دولي

مشعل إلى طهران قريبا.. وترتيب العلاقة مع سوريا أمر غير مستبعد

المصادر تشير إلى دور نصر الله المحوري في إعادة الدفء للعلاقات

 

يرى خبراء ومراقبون أن التحولات الجارية في المنطقة العربية قد نتج عنها تبلو لرؤى ومواقف سياسية جديدة كانت إلى وقت قريب مستبعدة جدا، في ظل المناخ الجيو سياسي ولراهن العربي المليء بالتناقضات الحادة. وهي تغييرات – حسب الخبراء - فرضت حسابات وقراءات سياسية جديدة لمعظم الفواعل في المنطقة ومنهم حركة المقاومة الإسلامية حماس، لدى البعض ومنهم حركة حماس التي أعلنت بشكل او بأخر عودتها إلى التخندق في خندق محور المقاومة رغم عدم الاعتراف صراحة بموقفها الجديد من الأزمة السورية أو انتقاد مباشر للحركات المسلحة كجبهة النصرة أو داعش وإبقاء الباب موارباً مع دمشق. وفي هذا السياق تقول مصادر مطلعة إن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل سيزور طهران قريباً ان وجهت له الدعوة رسمياً، تشمل لقاءات مع الرئيس حسن روحاني والمرشد علي خامنئي، ملمحا إلى ان الزيارات الأخيرة لوفود من الحركة إلى هناك صبت في الخانة نفسها. ذلك ان زيارة لا يلتقي خلالها مشعل الا مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف وبعض المسؤولين الاخرين لا تليق بمشعل ولا بقيادة حماس. وهنا يزيد المصدر ان الموعد يحتاج إلى مناسبة كبيرة في ايران كذكرى انتصار الثورة الاسلامية في فيفري المقبل، مذكراً بزيارة اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في المناسبة نفسها عام الفين واحد عشر. هذه الزيارة وفق المصادر ذاتها استبقت بلقاء جمع مشعل وقائد فيلق قدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في مكان لم يشأ ان يعلن عنه تبعاً لحساسية الوضع الامني لكلا الرجلين وعن اتصال هاتفي بينهما قدم خلاله مشعل واجب العزاء باستشهاد العميد محمد علي الله دادي في الغارة الاسرائيلية التي استهدفته وكوادر حزب الله في القنيطرة مؤخراً. وتقول المصادر أن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله لعب دوراً محورياً في اعادة الدفء إلى العلاقة بين حماس وطهران إلى سابق عهدها. أما بشأن العلاقة مع الرئيس بشار الأسد والقيادة السورية يؤكد المصدر أن ”العلاقة لا تزال مشحونة بالغضب، مشيراً إلى الايرانيين حصراً يلعبون دوراً مهما لإعادة العلاقة بين حماس ودمشق. ويرى المتابعون أن هذه العودة إلى حضن محور المقاومة أو عودة الابن الضال كما يحلو للبعض وصفه، تفرض على حماس اعادة ترتيب بيتها الداخلي وعلاقاتها الخارجية مع دول تلاقت مواقفها وموقف الحركة على أكثر من صعيد، كدولة قطر المضيفة للقيادة وتركيا اردوغان الداعمة لها ومصر مع عدائها لحركة الاخوان المسلمين، يجري البحث حالياً وفقا للمصدر داخل الاطر التنظيمية والقيادية للحركة حول ردات فعل تلك الدول مع الاعتقاد بان المواقف ستكون نفسها القديمة آخذين بعين الاعتبار ان حماس لم تكن يوماً بعيدة عن مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. وهنا تشديد من المصدر على انخراط حماس استراتيجياً وفعلياً في مقاومة العدوان على اي طرف من أطراف محور الممانعة. في البيت الفلسطيني الداخلي فان الامور اكثر تعقيداً ومحاطة بجملة من المتاعب بدءا من اعادة اعمار قطاع غزة وأزمة الرواتب والمصالحة وحكومة التوافق. حيث ترى حماس ان حركة فتح برئاسة محمود عباس لا تريد لهذه الحكومة ابصار النور بانتظار ما ستؤول اليه المفاوضات مع الاميركيين والإسرائيليين. وهنا يحمل المصدر “أبو مازن” المسؤولية كاملة مؤكداً في الوقت عينه ان عباس لن يبقى رئيساً الا عاماً او عامين على ابعد تقدير، مستنكراً محاولته خنق حماس ووضعها في عنق الزجاجة، كما ان التقارب الحمساوي مع القيادي المفصول عن حركة فتح محمد دحلان تساهم في تأجيج الصراع، بيد أن ان المصدر لم ينف التنسيق سوية على أمور تهم الفلسطينيين في الشتات وتحييدهم عن النزاعات كما حصل مؤخرا خلال زيارة عزام الاحمد مسؤول الساحة اللبنانية في فتح وما أثمر عن ذلك تحييد مخيم عين الحلوة عن الازمات اللبنانية. ويضيف المصدر ذاته ان حماس سيدة قرارها وبالتالي هي متفاهمة مع أنصارها حول القرارات المصيرية التي تتخذها نافياً نفياً قاطعاً ما يتردد عن أجنحة وتيارات داخل الحركة ومحاولة القيادة في غزة الانقلاب على القيادة في الخارج.

سالم- أ/ وكالات

من نفس القسم دولي