دولي
خطّة حكوميّة إسرائيليّة لاستيعاب يهود فرنسا في مستوطنات الضفّة
استغلالا لأحداث باريس الأخيرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 جانفي 2015
- التوقعات تشير إلى أنّ 10 آلاف سيُهاجرون خلال العام الجاري
كُشف النقاب أمس الأربعاء في تل أبيب، عن قصةٍ أخرى، ضمن المحاولات الإسرائيليّة الرسميّة لتوظيف العمليات الإرهابيّة في باريس الأسبوع الماضي خدمةً لمصالحها الدعائيّة والسياسيّة، فقد ذكرت صحيفة (هآرتس)، في عددها الصادر الأربعاء، أنّ ممثلي الجالية اليهوديّة في فرنسا دفعوا مئات آلاف الشواقل من أجل نقل الضحايا لإسرائيل ودفنهم في القدس الغربيّة، وذلك لأنّ حكومة بنيامين نتنياهو رفضت تحمل نفقات نقل الجثث والدفن، كما قالت المصادر للصحيفة.
علاوة على ذلك، كشفت المصادر عينها النقاب عن أنّ الحكومة الإسرائيليّة مارست ضغوطات جمّة على إحدى عائلات الضحايا لكي تُوافق على دفن ابنها في إسرائيل، علمًا بأنّ العائلة رفضت منذ البداية دفنه في إسرائيل، وأبلغت السلطات في تل أبيب، أنّها ترغب في دفنه بفرنسا، كما أكّدت المصادر التي تحدثت للصحيفة، والتي وصفت القضية بأنّها ملحمة كئيبة للغاية وأضافت الصحيفة قائلةً إنّه بعد مرور عدّة ساعات، أعلنت الحكومة الإسرائيليّة عن موافقتها على تمويل نقل الجثث ودفنها في إسرائيل، علمًا بأنّ الضحايا لا يحملون الجنسيات الإسرائيليّة، على حدّ تعبيرها. من ناحيته قال الموقع الالكترونيّ للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ إنّه في البداية تقرر دفن الأربعة في القسم المخصص لليهود من أصول يمنيّة، في مقبرة بالقدس الغربيّة، ولكنّ العائلات رفضت هذا المكان، زاعمةً أنّه تقع بالقرب من منه قرية عربيّة، ومن غير المُستبعد أنْ يقوم العرب بالاعتداء على القبور، على حدّ تعبير العائلات وعند ذلك، وقعت مشكلة كبيرة، أضاف الموقع، وذلك لعدم وجود مكان مناسب لدفن الأربعة، وبعد اتصالات حثيثة، عثرت إسرائيل على يهوديّة فرنسيّة، تملك قطعة أرض في المقبرة، مُعدّة لدفنها وأفراد عائلتها، والتي وافقت على التبرع بالمكان لدفن الأربعة على صلةٍ بما سلف، كشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ النقاب عن أنّ وزير الإسكان الإسرائيليّ، أوري أريئيل، من حزب (البيت اليهوديّ)، وجّه رسالة إلى ما يُطلق عليه اسم مجلس المستوطنات في الضفّة الغربيّة المحتلّة، في الأيام الأخيرة، جاء فيها أنّ إسرائيل تستعد لاستقبال عدد كبير من المهاجرين اليهود الفرنسيين وأنّه يتحتّم الاستعداد ‘لإسكان جماعي لهم والعمل على توسيع المستوطنات، على حدّ قوله. وتابع وزير الإسكان قائلاً في رسالته المذكورة إنّه لا شكّ في أنّ يهود فرنسا يشعرون بالتعاطف مع المشروع الاستيطانيّ وأنّ وزارة الإسكان ستعمل على توسيع المستوطنات من أجل استيعاب المهاجرين اليهود الفرنسيين، لافتًا إلى أنّه يجب على مجلس المستوطنات الاستعداد لذلك. يُشار إلى أنّ عدد اليهود الفرنسيين يصل إلى 600 ألف، وتُعتبر الجالية اليهوديّة في فرنسا، أكبر الجاليات اليهوديّة في أوروبا. جدير بالذكر أنّه في أول استغلال لحادث الهجوم الذي استهدف مقر صحيفة (شارلي إيبدو)، الأسبوعية الساخرة في باريس، الذي قتل فيه 12 شخصًا بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، والاعتداء على كنيس يهودي، دعا رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو اليهود الفرنسيين للهجرة إلى إسرائيل، وقال نتنياهو في نداء وجهه إليهم: إلى جميع اليهود في فرنسا، وفي أوروبا، أريد أن أقول لكم إنّ إسرائيل ليست فقط الوجهة التي تتجهون إليها في صلواتكم، بل هي وطنكم أيضًا، على حدّ تعبيره وفي خطوة عملية للتنفيذ، أشار نتنياهو إلى أن فريقًا من الوزراء سيجتمع للاتفاق على إجراءات لتشجيع هجرة اليهود من فرنسا ودول أوروبية أخرى، وإنّ من يرغب من اليهود في الهجرة إلى إسرائيل سيستقبل بحرارة، وزعم نتنياهو أن الإسلام الراديكاليّ هو تهديد للحضارة الغربية ولليهود، لتسويق فكرته التي وجدت صدى كبيرًا في الإعلام الغربيّ. وذكرت صحيفة (هآرتس) أيضًا أنّ العمليات الإرهابيّة الأخيرة في باريس أحدثت اضطرابًا ورعبًا في صفوف الجالية اليهودية الفرنسية، في وقت رجّحت فيه وزارة الاستيعاب الإسرائيلية بازدياد عدد المهاجرين اليهود من فرنسا إلى إسرائيل خلال العام الجاري بنسبة كبيرة وأوضحت الصحيفة أنّ التوقعات في إسرائيل تذهب الآن إلى أن أكثر من 10 آلاف يهوديّ فرنسيّ سيُهاجرون إلى إسرائيل خلال عام 2015 الحالي.
ع.ع