إرهابية؛ ولسان حاله يقول: انظروا لست وحدي من يعتبر كتائب القسام إرهابية؛ فقد أصبحت أم الدنيا ترى ما أراه؛ وفي المحصلة "ما أريكم إلا ما أرى" كما قال فرعون قبل ألاف السنين مستخفا بقومه مسرورا؛ سيحمل"نتنياهو"القرار غدا ويطوف به دول العالم؛ ويقول لقادة وزعماء الدول: لا تصدقوا الفلسطينيين، ولا تدعموهم؛ فكلهم إرهابيون وهذا ليس قولي؛ بل قول وقرار محكمة من أم الدنيا؛ وهو ما سيضعف الدفع باتجاه محاكمة قادة الاحتلال أما محكمة الجنايات الدولية، وسيضعف التوجه باتجاه المؤسسات الدولية المختلفة تشفي "نتنياهو" فينا وفرحته التي لا توصف؛ عبر عنها مُحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "هآرتس"(الإسرائيليّة)، د." تسفي بارئيل"، حيث قال في مقالٍ تحليليّ نشره الأحد إنّ (إسرائيل) سعيدة جدًا بهذا القرار غير المسبوق. من كان يصدق أن تتحول حركة أو جماعة تقاوم المحتل وتدافع عن شعبها المظلوم إلى جماعة إرهابية بحسب القانون الدولي فانه يجيز مقاومة المحتل التي تعتبر قانونية؛ ويجوز طرد المحتل بكل الوسائل التي تتاح للشعب المحتل؛ ومن هنا فانه يمكن القول أن القرار يخالف القانون الدولي ويمكن إبطاله عبر القانون الدولي، وهذا ليس بأمر عسير لنرى المفارقات الصارخة التي تحصل من حولنا؛ كيف أن "نتنياهو" يخشى محكمة الجنايات الدولية؛ كونه يعلم أن الاحتلال والقتل الجماعي لا تجيزه قوانين المحكمة؛ وكون قصف وقتل مئات الأطفال والنساء خلال حرب الصيف الماضي" العصف المأكول"؛ تعتبر جريمة حرب بامتياز؛ ولنتأمل كيف تجري بعض الأحداث المتسارعة من حولنا وتصب أحيانا في صالح "نتنياهو" فرحا بها يا للعجب العجاب...!! قبل أشهر رفعت دول الاتحاد الأوروبي حماس من قائمة الإرهاب؛ واليوم يجري اعتبار القسام جماعة إرهابية من قبل من يفترض منه أن يؤيدها ويدعمها. الدنيا فيها من المتناقضات ما يعجز المرء عن تفسيرها أحيانا صحيح أن القرار صب في مصلحة الاحتلال؛ ولكنه لن يغير من الواقع شيئا؛ ولن يستطيع "نتنياهو" ومن لف لفيفه أن يوقفا عجلة التاريخ بحتمية تحرر الشعوب من دنس الاحتلال؛ عاجلا أم آجلا لنرى كيف حلل "بارئيل" أكثر وقال إنّ التبعات السياسيّة لهذا القرار لا تقّل أهمية عن التبعات العسكريّة، لافتًا إلى أنّه للمرّة الأولى، يقوم أحد الزعماء العرب بمناقضة المفهوم السائد في الوطن العربيّ والقائل إنّ المقاومة ضدّ (إسرائيل) تخدم المصالح العربيّة برّمتها، مشيرًا إلى أنّ تقديس المُقاومة المُسلحّة ضدّ (إسرائيل) لم يعُد قائمًا بعد اليوم وعن تداعيات القرار قال بان مصر لا تقدر أنْ تكون بعد اليوم أنْ تلعب دور الوسيط بين حماس و(إسرائيل)، في كلّ ما يتعلّق باتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، وبموازاة ذلك، أضاف بإنّ حماس لا تقدر أنْ تطلب من النظام المصريّ الحاكم التدّخل للتوسط بينها وبين حركة فتح بهدف إعادة اللحمة الفلسطينيّة إلى مسارها؛ ولفت إلى أنّ هذا القرار سيضع دولاً عربيّة وإسلاميّة على حدٍ سواء، والتي تُريد تقديم المساعدة لحركة حماس أمام معضلة كبيرة، ذلك لأنّ هذه المُساعدة ستُعتبر بحسب دوائر صناعة القرار في مصر بأنّها تقديم المساعدة لتنظيم إرهابيّ.


خالد معالي

من نفس القسم دولي