دولي

تنافس كبير على الرباط في الثغور المتقدمة على حدود القطاع

بالرغم من البرد والأمطار والثلوج

 

 

لم تمنع الأجواء الجوية العاصفة بما فيها من برودة شديدة وأمطار، المرابطين من الانطلاق لنقاط رباطهم على الثغور المتقدمة شرق قطاع غزة، متدثرين بإيمانهم وحماستهم لنيل الأجر والثواب.

أبو صهيب (24 عامًا) أحد المرابطين من كتائب الشهيد عز الدين القسام، أمضى ليلة الخميس على الثغور المتقدمة شرق خان يونس يقول : "صحيح هناك أمطار وأجواء باردة جداً، ولكن هذا واجبنا ومسئوليتنا، وجميع الشباب يحرصون على نية شرف الرباط في مثل هذه الليالي لنيل الأجر" وتنتشر في قطاع غزة مئات نقاط الرباط التي يتمركز فيها المقاومون خاصة في الثغور المتقدمة لشرق القطاع؛ لصد أي تقدم أو تسلل لقوات الاحتلال الصهيوني، إذ رفع انتشارها كلفة أي محاولة للاحتلال التوغل في قطاع غزة، وبات التصدي له من مسافة صفر وعلى بعد أمتار من السياج الأمني الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة منذ عام 1948 واقعًا ورغم الاحتياطات التي أخذها أبو صهيب لمواجهة الأجواء الباردة، فارتدى الكثير من الملابس الداخلية أسفل "الأفرهول" العسكري، إلا أن برودة الأجواء وتساقط الأمطار ووحول الأرض، صعّب الأمور، قائلاً: "كانت ليلة صعبة، ولكنها ممتعة لأننا نبتغي الأجر من الله، ونتأمل أن يكون ذلك في ميزان حسناتنا" وقال: "برباطنا حتى في هذه الأجواء نقول لأعدائنا إننا جاهزون ولا يعيقنا عائق عن الجهوزية.. فقد حملنا أمانة المقاومة، وسنكون على قدرها بإذن الله، ولن يرى الاحتلال منا إلا كل ترصد وبأس" أما أبو مسلمة فأصر هو الآخر على أن يشارك مجموعته الرباط في هذه الليلة، رغم أن جدول الرباط يعفيه هذه الليلة، قائلاً: "هذه ليالي خير، فكلما اشتدت البردوة وزادت المعاناة زاد الأجر إن شاء الله، ونحن مع بعضنا نشجع بعضنا، ونستحضر كيف يمكن أن تكون الصعوبات في ميدان المواجهة؛ لذلك ينبغي أن نكون على استعداد في كل الأحوال" وتتنوع نقاط الرباط بين مناطقة مفتوحة تمامًا، يلتحف فيها المرابطون السماء ويفترشون الأرض وهم يقبضون على أسلحتهم، يلهجون بالدعاء وعيونهم متحفزة لأي تحرك مشبوه، وبين نقاط أخرى في بعض المواقع التي يتوفر فيها ساتر وابتسم أبو مسلمة وهو يقول: "بكل صراحة فإن الجميع من المجاهدين رغم برودة الجو تجد لديهم الاستعداد والرغبة للمشاركة؛ بل يتنافسون ويحرصون على تبديل أيامهم ليرابطوا في هكذا أيام، فنحن أصحاب مشروع وغايتنا رضى الله، ولدينا يقين بأجر الرباط والسهر في سبيل الله، فرباطنا أجره بإذن الله الجنة" وتمتد ساعات الرباط على مدار ساعات اليوم بأنماط مختلفة، غير أن أبرزها الرباط الليلي الذي يبدأ في وقت متأخر من ساعات الليل، ويمتد حتى ساعات الفجر، يقوم خلاله المرابطون برصد ومتابعة تحركات الاحتلال أو الجهات المشبوهة التي تترصد بأمن غزة والمقاومة النائب عن حركة حماس، هدى نعيم، لم تتمالك دموعها عندما وصلتها رسالة جوال من أحد المرابطين يهدي إليها أجر رباطه، فنشرت رسالته على صفتحها على الفيس بوك "في ظل هذا البرد القارس والأجواء الماطرة أريد أن أهب أجر رباط هذه الليلة لك أمي" وقالت نعيم إنها ليست أمَّ مرسل الرسالة إلا في المكانة، مشيدة بجلد وصبر المرابطين قائلة: "نحن في بيوتنا وتحت أغطيتنا وهم هناك في الثغور تحت المطر وفي البرد القارس" ودعت له ولكل المرابطين بقولها "الله يحفظك بني أنت وكل رفاقك، ويبارك لكم أعماركم وأعمالكم، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم، ويديمكم شوكة في حلوق أعداء الأمة والأوطان، ويذيق على أيديكم الذل كؤوسا لبني صهيون". 

ع.ع

من نفس القسم دولي