الوطن

الدينار الجزائري يهوي

فقد 8 في المئة من قيمته أمام الأورو في ظرف ستة أشهر

  • السلع المستوردة ستلتهب أكثر مطلع 2015

 

عصفت التراجعات الحادة لأسعار النفط بعملة الدينار الجزائري في ظرف ستة اشهر بنحو 8 في المئة، هذا إلى جانب 13 دولة من بين كبار منتجي النفط في العالم.

ووفقا لتحليل وحدة التقارير الاقتصادية السعودية فانه فيما يخص الدول العربية في قائمة أكبر 20 منتجا للنفط، فقد شملت القائمة خمس دول عربية، وهي العراق والإمارات والكويت والجزائر وقطر، حيث استقرت أسعار الدرهم الإماراتي والريال القطري دون تغير بالتزامن مع تراجعات أسعار النفط، نظرا لربطهما بالدولار الأمريكي، إلا أن الدينار العراقي تراجع 2 في المائة، والدينار الكويتي بنسبة 3 في المائة، فيما فقد الدينار الجزائري 8 في المائة من قيمته منذ 19 جوان الماضي وهو يرتبط بالأورو اكثر.

ويهدد انخفاض سعر الدينار مقابل الأورو برفع أسعار المواد والسلع المستقدمة من أوروبا، خصوصا مطلع 2015 على غرار المواد واسعة الاستهلاك في مقدمتها المنتجات الغذائية والألبسة. وطالب مراقبون بتشديد الرقابة على الأموال مع الزامية العمل بالصكوك البنكية في التعاملات التجارية انطلاقا من الاستيرااد والقضاء على الاسواق الموازية للعملة الصعبة سيكون كفيلا بالقضاء على التضخم وإعادة رفع قيمة الدينار (المنهار) في السوق العالمية، مشددا على ضرورة إلغاء سياسة الدعم الحكومي على الإنتاج الفلاحي. وتراجعت عملات كل من كولومبيا والنرويج والبرازيل والمكسيك بنسب 23 في المائة، و18 في المائة، و15 في المائة، و12 في المائة على التوالي خلال أقل من ستة أشهر.

كما خسر الريال الإيراني 5 في المائة من قيمته، وذلك خلال الفترة من 19 جوان من العام الجاري (أعلى نقطة لأسعار النفط)، حتى أمس، فيما لم يتأثر الريال السعودي نظرا لربطه بالدولار الأمريكي قبل نحو 30 عاما. وخسر خام برنت 16 دولارا خلال الشهر الأخير، ليتراجع بنسبة 26 في المائة، من 77.5 دولار للبرميل في 13 نوفمبر الماضي، إلى 61.5 دولار للبرميل بحسب إغلاق الجمعة الماضي، كما خسر نحو 54 دولارا للبرميل من أعلى نقطة في 19 جوان الماضي، بنسبة تراجع تقارب 47 في المائة. وبحسب كتاب حقائق العالم، بلغ إنتاج العالم من النفط في العام الماضي 2013، نحو 84.8 مليون برميل يوميا، ينتج أكبر 20 دولة نفطية 85.5 في المائة منهم بنحو 72.5 مليون برميل يوميا.

واستحوذت خمس دول على 44 في المائة (37.6 مليون برميل يوميا) من إنتاج النفط العالمي وهي روسيا، والسعودية، والولايات المتحدة، وإيران، والصين. ومن بين الدول الخمس الكبار، تعرضت عملات الدول المنتجة للنفط لتراجعات حادة نتيجة هبوط أسعار النفط، تصدرها الروبل الروسي بنسبة 39 في المائة أمام الدولار الأمريكي. وروسيا أكبر منتج للنفط في العالم بحسب إنتاج العام الماضي البالغ 10.9 مليون برميل يوميا، بنسبة 12.9 في المائة من إنتاج العالم. كما فقد الريال الإيراني 5 في المائة من قيمته خلال الفترة نفسها (أقل من ستة أشهر)، على الرغم مما شهده الريال الإيراني من تراجعات كبرى منذ فرض العقوبات الاقتصادية عليها بسبب ملفها النووي، حيث تعد إيران رابع دول العالم إنتاجا للنفط بنحو 4.2 مليون برميل يوميا في 2013، وتشكل نحو 5 في المائة من الإنتاج العالمي. على الجانب الآخر، لم تتعرض عملات الدول الثلاث الأخرى (السعودية والولايات المتحدة والصين) لأية تراجعات، بل إن الدولار الأمريكي قد شهد ارتفاعات جيدة أمام بقية العملات منذ بداية العام وحتى الآن.

كما انخفضت النيرة النرويجية بنسبة 9 في المائة، والجنية الاسترليني بنسبة 7 في المائة، والدولار الكندي بنسبة 6 في المائة. وعمق النفط من خسائره الجمعة الماضية، بعد أن ذكرت وكالة الطاقة الدولية، أنه إذا أبقت أوبك على مستويات إنتاجها دون تغيير فإن فائض المعروض العالمي سيصل إلى مليوني برميل يوميا في النصف الأول من عام 2015 حينما ينقص الطلب في العادة. ويواجه سوق النفط تراجعات قوية منذ خمسة شهور تقريبا، بسبب وفرة المعروض من النفط الصخري الأمريكي، وزاد قرار دول أوبك الذي اُتخذ نهاية الشهر الماضي بعدم تخفيض إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة، حدة التراجعات في أسعار النفط. وتشمل سلة أوبك المرجعية الجديدة 12 نوعا من الخام، وهي خام صحارى الجزائري، وجيراسول الأنجولي، وأورينت الإكوادوري، والخام الإيراني الثقيل، وخام البصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني النيجيري الخفيف، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الإماراتي، وخام ميري الفنزويلي.

 محمد.أ

من نفس القسم الوطن