الوطن

اقتصادنا بين قلق الحكومة وتحذيرات المعارضة

رغم تدني أسعار النفط سوناطراك تبقي على نفس المخطط الاستثماري

 

  • المعارضة: انخفاض سعر البترول سيعرّي زيف الاستقرار !!

 

عبرت القوى السياسية المحسوبة على الموالاة والمعارضة عن مخاوفها من تأثير انخفاض أسعار البترول على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتداعيات ذلك على الوضع السياسي في الجزائر التي ستقبل مطلع سنة 2015 على تحديات كبيرة رافعت لها الحكومة خلال الفترة الماضية وهي التحديات المنبثقة عن برنامج رئيس الجمهورية خلال مرحلة الـ 5 سنوات القادمة من حكمه، وفي الوقت الذي استعملت فيه أحزاب الموالاة سياسة "التوعية" في خطابها للسلطة والحكومة التي تمثلها اليوم، كان خطاب أحزاب المعارضة تجاه الموضوع ينحصر في " التحذير " من عواقب تجاهل تدني أسعار النفط في الأسواق العالمية وتأثير ذلك على التنمية الوطنية، خاصة وأن البترول يعتبر إلى غاية اليوم أول وأهم مصدر دخل للخزينة العمومية للدولة، وكل المشاريع والوعود التي أطلقتها الحكومة خلال الفترة الماضية تتمحور حول ما ستجنيه من ريع البترول، وغياب هذا الريع في نظر هؤلاء سيترتب عنه آثار ستعري زيف الاستقرار الذي طالما رافعت له الحكومة وحلفاء السلطة، واتفق هؤلاء على أهمية تقديم الحكومة لمعلومات صحيحة وحقيقية عن وضع أسواق البترول العالمية وما سيترتب عنه بالنسبة للجزائر، كما دعت هذه التشكيلات السياسية في حديث لها مع "الرائد"، الحكومة إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر تجاه الموضوع وتجنب تجاهل عواقب تدني أسعار البترول على الجزائر، وانتقد هؤلاء تصريحات المسؤولين بخصوص" الاحتياطات التي تحفظ استقرار الاقتصاد الوطني في ظل تقلبات السوق الدولية"، والتي صبت في مجملها حول عزم الجزائر الإبقاء على نفس المخطط الاستثماري الحالي وهو ما أكده أمس القائم الأول على مؤسسة سوناطراك سعيد سحنون.

 

 بن بعيبش: الاقتصاد الجزائري "هش" وانخفاض سعر النفط أوضح ذلك

 

انتقد رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش، السياسية الإقتصادية والمالية المعتمدة من طرف الحكومة، والتي جاء بها مشروع قانون المالية لسنة 2015، واعتبرها سببا لبروز حالة اللاإستقرار في الجزائر على أكثر من صعيد، خاصة وأن الحكومة لم تتعامل بجدية ولا بحلول ناجعة لمواجهة خطر انهيار سعر النفط في الأسواق العالمية، الذي يؤثر مباشرة على الجزائر باعتبارها دولة تراهن على البترول في اقتصادها وخزينتها العمومية، وقال بن بعيبش في ردّه على سؤال حول رؤية تشكيلته السياسية للطريقة التي تنتهجها الحكومة تجاه تدني أسعار البترول في الآونة الأخيرة من" تجاهل" ومساعي لشراء السلم الاجتماعي والاحتجاجات بـ" الأموال" بدل معالجة الأزمات بطريقة" موضوعية" بأن الجزائر وطوال عقود من الزمن تفتقد لسياسة واضحة تجاه اقتصادها الوطني، الذي جعلت منه في نظر المتحدث "مبنيا على الآخرين"، وأضاف يشير إلى أن تشكيلته السياسية لطالما تحدثت عن أخطار الاعتماد على ريع البترول فقط في بناء الدولة، وطالبنا بأن يكون هناك استثمارا حقيقيا في قطاعات أخرى بعيدة عن قطاع البترول، لكن تقديرات الخبراء الاقتصاديين ونداءات القوى السياسية لم يتم أخذها بعين الإعتبار لا في ذلك الوقت ولا اليوم الذي تشهد فيه أسواق العالم خسائر كبيرة من جراء تراجع أسعار النفط، وبالرغم من ذلك –يضيف بن بعيبش -، تواصل الحكومة من خلال تصريحات الوزراء انتهاج نفس السياق الذي كان في السابق رغم أن الأرقام الرسمية تتحدث عن خسائر كبيرة تكبدتها الخزينة العمومية منذ بداية انخفاض اسعار البترول في السوق الدولية.

 

مناصرة: اذا الحكومة بـ 140 دولار للبرميل لم تحل لنا مشاكلنا، كيف سيكون الأمر بأقل من 60 دولار؟!

أبدى رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة تخوفه من تدني أسعار البترول وانعكاسها على القدرة الشرائية للمواطن قائلا "إذا الحكومة بـ 140 دولار للبرميل لم تحل لنا مشاكلنا كيف سيكون الأمر بأقل من 60 دولار؟"، وسجل المتحدث، "غياب نظرة اقتصادية واضحة لدى الحكومة" التي قال بأنها "فشلت في سياستها الاستثمارية"، على اعتبار أنها لم تتحكم بعد في حجم الواردات التي تشهد فاتورتها ارتفاعا متزايدا بحسب ما تشري له تقارير المختصين، ودعا المتحدث إلى ضرورة إعادة تقييم المشاريع التي ستقبل عليها الحكومة مستقبلا وفق تقارير حقيقية، من أجل حلّ المشاكل التي يعاني منها المواطن، والتي يبقى إيجاد حل حقيقي لها رهن ارتفاع أسعار البترول إلى أكثر مما كانت عليه من قبل.

 

الأرندي: هناك قلق من جراء تدني أسعار النفط ولكن لدينا حكومة واعية !

أكد رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي محمد ديجي أن هناك قلق حقيقي من جراء تداعيات وتأثيرات انخفاض سعر البترول في الجزائر، ولكن الحكومة في نظر تشكيلته السياسية واعية للمخاطر التي يحملها هذا التدني في أسعار النفط في الأسواق العالمية التي يقول خبراء دوليون بأن سنة 2015 ستشهد انخفاضات قياسية في أسعار هذه المواد لم تشهدها سوق البترول من قبل، وأوضح بأن نواب الأرندي، سبق لهم وأن أعربوا عن قلقهم من جراء الظروف التي خلفتها حالة الانخفاض في سعر النفط مؤخرا والذي ظل فيه سعر البترول منخفضا لأسابيع عديدة، وتأتي مخاوف هؤلاء بحسب ما أشار له ديجي إلى الخطر الذي سيفرضه هذا الانخفاض على عائدات الجزائر النفطية وتأثيرات ذلك على التوازنات المالية للخزينة العمومية.

 

سوناطراك تبقي مخططها الاستثماري رغم تراجع أسعار النفط

 هذا وأعلن أمس، الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك سعيد سحنون، أن مجمع سوناطراك سيبقي مخططه الخماسي للتطوير الذي سينطلق في 2015 ويمتد إلى غاية 2019، الذي يتضمن استثمارات بقيمة 90 مليار دولار دون تغيير وذلك رغم تراجع أسعار النفط، في تصريح للصحافة على هامش انعقاد الدورة التاسعة لقمة شمال افريقيا للنفط والغاز المقام بالجزائر، "لقد قررنا الابقاء على مخططنا الاستثماري دون تغيير رغم تراجع أسعار النفط" التي بلغت أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات، وأضاف ذات المسؤول أنه تقرر بذل جهود استثنائية لتوسيع قاعدة الاحتياطات ورفع القدرة الانتاجية لمجمع سوناطراك، ويتضمن المخطط أساسا تطوير حقول النفط والغاز وتعزيز القدرات في مجال نقل المحروقات ونشاط البتروكيماء والتكرير وكذا تثمين الموارد البشرية الضرورية.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن