دولي
وعود حكومة الوفاق بحل مشاكل غزة خلال أسابيع.. بين الجدية والمناورة
حماس تتلقى الوعود وتنتظر التنفيذ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 جانفي 2015
جاءت وعود حكومة التوافق بحل كافة مشاكل غزة خلال 4 أسابيع غريبة ومتناقضة مع الأجواء المشحونة التي أعقبت زيارة وزراء ومسئولين حكوميين لغزة الأسبوع الماضي، وهو ما يطرح تساؤلات حول "جدية" هذه الوعود، وإمكانية الوفاء بها من قبل حكومة الوفاق الفلسطينية.
وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق، قال إن وزيرين من غزة نقلا له وعدا من رئيس الحكومة بحل كافة مشاكل غزة خلال 4 أسابيع، ومن بينها الأمان الوظيفي لجميع الموظفين، واستلام المعابر، ومعالجة مشكلة الكهرباء، التواصل مع الأجهزة الأمنية، وقيام الحكومة بواجباتها تجاه الوزارات هذه الوعود، أتت بعد أيام من اجتماع الحكومة في غزة والضفة، والخروج بقرار بعودة الموظفين المستنكفين إلى أعمالهم، وتعيين موظفين من حكومة غزة وفق الحاجة، الأمر الذي أثار غضبا شعبيا عارما في غزة الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني يرى أن فشل رئيس السلطة في مساعيه الأممية، وحاجته لإجماع وطني لإعادة صياغة مشروع جديد متوافق عليه، وتقديمه مرة أخرى لمجلس الأمن، هو ما دفعه لإعطاء "الضوء الأخضر للحكومة للعمل على حل مشاكل غزة" ولا يستبعد الدجني، في حديث خاص مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن تكون تلك التصريحات بالونات اختبار وتهديد للغرب سرعان ما تتبخر لكنه استدرك بالقول: إن هذه المرة مختلفة، لأن بذور الانفجار باتت قريبة، ولا أحد يستطيع أن يتوقع وجهتها، ورئيس السلطة بحاجة ماسة لغزة وللكل الوطني حتى يحصن جبهته الداخلية في مواجهة التحديات المتوقعة من جهته، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب أن عباس يستخدم خيار العودة لحركة حماس والعمل والتقارب معها، وسيلة للضغط على الأطراف الدولية والكيان من أجل الحصول على مكاسب سياسية ويرجع أبو شنب، في حديث خاص مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، هذا الموقف الجديد إلى رغبة السلطة في تثبيت نفسها، وإثبات وجودها في قطاع غزة من أجل الحصول على أموال الإعمار والسيطرة عليها ويخالف الكاتب السياسي الفلسطيني فهمي شراب رأي أبو شنب، فهو يعتقد أن التحركات الإيجابية من قبل السلطة لحل أزمات ومشكلات قطاع غزة جدية، ولا يمكن أن تكون في إطار المناورة والتكتيك للحصول على مكاسب سياسية ويُرجع شراب، في حديث خاص مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، رأيه هذا إلى خشية عباس من تراجع شعبيته، وفقدان أنصاره حتى من داخل الأجهزة الأمنية التابعة له في حال استمراره بنهجه الذي يسير عليه، خاصة بعد فشل مساعيه الأممية وتوجهه لمجلس الأمن كما يعتقد أن تحسُّب عباس لأي تقارب بين حركة حماس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان هو سبب يدفعه لليقين بجدية الوعود الجديدة ويرى شراب أيضاً في النصائح التي قدمتها بعض مكونات منظمة التحرير لرئيس السلطة بوقف التعامل مع قطاع غزة كعدو، وتحمل مسئوليات أزماتها وحلها سبباً آخر يدفع باتجاه اعتقاده بجدية الوعود التي قدمتها حكومة التوافق لحركة حماس، وعن توقعات المحللين الثلاثة بكنه تصرف وتعامل حركة حماس خلال الأسابيع الأربع المقبلة، قال الدجني إن حركة حماس سترحب بهذه الوعود، لكنها لن تتعاطى إلا مع ترجمة تلك لوعود والأقوال إلى أفعال أما أبو شنب فاكتفى بالقول إن حماس ستنتظر ما سيحدث فقط خلال الأسابيع المقبلة، فيما رأى المحلل السياسي فهمي شراب أن حركة حماس ستلتزم سياسة ضبط النفس والصبر خاصة أن الفترة الموعودة ليست طويلة، وفق تعبيره وبين أن الحركة ستأخذ بعين الاعتبار ألا يصدر أي تصريحات حادة من طرفها تجاه الرئاسة الفلسطينية أو حكومة التوافق، وقد تتجنب، كما قال، أي صدام لكي لا يكون ذريعة للحكومة من أجل التنصل من مسؤولياتها رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إيهاب الغصين، قال إن على حركة حماس أن يكون لها موقف في حال لم تلتزم حكومة التوافق بتنفيذ هذه الوعود خلال هذه الفترة، متمنياً أن تلتزم حكومة التوافق بتنفيذ ما وعدت به، على الرغم من عدم ثقة الناس بها، وفق تعبيره وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها بشأن تنفيذ هذه الوعود من عدمه، خصوصاً أن التجربة الفلسطينية في هذا الشأن تجعل ترجيح خيار على حساب خيار آخر أمراً صعباً، علاوة على إمكانية التنبؤ بطريقة تفكير وتصرف الأطراف الفلسطينية المختلفة خلال الفترة القادمة، لكن الكل الفلسطيني يأمل أن تفي حكومة التوافق بوعودها وتتحمل مسئولياتها تجاه قطاع غزة المحاصر.