دولي

3000 حالة إعتقال في الضفة خلال 5 أشهر

بحسب تقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين

 

  •  43 بالمائة من المعتقلين مقدسيون بينهم أطفال ونساء 

 

أفاد مدير دائرة الإحصاء في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة مكتبها في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، بأن حوالي (3000) حالة اعتقال سُجلت خلال الخمسة شهور الماضية، التي تصاعدت فيها الاعتقالات بشكل ملحوظ وبمعدل (20) حالة يومياً، وذلك منذ بدء الحملة الأخيرة عقب اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل في 12 جوان الماضي.

وبيّن أن نحو (1300) حالة من مدينة القدس المحتلة، ويشكلون ما نسبته (43 بالمائة) من اجمالي الاعتقالات خلال الفترة المستعرضة، والباقي من المحافظات الشمالية، لاسيما المدن والبلدات التي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي بكثافة كالخليل مثلا، وأن حملات الاعتقالات طالت كافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني. فيما اللافت كان استهداف الأطفال خلال الخمسة شهور الماضية، لاسيما في القدس وبنسبة كبيرة قاربت على الـ (30 بالمائة) من إجمالي حالات الاعتقال خلال الفترة المستعرضة، فيما شكل اعتقال الأطفال المقدسيين قرابة (40 بالمائة) من إجمالي الاعتقالات في القدس المحتلة. مما يؤكد على أن هناك استهداف ممنهج ومتصاعد للأطفال المقدسيين.

 

كل المعتقلين دون استثناء تلقوا معاملة قاسية أثناء اعتقالهم

وأكد على أن جميع من اعتقلوا وبنسبة (100 بالمائة) تلقوا معاملة قاسية أثناء اعتقالهم، ومُورس بحقهم صنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي والإيذاء المعنوي والمعاملة اللاإنسانية والمهينة والحاطة بالكرامة، واحتجزوا في أماكن لا تليق بالبشر. بما يتناقض وبشكل سافر مع أبسط الحقوق الإنسانية المنصوص عليها في الاتفاقيات والمواثيق الدولية وقال فروانة: أن العدد الإجمال للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين ارتفع لأكثر من (7000) بينهم قرابة (280) طفلاً، تقل أعمارهم عن الثامنة عشر و(18) معتقلة، وجميعهن في سجن هشارون، أقدمهن لينا الجربوني المعتقلة منذ أكثر من 12 عاما، وآخرهن المعتقلة ياسمين شعبان من جنين والمعتقلة في الثاني من نوفمبر الجاري، ونحو (550) معتقل إداري، بلا تهمة أو محاكمة، و(27) نائباً، أبرزهم رئيس المجلس التشريعي د.عزيز دويك، والأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أحمد سعدات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الأخ "مروان البرغوثي، بالإضافة إلى وزيرين سابقين، هما عيسى الجعبري وزير الحكم المحلي الأسبق، ووصفي كبها وزير الأسرى الأسبق.. بالإضافة إلى مئات الصحفيين والأكاديميين والأطباء والمحامين وكبار السن والقيادات السياسية والمهنية والاجتماعية. وتابع: أن غالبية الأسرى والمعتقلين هم من الضفة بالمائة من القدس ومناطق الـ48، فيما الباقي (400) أسير من قطاع غزة ويشكلون ما نسبته نحو (5,7 بالمائة)، موزعين على قرابة ( 18) سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، أبرزها: نفحة، رامون، النقب، عسقلان، عوفر، بئر السبع، هداريم، جلبوع، شطة،مجدو، الرملة،أيشل،الدامون، هشارون، هداريم.

 

31 اسير فاقت مدة سجنهم 21 سنة في سجون الاحتلال 

وأضاف: أن قائمة "عمداء الأسرى" وهم من أمضوا أكثر من عشرين عاما، ارتفعت إلى (31) أسيرا، وأن من بينهم (16) أسيرا ضمن قائمة "جنرالات الصبر" وهو المصطلح الذي يُطلقه الفلسطينيون على من مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، ومن بين هؤلاء كريم وماهر يونس المعتقلان منذ (32) عاما وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أعادت اعتقال نحو (85) من محرري ومحررات صفقة "شاليط" وأطلقت سراح بعضهم، وأبعدت(4) منهم إلى غزة هم: هناء شلبي من جنين، أيمن الشراونة، أيمن أبو داوود وهما من الخليل، وإياد أبو فنون من بيت لحم. فيما لا تزال تحتجز في سجونها نحو (73) أسيرا وأسيرة، بينهم (3) أسيرات هن : منى قعدان من جنين، شيرين العيساوى من القدس، وبشرى الطويل من البيرة،. وأن الغالبية العظمى منهم اعتقلوا خلال الحملة الأخيرة عقب اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل في جوان الماضي.

 

المرض والإهمال الطبي يزيد من معانات المعتقلين

وأعرب فروانة عن بالغ قلقه جراء استمرار سياسة الإهمال الطبي وتزايد أعداد المرضى بشكل مضطرد وانتشار الأمراض الخطيرة والخبيثة بين صفوف الأسرى مما يشكل خطرا حقيقيا على صحة الأسرى عموما وحياة المرضى خصوصا والذين ارتفع عددهم لأكثر من (1500) أسير، بينهم العشرات بحالة حرجة وخطيرة، وبعضهم فقدوا القدرة على الحركة بشكل طبيعي، وبحاجة لمن يساعدهم على قضاء حاجاتهم الأساسية دون رعاية تذكر أو علاج مناسب وأوضح فروانة في تقريره بأن (206) أسيرا قد استشهدوا في السجون الإسرائيلية، ونأمل أن يكون آخرهم (رائد الجعبري) من الخليل والذي استشهد في التاسع من سبتمبر الماضي، (71) نتيجة التعذيب، و(54) جراء الإهمال الطبي، و(74) جراء القتل العمد بعد اعتقالهم والتصفية الجسدية خارج نطاق القانون، وأن (7) أسرى استشهدوا بعد إصابتهم بأعيرة نارية وهم داخل المعتقلات بالإضافة إلى استشهاد المئات من الأسرى بعد خروجهم من السجن بفترات قصيرة نتيجة لأمراض ورثوها عن السجون أمثال مراد أبو ساكوت، فايز زيدان، زهير لبادة، زكريا عيسى، وهايل أبو زيد وسيطان الولي واشرف أبو ذراع وغيرهم. 

 

85 ألف حالة اعتقال منذ انتفاضة الأقصى 2000 

وذكر فروانة في تقريره بأنه قد سُجل أكثر من (85) ألف حالة اعتقال منذ بدء انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر2000 ولغاية اليوم، بينهم أكثر من (10) آلاف حالة اعتقال لقاصرين تقل أعمارهم عن الثامنة عشر، وأكثر من (1000) حالة اعتقال لفتيات ونساء. بالإضافة لأكثر من (65) نائبا ووزيرا سابقا. وأن سلطات الاحتلال أصدرت قرابة (24) ألف قرار باعتقال الإداري، ما بين قرار جديد أو تجديد الاعتقال الإداري وشدد فروانة على ضرورة عدم التعامل مع الأسرى لمجرد أرقام فقط، وان كانت مسألة الإحصاء مسألة هامة وينبغي القيام بها، غير أن ما ينبغي فهمه ومعرفته، هو أن خلف هذه الأرقام التي تخص الأسرى تكمن حياة ومعاناة وآلام وقصص ومشاعر للأسرى وأهالي الأسرى، وبالتالي وجب البحث عن إيجاد آليات وسُبل لإظهار قضيتهم، وشرح معاناتهم وتسليط الضوء على ظروف حياتهم وأماكن احتجازهم وما يتعرضون له من معاملة قاسية وانتهاكات جسيمة تتنافى وبشكل فاضح مع أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان وطالب المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف اعتقالاتها العشوائية والجماعية وما يرافقها من إجراءات تعسفية ومعاملة لا إنسانية، ووضع حد لسياسة الإهمال الطبي والاستهتار بحياة المعتقلين، وإلزامها باحترام المواثيق والاتفاقيات الدولية في تعاملها مع المعتقلين في سجونها ومعتقلاتها.

 

الإعلام الجزائري محل اشادة وسائل الاعلام الفلسطينية نظير دعمه للأسرى

وأشاد عبد الناصر فروانة فى حديث مع إذاعة صوت الأسرى فى فلسطين بكافة وسائل الإعلام الجزائرية وقال نحترم ونقدر كافة وسائل الإعلام الجزائرية، لا سيما المقروءة منها، لدعمها وتخصيصها مساحات واسعة بشكل شبه يومي لقضية الأسرى، بالإضافة لملاحق خاصة تصدر أسبوعيا، ونتطلع لأن تنتقل التجربة للصحافة الفلسطينية المقروءة في اصدار ملاحق خاصة بالأسرى ونجاح التجربة الإعلامية في الجزائر يعود لترحاب الصحافة المقروءة بالمواد التي تصلها عن الأسرى واستعدادها الجاد لنشرها وتخصيص صفحات لها. وكذا أيضا وجود طاقم فلسطيني وجزائري، متميز، يقف على رأسه (خالد عز الدين) وهو اسير محرر من قطاع غزة وثالثا أننا في هيئة شؤون الأسرى على تواصل معهم وتزويدهم بالبيانات والتقارير، وكذلك نادي الأسير يساهم بشكل فاعل اعتقد أن الاعلام الفلسطيني (المرئي والمسموع والمقروء والألكتروني) يحظى باحترامنا وتقديرنا، وان كنا نميز بين وسيلة واخرى، ولا شك بأننا نتطلع دوما لأن يخصص مساحات أوسع ويولي القضية اهتمام أكبر، مع قناعاتي بأن هناك ارتباط ما بين التوثيق المنهجي والعلمى، ومن واجب المؤسسات والمعنيين تزويد الاعلام بتقارير هامة ودراسات توثيقية لعرضها، ولكننا لا نعفي الاعلام من دوره في صنع الحدث.

 

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي

منذ احتلال الشطر الشرقي للقدس عام 1967، فرضت سلطات الاحتلال على سكان القدس قيوداً متعددة، وأعطتهم تصنيفاً قانونياً شاذّاً يستهدف شطبهم من سجل الوجود وهم أحياء، فتعاملت معهم على أنّهم مقيمون دائمون لديها، فلا هي اعترفت بانتمائهم للأراضي المحتلة عام 1967، ولا هي منحتهم مواطنة الدّولة العبريّة كبقيّة المواطنين الفلسطينيين في أراضي الـ48 هذا الوضع القانوني المبهم والظّالم، تمتدّ آثاره لتشمل الأسرى المقدسيين في سجون الاحتلال الذين يعاملون كفلسطينيين حين يطالبون بحقوقهم، ويعامَلون كمواطني دولة الاحتلال حين يكون هناك صفقات لتبادل الأسرى أو امتيازات تُمنح للأسرى الفلسطينيين نتيجة إضرابهم عن الطّعام وغيرها من الخطوات الاحتجاجيّة كما بقيّة الأسرى الفلسطينيين يعاني الأسرى المقدسيّون من سوء ظروف الاعتقال المعيشيّة والصحيّة ووحشيّة تعامل جنود الاحتلال معهم، إضافةً إلى الإهمال الطبّي المتعمّد الذي استشهد بسببه 8 أسرى من أصل 17 شهيد من الأسرى المقدسيين حتّى الآن، منهم قاسم أبو عكر، اسحق مراغة، عمر القاسم، محمد أبو هدوان، وغيرهم ولا تقتصر معاناة الأسرى المقدسيين على تدهور الحالة الصحيّة لبعضهم أو عدم تلقّيهم العناية الكافية، فمُعتقل المسكوبية في القدس الذي يُحقَّق فيه مع الأسرى المقدسيّين يُعتبر من أسوأ المعتقلات على الإطلاق في دولة الاحتلال، حتّى أن الفلسطينيين يطلقون عليه اسم معتقل الموت.

 

للأطفال المقدسيون حصة من بطش الاحتلال

وللأطفال المقدسيّين حصّتهم من المعاناة أيضاً فدولة الاحتلال تحاكم الأطفال وتحتجزهم ضمن ظروف سيئة جدًّا، وهم يتلقون المعاملة نفسها التي يتلقّاها الأسرى الفلسطينيون الآخرون. ومنذ بداية الانتفاضة ودولة الاحتلال تنتهج سياسة منظمة تجاه التعامل مع الأطفال الأسرى مثل إجراءات المحاكمة الطّويلة والمعقّدة، والتعذيب أثناء التحقيق، وعدم وجود رعاية صحية، والحرمان من الحق في التعليم. ولقد صعدت من استهدافها للأطفال منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل في الثاني من جوان الماضي واعتقلت منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم قرابة (700) طفل فلسطيني من القدس المحتلة، واتخذت بحقهم اجراءات انتقامية وعقابية ولا إنسانية عديدة وأمام هذا الواقع المرير الذي يعيشه مواطنو وأسرى القدس فإنه يتوجّب على المعنيّين التحرّك بكافّة السّبل لتحسين أوضاعهم وتثبيت حقوقهم في وجه تعنّت الاحتلال وظلمه، وحماية أبنائهم وأطفالهم من بطش الاحتلال واعتقالاته اليومية. 

م. ب 

من نفس القسم دولي