دولي

أسطورة الرجل الأول في حماس ما زالت قويّة جدًا

إسرائيل تُقّر بـأن محمد الضيف ما زال حيّا وتقول:

 

 

خصصت صحيفة معاريف الإسرائيليّة عنوانها الرئيسيّ أمس الأربعاء للكشف عن أنّ القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسّام، محمد الضيف، لم يُقتل في الغارة الإسرائيليّة التي استهدفته في التاسع عشر من شهر أوت من العام الفائت، خلال الحرب العدوانيّة الإسرائيليّة ضدّ قطاع غزة، والمُسّماة إسرائيليًا بعملية (الجرف الصامد).

وقال الصحافيّ المُخضرم، بن كاسبيت، صاحب الباع الطويل في المؤسستين الأمنيّة والسياسيّة إنّ الضبابيّة قد انتهت، وعلامات السؤال اختفت، مؤكّدًا على أنّ الضيف ما زال في عداد الأحياء. ويُعتبر محمد ضيف اليوم، من المنظور الإسرائيليّ، الهدف رقم واحد للعمليات العسكرية، والإسرائيليون أنفسهم يعترفون بأنّ الرجل محاط بالأسرار، سواء في تحرّكاته أو على مستوى شخصيته. وهاهم يكتشفون أكثر فأكثر فكره العسكري وهم يواجهون مقاتلي حماس على الأرض في عملية (الجرف الصامد). لم تكن عملية القصف في التاسع عشر من شهر أوت الماضي، التي أدّت إلى استشهاد أفراد أسرته سوى محاولة إسرائيلية أخرى للقضاء على العقل المدبّر للمقاومة الفلسطينية. عملية خرجت أوامر تنفيذها من أعلى مواقع القرار السياسي: الحكومة الإسرائيليّة. فمن بين المعلومات الاستخباراتية الشحيحة للغاية من داخل غزة، استنتج الإسرائيليون أنّ محمد ضيف يقيم ليلة الثلاثاء بين أسرته الصغيرة. كان ذلك قبل أن يخيب ظنّهم بمرور الساعات. في سهرة الثلاثاء انتشر في وسائل الإعلام الإسرائيليّة خبرًا عن مصادر عسكرية رفضت الكشف عن هويتها، بأن قائد كتائب القسام قد تمّت تصفيته أوْ في أحسن الحالات أصيب إصابة بالغة. إلا أن صبيحة اليوم التالي، أيْ الأربعاء، حملت في طيّاتها تفنيد مسؤولي حماس لهذا الخبر، بل إن أبا عبيدة الناطق الرسميّ لكتائب القسام أعلن: محمد ضيف لازال هو القائد الأعلى لكتائب القسام، ثم صرّح بشيء من التحدي: سيكون محمد ضيف قائد الجيش الذي سيحرّر بيت المقدس.

علاوة على ذلك، أشارت المصادر في تل أبيب، إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين ناتنياهو، وفي حديثه التلفازي يوم أمس الأربعاء لم يتطرق للموضوع بالمرة، ولم يشر سوى بتلميح بسيط بأن أحد أهم أهداف العملية التي تقوم بها إسرائيل في غزة هو تصفية قيادات المقاومة السياسية والعسكرية لحماس. علمًا أن إسرائيل قد تمكنت من اغتيال 3 من قيادات كتائب القسام في رفح: رائد العطار، محمد أبو شمالة ومحمد برهوم. وبحسب المصادر الإسرائيليّة، على مدى 25 عامًا، أفلت محمد الضيف من 5 محاولات اغتيال، حيث أصبحت كل واحدة من هذه العمليات تغذي أسطورته، فهو ليس في متناول أيدي الإسرائيليين رغم أنه يتحرك في مساحة صغيرة للغاية. كما تُقّر المصادر بأنّه يتقن الاختباء، كما يعرف كيف يمسح كل أثر له بعناية.

وبحسب خبير الجماعات الإسلامية، دومينيك طوماس: فإنّ محمد ضيف يتمتع بدهاء خاص، له قدرات خارقة على الاختباء. وقد نجح في صياغة إستراتيجيته القتالية تحت غطاء محكم من السرية، على حدّ تعبيره. ولفت الصحافيّ كاسبيت إلى أنّ محاولة الاغتيال الفاشلة، هي الخامسة من نوعها، وأنّ الطائرات قامت بقصف البيت الذي كانت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، تعتقد أنّه اختبأ فيه، بناءً على معلومات زودّها جهاز الأمن العام (الشاباك) لقيادة الجيش وللمستوى السياسيّ.

وأضافت الصحيفة العبريّة أنّ المسؤولين الإسرائيليين حاولوا الحفاظ على صورة غامضة وضبابيّة، وخصوصًا رئيس هيئة الأركان العامّة، الجنرال بيني غانتس. ولفتت الصحيفة إلى أنّه في الجلسات المغلقة قال المسؤولون إنّه هناك قناعةٍ كبيرةً جدًا بأنّ الضيف كان متواجدًا في البيت الذي تمّ قصفه، وإذا كان فعلاً متواجدًا في البيت، فإنّ احتمالات خروجه من البيت حيًّا هي صفر. وأوضح كاسبيت في سياق تقريره الحصريّ أنّه الآن انتهت جميع الاحتمالات، وأنّ الضيف تمكّن من الإفلات، وهو ما زال على قيد الحياة، وشدّدّ على أنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة لا تعرف حتى اللحظة فيما إذا كان داخل البيت، وتمكّن من اهرب قبل لحظات من القصف، أوْ أنّه لم يكُن موجودًا بالمرّة.

وخلُص الصحافيّ الإسرائيليّ إلى القول إنّ أسطورة الضيف، المسؤول عن قتل مئات الإسرائيليين، لم تُشرخ حتى الآن، مُشدّدَا على أنّه تمكّن من النجاة من خمس محاولات اغتيال من قبل إسرائيل. صورة النصر، التي حاولوا في إسرائيل الحصول عليها، على شكل تشييع جثمان الضيف، قال كاسبيت، تأجلت إلى موعد غير معروف، على حدّ وصفه.

برهان- ج

من نفس القسم دولي