دولي

حكومة انقلابية

القلم الفلسطيني:

 

كما كان متوقعا أشهرت الحكومة سيفها وتملصت من الكلمات المنمقة أو المستترة التي عملت على ترويجها خلال الأشهر الأخيرة، وباعت الغزيين الهواء، ثبت لاحقاً أنه مسموم

يكفي استطلاع رأي المواطنين حول حكومة الحمد الله، لتجد الإجابة واضحة أنها لم تعد حكومة وفاق بل يذهب بعضهم إلى تسميتها بحكومة "النفاق" بعد أن خدعتهم فمثلاً وكلاء الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية في غزة في حيرة من أمرهم بعد أن تخلت الحكومة عنهم وتركتهم في مواجهة الموظفين والمؤسسات والأعباء المالية، وأغلقت مصادر الدخل للمؤسسات الرسمية ولم تقدم لهم شيئاً بل أن بعضهم لا يجد ما يقدمه لموظفيه الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر كانت الصدمة الأسبوع الماضي عندما أعلنت الحكومة أن الحل الأمثل لموظفي الحكومة في غزة هو صرف مكافأة نهاية خدمة أو الحصول على مشروع صغير، بطريقة تستهتر بمشاعرهم ومشاعر عائلاتهم في ظل ذلك يواجه المسؤولون في غزة ضغوطا كبيرة عليهم لمواجهة الانقلاب باتخاذ إجراءات تضمن تحصيل الإيرادات المالية من الشركات والمؤسسات التجارية، وتطبيق القانون فيما يتعلق بعمل أفراد الأجهزة الأمنية في غزة ففي غزة هناك كثير من المفارقات يمكن أن تشاهدها وتعايشها فيما يتعلق بالموظفين، فمثلاً الموظف أ. د. يحمل رتبة عقيد في أحد الأجهزة الأمنية التابعة لرام الله ويتلقى راتبا شهرياً يصل إلى 7000 شيكل مع النثريات وغلاء المعيشة وغيره، ومع ذلك يعمل عملاً آخر يتمكن من تحصيل مبالغ تصل إلى 5000 شيكل شهريا، ومثله الكثير بائع مواد تجميل وآخر سائق وآخر يمتلك مصنعا وآخر طبيب وآخر صيدلي وآخر محاضر جامعي وهكذا في حين موظف يعمل شرطيا في غزة وينهك في العمل يوميا ويدفع أجرة المواصلات من قوت أبنائه ليعود آخر النهار لا يملك شيئاً، وإن حصل على مستحق فهو نصف راتب بحدود 1000 شيكل شهرياً أو أقل، لا تكفي شيئا، ومن المفارقات أيضاً أن الأول والثاني قد يكونان زميلين سابقين لك أن تتخيل أي انقسام تتسبب به حكومة عباس، وأي ظلم توقعه على أبناء شعبها، وما هو مقياس العدل الذي تحكم به؟ انقلاب كلمة لينة أمام واقع غزة قد يقود نحو الانفجار تجاه حكومة عباس ويزيد الأمور تعقيدا، إن لم يستدرك الأمر وتتم معالجته بحكمة ومسؤولية وطنية وأخلاقية ومواجهة قرارات الحكومة الانقلابية التي تخلت عن غزة وقت الحرب وتعاقبها وقت السلم، بل أنها تمارس سياسة عنصرية بغيضة بين أبناء الشعب الواحد يصدق فيها القول: "إنها حكومة انقلابية". 


إياد القرا

من نفس القسم دولي