الوطن

إجراءات مالية "حازمة" لتنفيس الضغط على الخزينة العمومية

رئيسة الأوبك قالت "إننا نسعى للتوصل إلى استقرار سعر النفط"

 

لوموند: "تهديد وجودي للجزائر"

 

أكدت امس رئيسة منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، ان الاقتصاد الجزائري "تحت الضغط" ما دفعها إلى اتخاذ اجراءات مالية حازمة. وقالت وزيرة النفط النيجيرية، ديزاني اليسون مادويكي في تصريحات صحافية في أبوجا، إن أوبك تمر بفترة "صعبة"، بسبب تراجع سعر برميل النفط الذي يؤثر على العديد من الدول الأعضاء في المنظمة وغير الأعضاء. وتابعت "إنها حقا مرحلة صعبة كما تعرفون بالنسبة لأوبك ولحقول النفط العالمية في مجملها". وأوضحت "أن العديد من الدول، سواء أعضاء أو غير أعضاء في أوبك، تعاني كثيرا". كما أشارت إلى أن فنزويلا والجزائر وأنغولا وإيران ونيجيريا اتخذت إجراءات مالية حازمة لتخفيف انعكاسات تراجع سعر النفط، أو أصبحت اقتصاداتها "تحت ضغط" هذا التراجع. وأضافت أن روسيا غير العضو في أوبك ولم تقلص إنتاجها تعاني من تراجع قيمة عملتها. وتابعت "نصلي لكي نتمكن من التوصل إلى استقرار سعر برميل النفط أثناء هذه الفترة، لأن هذا أمر أساسي". وقالت إنها تتابع عن كثب تطور سعر البرميل، لتحديد في أي توقيت تدعو لاجتماع طارئ لأوبك لبحث كيفية مواجهة هذا الوضع.

صحاري الجزائري يتراجع إلى 66 دولار

في المقابل اعلنت منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) ان سعر سلة خاماتها الـ 12 تراجع بواقع دولار وأربعة سنتات ليستقر عند 66.27 دولار للبرميل بعد ان كان 67.31 دولار للبرميل يوم الاربعاء الماضي. وذكرت نشرة وكالة انباء (اوبك) ان المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي كان 105.85 دولار للبرميل. وتضم سلة (اوبك) التي تعد مرجعا في مستوى سياسة الانتاج 12 نوعا وهي خام (صحارى) الجزائري والايراني الثقيل و(البصارة) العراقي وخام التصدير الكويتي وخام (السدر) الليبي وخام (بوني) النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام (مريات) والخام الفنزويلي و(جيراسول) الانغولي و(اورينت) الاكوادوري. 

سعر البرميل يتراوح بين 80 و85 دولارا العام المقبل

من جانبها قالت وكالة "موديز" امس إنها تتوقع أن يتراوح سعر نفط برنت الخام بين 80 و85 دولارا للبرميل في 2015. وأضافت موديز في بيان أن استمرار انخفاض أسعار النفط دون توقعاتها سيؤدي إلى إضعاف البيئة الداعمة للنمو بشكل عام في نهاية المطاف.

وقال وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الكويتي علي العمير الأربعاء الماضي إن الفائض الموجود في السوق العالمي تجاوز المليون و800 ألف برميل يوميا. وخفضت السعودية الأسعار الشهرية لمبيعاتها من الخام إلى الولايات المتحدة وآسيا بينما يتجه العراق لتصدير المزيد من النفط وهو ما يحول دون تعافي برنت بعد تراجع بأكثر من 25% منذ جوان الماضي. وقررت منظمة أوبك نهاية الأسبوع الماضي في اجتماع لها بفيينا الإبقاء على سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يوميا دون تغيير.

لوموند: "تهديد وجودي للجزائر"

 صحيفة "لوموند" الفرنسية، قالت إن الجزائر، التي تعتمد بشكل كبير على المحروقات بمستوى يمثل 97 في المائة من عائدات الصادرات، و40 في المائة من الناتج الداخلي الخام، ترى في تراجع أسعار البترول الخام "تهديدا وجوديا". 

وتحدثت الصحيفة، في مقال بعنوان "الخاسرون الكبار من تراجع أسعار البترول"، عن تخوف الجزائر، التي عانت سنة 1980 من انخفاض أسعار البترول الخام عقب قرار "أوبيب" الإبقاء على مستوى إنتاجها.." وأكدت "لوموند"، في هذا الصدد، أن التوازن المالي للبلاد يرتكز على سعر تسويق نحو الخارج مبني على تقدير في 110 دولارات للبرميل، في حين أن سعر البرميل اليوم يبلغ مادون 70 دولارا.. وقالت الصحيفة إنه في مواجهة التراجع الحالي لأسعار البترول الخام، فإن أول سؤال يطرح يتمثل في مدى قدرة الحكومة الجزائرية على وضع الميزانية. وفي معرض تطرقها بشكل خاص لاحتياطات الجزائر من الصرف، ولصندوق تقنين الإيرادات، أوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذا الأخير، الذي يمول عن طريق فوائض مداخيل المحروقات، يشكل صماما لكن موجوداته انخفضت إلى 55 مليار دولار مقابل 70 مليار سنة 2013 وبالتالي لن يشكل حلا على المدى البعيد.. وخلصت المادّة الصحفية إلى أن "الأزمة الحالية تذكر بثغرات الاقتصاد الجزائري، الذي ظل حبيس عائدات النفط، دون اتجاه نحو التنويع".

 محمد.أ

من نفس القسم الوطن