دولي

استخبارات الاحتلال "تُغرق" الغزّيين برسائل "عمالة"

طلبت منهم بشكل واضح معلومات مقابل مال

 

 

عادت إسرائيل في الأيام الأخيرة، إلى سياستها القديمة الجديدة، بإرسال رسائل قصيرة عبر الهواتف النقالة إلى الفلسطينيين في غزّة، بغرض إسقاطهم في شباك عمالتها، وراحت تطلب منهم بشكل واضح معلومات مقابل مال، وتستغل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يحياها مليونا فلسطيني في القطاع.

المثير والجديد هذه المرة، أنّ مضمون وشكل الرسائل يوحيان أنّ الاستخبارات الاسرائيلية تعيش حالة من التخبط نتيجة فقدانها المعلومات عن غزة ومقاومتها، ودليل ذلك، النصوص الباهتة، والكم الهائل من الرسائل التي وصلت هواتف الغزيين واختلف المكتوب في الرسائل، ما بين اتصلْ بالكابتن عدنان إذا أردت العيش الكريم والمال، وبين التغرير بالفوز بسيارة من بنك محلي، ووضع رقم هاتف دولي، للتواصل. واستدعت هذه الرسائل حملة إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من المقاومة وأمن غزة، للتحذير منها وسارع بنك "فلسطين"، إلى إصدار تعميم عن رسائل مشبوهة واتصالات هاتفية من أرقام دولية تفيد بالفوز بجائزة سيارة منه، نافياً صحتها. ورغم أنّ البنك قلل من قيمة الرسائل وعزاها إلى محاولة سرقة أرصدة "الجوال" الخاص بالمرسلة إليهم، غير أنّ مصادر أمنية تحدثت لـ"العربي الجديد"، عن أنّ الرسالة مصدرها المخابرات الإسرائيلية بنك الأهداف الإسرائيلي" فارغ، بعد الحرب العدوانية التي استمرت 51 يوماً، وأنّ المحتل الإسرائيلي يريد إعادة تفعيل البنك، والحصول على أهداف جديدة وتقول أجهزة أمن غزة، وأمن المقاومة في القطاع، إنّ "بنك الأهداف الإسرائيلي" فارغ، بعد الحرب العدوانية التي استمرت 51 يوماً، وأنّ المحتل الإسرائيلي يريد إعادة تفعيل البنك، والحصول على أهداف جديدة، كعادته، في حالت تحضيره لضربات وشنّ عدوان وحذّر "موقع المجد الأمني"، الذي يتبع جهاز الأمن الداخلي في غزة، والمنوط به ملاحقة عملاء إسرائيل، من مغبة التعاطي مع الوعود الكاذبة التي تنشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي أو عبر رسائل الجوال ولفت إلى أنها "سراب في صحراء المخابرات المقفرة تحفّها الأكاذيب والأشواك ويظللها الغش والخداع من أجل إسقاط خيرة أبناء الشعب وتدمير مقاومته" وعمل الموقع، على اطلاع متابعيه عبر صفحاته المختلفة، بطريقة التعامل مع هذه الرسائل والتحذير من الوقوع في فخ التعاون مع المحتل، ومدّ يد العون لمن يكون قد ضعفت نفسه أمام هذه الرسائل، أو تواصل مع الإسرائيليين ولفت الموقع، إلى أنّ الرسائل الإسرائيلية عبارة عن "أساليب وضيعة تستغل حاجات الشعب وتبتز أبناءه من أجل السقوط في وحل العمالة، لتتخلى عنهم في منتصف الطريق بعد أن تستنفذ مصلحتها منهم، فيكونوا كمن خسر الدنيا والآخرة وجَنوُا على أنفسهم وعلى أُسَرِهم" من جهته، يشير المختص بالشؤون الأمنية، إسلام شهوان، إلى أنّ كثرة الرسائل ومحاولات الإسقاط في الأيام الأخيرة، دليل على أنّ بنك الأهداف لدى المخابرات الاسرائيلية لا زال يعاني من مشكلة في التحديث، خاصة في ظل تقنيات المقاومة التي ظهرت مؤخراً ويلفت شهوان، إلى أنّ المقاومة الفلسطينية قامت باختراق الحواسيب الإسرائيلية، وحصلت على معلومات لم تعلن عنها، ومنها بعض الأهداف في البنك الافتراضي الذي حصل عليه العدو، ما يجعل الاحتلال في سباق مع الزمن من أجل تحديثه والحصول على معلومات إضافية غيرّ أنّ المختص الأمني في غزة، يبينّ أنه ما زال هناك جرأة إسرائيلية في استخدام ذات الأساليب، وبشكل غير مدروس، وعفوي، وكم هائل من الاتصالات ومحاولات الابتزاز، وبأساليب باتت مكشوفة، وهو ما يدفع للتساؤل، ويدعو للحذر ويقول شهوان، إنّ الاحتلال الإسرائيلي يوسع من دائرة الاستهداف التقني الألكتروني للفلسطينيين، والاتصالات النصية والعشوائية، لافتاً إلى أنّ الاتصالات والرسائل استهدفت عدداً كبيراً من المواطنين في المناطق الحدودية، وبدأ الاحتلال يغري الغزيين مالياً مقابل التعامل معه ويشير إلى أنّ العمل الأمني في غزة لمواجهة هذه الظاهرة، يمتاز بالموسمية، وليس الديمومة فيه، وهذا يؤثر على درجة الاستجابة من قبل المواطنين، ورغم تقديره أنّ الاستجابة لهذه الرسائل من قبل مستقبليها سيكون محدوداً، غير أنّه دعا إلى العمل من أجلّ وقفها والتحذير منها عبر كل الوسائل. 

ع.ع

من نفس القسم دولي