دولي

أحزاب الداخل الفلسطيني تتوحّد على قائمة واحدة في انتخابات "الكنيست"

فرصة للوقوف بوجه اليمين الإسرائيلي

 

  • انتخابات مارس تزداد تعقيدا وصعوبة 

 

يسود ارتياح كبير في صفوف الأحزاب العربية الممثلة في الكنيست الإسرائيلي، وينعكس ذلك على فلسطينيي 48، في أعقاب الاتفاق التاريخي، الذي وقّعته هذه الأحزاب لخوض انتخابات الكنيست المقبلة المقررة في 17 مارس بقائمة مشتركة.

ومن شأن هذه القائمة أن تكون القوة الرابعة في الكنيست، إذا جاءت نسبة تصويت الجماهير العربية على قدر التوقعات (65 -70 في المائة)، خصوصاً أن الوحدة بين هذه الأحزاب تحقّقت بعد سنوات طويلة من مطالبة شريحة واسعة من الجماهير بها، وبعد حديث الكثير من القيادات عن أهميتها، لكن ولادتها كانت عسيرة، نظراً لاختلاف المشارب الفكرية، وبعض الأولويات، والرؤى والمصالح الخاصة بكل واحد من الأحزاب وعوامل أخرى وفي ظل تصاعد المخططات التي تتعرض لها الجماهير العربية في السنوات الأخيرة من قبل المؤسسة الإسرائيلية، وازدياد التمييز ضدها والاضطهاد والعنصرية، ورفع نسبة الحسم، كان لا بد للوحدة أن تتحقق لمواجهة المصير المشترك لفلسطينيي 48، انطلاقاً من أرضية أكثر صلابة ومن شأن هذه القائمة لو تكللت أهدافها بالنجاح، وحظيت بـ15 مقعداً، وفق طموح الكثيرين، التأثير على صنّاع القرار في إسرائيل، وتوظيف ذلك للمصالحة الوطنية ومصالح الجماهير العربية وقالت النائب في الكنيست عن "التجمع الوطني الديمقراطي"، حنين زعبي، إن الاتفاق "إنجاز تاريخي بكل المفاهيم"، مضيفة أن "القائمة المشتركة واقع قائم، ينتقل بنا فوراً، وربما من دون الإحساس بثقل الإنجاز، إلى التحديات المقبلة"، المتمثلة في "تغيير الأجواء السياسية القائمة على العصبيات وحتى الكراهية والتنافس العنيف، في فترة انتخابية تبلور قواعد عمل تبنى على الاحترام وتقبل الآخر، ووضع العمل السياسي فوق التنافس الحزبي"، ثم "ترجمة ثقل الإنجاز وتطلعات الشارع السياسي، إلى قوة عددية في الصندوق، وإعطاء الزخم الأكبر لقائمة تستطيع أن تحصد 15 مقعداً، لتتحول إلى القوة الرابعة في الكنيست"، بحسب ما كتبت على صفحتها عبر "فيسبوك" ورأت زعبي أنه يجب "عدم التعامل مع القائمة كوسيلة تقنية هدفها الحفاظ على عدد المقاعد أو زيادتها قليلاً، بل التعامل معها كقوة سياسية تبلور مفهوماً آخر في السياسة، مبنياً على الطاقات الكامنة، والمساحات غير المستغلة، والحدود التي نخافها من دون مبرِّر، وكمفهوم عصري يعي قوة الإجماع وليس تقييداته، فيحمي العمل السياسي وخطابه وأهدافه، في سقفه الأعلى " من جهته، اعتبر الأمين العام لـ"الجبهة الديمقراطية للسلام والمساوة"، والمرشح على المقعد الأول فيها، أيمن عودة، أنه ينظر إلى القائمة الموحّدة بصفتها "حدثاً غير مسبوق، في شرق كله تصدعات وخلافات وتيارات متصارعة" وأضاف عودة في حديثه أن "المكان الوحيد من المحيط إلى الخليج الذي تصل فيه مجموعة قومية إلى توافق على الرغم من التمايز والأيديولوجيات الكثيرة المختلفة، هو لدى الجماهير الفلسطينية في الداخل، وهو إنجاز كبير" ورأى أنه "بمقدور الجماهير العربية التي تشكّل 20 في المائة من نسبة السكان، أن تضع كل وزنها في هذه الانتخابات وتمنع اليمين من العودة إلى الحكم، هذا اليمين الذي قتل 2200 فلسطيني في غزة، ونهش في هامش الديمقراطية المهترئة أصلاً، وعمّق الفجوات الاجتماعية وحرّض على فلسطينيي الداخل وهدم قرى في النقب وافتعل انتهاكات كثيرة" وأعرب عودة عن تفاؤله بتحقيق القائمة المشتركة 15 مقعداً، "على أن يتم بذل جهد كبير بالعمل على إقناع الناس وزرع الأمل، بأن بمقدورهم منع اليمين من العودة إلى الحكم"، مشيراً إلى أنه "تم التعامل في كثير من الأوقات مع الجمهور العربي كزيادة عدد، لكن اليوم على الجميع أن يعلم أن الجماهير بمقدورها تغيير السياسات ومنع اليمين المغالي في إسرائيل الذي أجرم بأكثر من مستوى من المضي في مخططاته" وحول طبيعة العمل المشترك، قال عودة "يوجد لدينا العديد من القضايا ولدينا طموح في تطوير مؤسسات شعبنا، ولا شك في أن هذه القائمة ستساهم في التأسيس لمرحلة جديدة وتخفيف التوتر بين الأحزاب" أما النائب عن "الحركة الإسلامية" (الجنوبية) مسعود غنايم، فأثنى في حديثه على القائمة المشتركة باعتبارها "حدثاً هاماً وتاريخياً، فهذه المرة الأولى التي تتم فيها وحدة على هذا الصعيد، إذ لم تحصل من قبل، لا على الصعيد الشعبي ولا البرلماني، وهي شراكة غير مسبوقة بين قوى سياسية في هذا السياق، ولا بد من استثمارها" وشرح غنايم استثمار الشراكة "بمعنى ألا تقف عند حدود الكنيست، فليس الهدف فقط الوصول إلى أكبر عدد من المقاعد في الكنيست، على الرغم من الأهمية الكبيرة لذلك، وإنما يجب أن تلقي بظلالها على مجمل النضال العربي الشعبي والجماهيري، وأن تبث روح الأخوّة والألفة في كل بلداتنا العربية، وأن تشجّع العمل الجماعي المشترك على كل الأصعدة، وهذا هام جداً في هذه المرحلة خصوصاً، التي تشهد تحديات كثيرة في وجه المؤسسة الإسرائيلية والحكومات الإسرائيلية" كما أكد أن الشراكة "يمكن أن تؤثر إيجاباً على لجنة المتابعة وترتيبها بالشكل الأفضل، وتكون رافعة لها، وهذه القائمة بداية لاتباع النهج الوحدوي في نضالنا من خلال لجنة المتابعة التي تُعتبر السقف الأعلى لجماهيرنا في الداخل الفلسطيني" وحول تأثير رفع نسبة الحسم إلى 3.25 في المائة على تشكيل هذه القائمة، قال غنايم "لا نستطيع إنكار ضرورة الوحدة، ولكن هذا كان مطلب شعبنا منذ سنوات طويلة، ورفع نسبة الحسم كان من العوامل المهمة المحرّكة للوحدة ولم يترك مهرباً لأي من الأحزاب لخوض الانتخابات لوحده، في المقابل ساهم هذا الأمر في تلبية المطلب الجماهيري، وحتماً سيعزز الشراكة حول قضايانا الوطنية، مهما اختلفت التوجهات الفكرية" وتوقع غنايم أن ترتفع نسبة التصويت بنحو 10 إلى 15 في المائة "وعندها سنصل إلى 15 مقعداً على الأقل، وسنكون كتلة قوية وكبيرة لها وزنها، وتستطيع التأثير على صنّاع القرار في إسرائيل"، موضحاً أن "قائمة كهذه في ظل الخارطة السياسية المتوقعة، قد تكون فرصة تمكّننا من تشكيل شبكة أمان أو جسم مانع لحكومة يسارية ضد اليمين، وبالتالي تحصيل مطالب كثيرة لجماهيرنا، كما تُمكّننا من وقف تطرف اليمين والقوانين العنصرية ضدنا". 

ع.ع

من نفس القسم دولي