دولي

ملاك وحمزة

القلم الفلسطيني:

 

ملاك الخطيب، ( السجن شهران، وغرامة مالية كبيرة)، هذا ما حكم به قاضي المحكمة العسكرية الصهيونية، وسط ذهول المحامين والحاضرين؟! ملاك الخطيب، طفلة صغيرة السن، رقيقة البنيان، ابنة قرية بيتين قضاء رام الله، لم تبلغ الرابعة عشر ربيعا، ولكنها فلسطينية، وليست ( فرنساوية؟!) بلغة العامة، وهذا كاف لوضعها في السجن، والحكم عليها بهذه المدة، وهذه الغرامة

أن تكون فلسطينيا فأنت متهم، (حتى ولو كنت طفلا؟!) هذا ما قاله حكم قاضي المحكمة العسكرية الصهيونية؟! وهو يقول بلسان الحكم : ( اسجنوا أطفال فلسطين، إن لم تتمكنوا من قتلهم؟! أفضل الأطفال الفلسطينيين هم الأموات، والمعتقلون، بحسب تعليمات التلمود، ومواد قانون المحكمة العسكرية ؟! وأما الأحياء فهم خطر، وقنبلة مستقبلية قابلة للانفجار ملاك الخطيب، ليست من ( شارلي إيبدو) لكي يحتج على اعتقالها وسجنها جمهور من حضروا في مظاهرة الجمهورية بباريس؟! لو كانت ملاك طفلة فرنسية معتقلة عند القاعدة مثلا لاحتج محمود عباس رئيس السلطة تضامنا مع فرنسا؟! ولكن لأنها فلسطينية، من قرية بيتين، التي لا تبعد كثيرا عن المقاطعة، فلا احتجاج، ولا صوت لعباس ولا لأحد من رجال المقاطعة؟ ملاك التي لا تستطيع حمل حقيبة مدرستها، لضعف بنيانها فهي في الصف السابع فقط، هي متهمة بقطع طريق الستين، وبحيازة سلاح أبيض( سكين)، وبإلقاء الحجارة؟! تخيل هذا ؟ تهم ثلاثة لطفلة صغيرة، في دولة تقول عن نفسها إنها دولة قانون، وأنها واحة الديمقراطية في صحراء الشرق الأوسط، وأنها دولة حقوق الإنسان بين جماعات وبلاد متوحشة؟! في هذه الدولة الديمقراطية جدا جدا؟! قاض يصدق أن طفلة كملاك تستطيع قتل مجند بسكين، أو قطع طريق سريع بحجر؟! ما هذه الدولة؟! وما هذا القاضي؟! وما هذا القانون؟ لقد مرّ خبر الحكم على ملاك محليا، وعربيا، وإقليميا، ودوليا، كما تمرّ غيره من الأخبار التي لا تثير اهتماما، وكأن طفولة الشعب الفلسطيني ليست كطفولة الشعوب الصفراء الزرقاء؟! لو كانت ملاك طفلة فرنسية، أو أميركية، معتقلة عند تنظيم الدولة، أو القاعدة مثلا، لقامت الدنيا وما قعدت، ولكان حديث الشاشة كله عن الطفولة، وحقوق الطفل، ولكان خبرا رئيساً في نشرات الأخبار العربية، قبل الأجنبية، ولكان موضوعا لبرامج حوارية ساخنة على شاشة العربية، قبل فوكس نيوز، وغيرهما ولكن لأنها فلسطينية، عربية، مسلمة، فلا مكان لها في الشاشة العربية، ولا غير العربية، ولأن هذا يحدث بهذا الغباء وفي فلسطين فقط، فإنه لا مجال لسؤال الغرب لماذا طعن حمزة متروك عددا من المحتلين،؟! لأن الإجابة هو ما تقدمه أعمال الدولة المحتلة؟! وحمزة متروك هو إجابة فلسطينية عن قتل أطفال غزة، وعلى اعتقال ملاك الخطيب وسجنها، ومعها ستمائة طفل فلسطيني معتقل بحسب إحصاء المنظمات الحقوقية. 


د. يوسف رزقة

من نفس القسم دولي