دولي

طلاب غزة وجرحاها يطالبون بممر مائي ينهي معاناتهم

المحتجون على إغلاق معبر رفح طالبوا بتحييده عن المناكفات السياسية

 

 

لا يزال إغلاق معبر رفح نافذة غزة على العالم يشكل أزمة إنسانية تتفاقم يوما بعد يوم، فآلاف المرضى والطلاب محرومون من السفر لخارج القطاع، وسط نداءات بفتح المعبر وتحذيرات من انفجار بات وشيكا. 

بدا طلال العروقي وزملاؤه الطلبة حائرين بسبب استمرار إغلاق معبر رفح الذي حرمهم من السفر للدراسة، وتشديد الخناق على قطاع غزة، مما سبب حالة من الضيق والضجر لدى سكان القطاع الطالب العروقي كغيره من الطلاب حرم من السفر للدراسة في مصر، بسبب إغلاق معبر رفح البري الذي يعد المنفذ الوحيد لقطاع غزة، مما اضطره للبقاء في غزة والدراسة في الجامعة الإسلامية فيها ويقول "إن ضيق الحال في قطاع غزة واستمرار الأزمات يؤثر علينا سلبا في كافة مناحي الحياة.. نحن لا نحصل على أبسط حقوقنا المشروعة" ويضيف "نحن لا نستطيع التواصل مع غيرنا من شعوب الأرض بسبب هذا الحصار الظالم، ولا نستطيع أن نمارس حياتنا بالشكل المطلوب، فالمعبر مغلق، والطلاب حرموا من إكمال دراستهم في الخارج، وعدد كبير منهم فقدوا المنح الدراسية التي حصلوا عليها، والجرحى لا يستطيعون السفر للعلاج" تغريد أبو حطب -مريضة وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة- بحاجة هي الأخرى للسفر منذ فترة طويلة، لكن استمرار إغلاق المعبر حرمها من السفر للعلاج وتقول "إن أكثر الشرائح تضررا من استمرار الحصار وإغلاق المعابر هم ذوو الاحتياجات الخاصة، خاصة المرضى منهم، منذ أشهر وأنا جاهزة للسفر إلا أن إغلاق المعبر حال دون ذلك" ونظم عشرات الطلبة والجرحى المحرومون من السفر وقفة احتجاجا في ميناء غزة البحري طالبوا فيها بإنشاء ممر مائي لا يخضع لسيطرة أحد، يمكنهم من السفر والتحرك بحرية وفي كلمة لهم، اعتبر متحدث باسم الجرحى والطلبة -منظمي الوقفة الاحتجاجية- أن حرمان سكان قطاع غزة من حقوقهم الأساسية وسياسيات الحصار والإغلاق، ومنع التنقل الذي تفرضه قوات الاحتلال وتساهم فيه الأطراف الدولية والعربية والفلسطينية يؤديان إلى مضاعفة خطيرة لأعداد العاطلين عن العمل في صفوف الشباب الفلسطينيين وأشار إلى أن إغلاق المعبر يحرم عددا كبيرا من طلاب قطاع غزة من إكمال تعليمهم في جامعات الخارج، ويحرم مئات المرضى من حقهم في العلاج، وكذلك يعيق تواصل الغزيين الاجتماعي والعائلي وممارسة الشعائر الدينية وطالب الطلاب بفتح ممر مائي خاص بقطاع غزة يكفل من خلاله حرية التنقل والسفر الدائم لمواطني القطاع دون إعاقة أو منع لأحد، ولا يخضع لرغبات ومصالح أحد وشدد على ضرورة أن "تتداعى الجهات الدولية لتحقيق مطالبنا العادلة في الرفع الكامل للحصار الظالم عن القطاع بكافة أشكاله، وألا تكون أداة في يد الاحتلال الإسرائيلي لشرعنة الحصار، وأن تعمل هذه الجهات من منطلق واجبها على إزالة كافة العقبات المقامة في وجه حقوق شعبنا، ومن أبرزها حقه في السفر وحرية التنقل" ودعا المتحدث لاحترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي كفلت حماية الحق في التنقل والسفر، كما طالب الحكومة بتحمل المسؤولية تجاه قطاع غزة، والكف عن سياسة إدارة الظهر لحاجات القطاع وحذر الطلبة من أن استمرار هذا الحال بمثابة "وصفة أكيدة لاشتعال المنطقة مرة أخرى وانفجار شعب غزة وشبابه في وجه من يحاصره ومن يشرعن الحصار ويساهم فيه" من جهته، اعتبر الكاتب إبراهيم المدهون أن هذه الاعتصامات غير مجدية ولا تمثل ضغطا حقيقيا على الحكومة بسبب إهمالها القطاع وحاجاته، ولعدم تحملها مسؤولياتها بسبب بعدهم المكاني والوجداني، والمتواجدون في غزة ليس معهم الحل، إلا أنها حالة تعبير قوية عن ما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة من ضغط واستنفار ورأى المدهون -في حديث للجزيرة نت- أن الأمور تسير في غزة نحو التعقيد، والأفق مسدود، ويبدو أن معادلة وجود الحكومة من رام الله وسيطرتها على زمام الأمور والقبول بذلك عقد المسألة وأشار إلى أن المخرج من هذا الوضع يكون بآلية جديدة يستطيع فيها الغزيون إدارة أنفسهم بأنفسهم عبر لجان وطنية وإدارة محلية وحذر من وصول الوضع لمرحلة الانفجار والفوضى، مستبعدا تجدد المواجهة بين المقاومة والاحتلال رغم هشاشة التهدئة وعدم انتقالها لهدنة متينة. 

ع.ع

من نفس القسم دولي