دولي

تذمر كبير بين دبلوماسيي غزة لاستبعادهم من العمل في سفارات دولة فلسطين بالخارج

 

تساؤلات كثيرة يبديها دبلوماسيون فلسطينيون من قطاع غزة طرحت مجملها على وزير الخارجية رياض المالكي، في الساعات القليلة التي مكثها في غزة، عندما قدمت حكومة الوفاق وعقدت أولى جلساتها قبل أسابيع، هذه التساؤلات التي تثير شكوك هؤلاء الدبلوماسيين وهم بالغالب يحملون درجات أقل من سفير، تركزت عن السبب في تجاهلهم في التعيينات الجديدة في السلك الدبلوماسي في الخارج، أسوة بباقي زملائهم من الضفة الغربية. هذا الأمر أكده دبلوماسي بدرجة مستشار أول، يزور حاليا مدينة رام الله، بعدما وصل من غزة قبل أيام، بقصد الزيارة، على أمل أن يحصل على تفسير إلى سبب الاستبعاد، أو الحصول على عمل خارجي بتكليف مباشر من الوزير المالكي المقرب من مؤسسة الرئاسة الفلسطينية. هذا الدبلوماسي الفلسطيني الذي كان وسط أعضاء بارزين في حركة فتح كغيره من موظفي غزة، أكد لـ “رأي اليوم” أن أحدا منهم لم يلحق بالعمل الدبلوماسي في الخارج، سوى عدد قليل من الوزراء لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة، ويذكر أن هناك سفراء محسوبين على غزة، لم تشملهم حركة التنقلات، وباتوا الآن بلا عمل على أمل الانتقال لعاصمة جديدة. في تفاصيل الملف أكثر، فقد اشتكى هؤلاء الدبلوماسيون من تجاهلهم منذ أن وقع الخلاف الفلسطيني، واستولت حركة حماس على قطاع غزة، فهم محرومون من العمل بالخارج، وسرت عليهم قرارات قطع العلاوة الخاصة بالعمل، ولم يتركوا بابا إلا طرقوه، حتى أن بعضهم أرسل يخاطب الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن” مباشرة عبر مسئؤولين بارزين حملوا هذه الرسائل. أحد هؤلاء المسؤولين الفلسطينيين البارزين وكان يوما على رأس الدبلوماسية الفلسطينية لم ينجح في تمرير قرار “سفير” لعدد من مقربيه في غزة أو حتى إخراج هؤلاء للعمل في سفارات دول غربية، رغم ثقله في مؤسسات السلطة، وهو ما يؤكد أن هناك قرارا يقضي بالاستبعاد.

اكتفاء الوزير المالكي بالحديث بكلمات دبلوماسية لتسكين هؤلاء الموظفين خلال زيارته لغزة، دون قطعه وعدا بذلك دفعهم لإبداء شكوك حول وجود خطة تخلص إن لم تكن منهم ستكون من غالبيتهم. على العموم فإن ما يبرهن على ذلك هو عدم شمول القرارات الأخيرة بتعيين سفراء فلسطين في القارة الأوروبية، أو غيرها من القارات لأسماء سفراء من غزة، فجميع من عينوا كانوا من مناطق متفرقة من الضفة الغربية، حتى أن بعضا منهم كان يشغل في السابق منصب وزير. وأكثر ما اظهر ذلك هو تعيين أبو مازن سفيرا من الضفة الغربية هو جمال الشوبكي في العاصمة المصرية القاهرة، خاصة وأن العادة السابقة حرت على أن يكون السفير من قطاع غزة، بسبب القرب الجغرافي، وهو على الأرجح الذي جعل مصر تؤخر إجراءات تعيينه لاكثر من ثلاث شهور. ولدولة فلسطين أكثر من 140 سفيرا يعملون في دول العالم ومؤسسات دولية وعربية، وكان هناك أمل لبعض الدبلوماسيين الشبان الحصول على ترقيات للعمل كسفير في ظل خروج عدد كبير من السفراء لبلوغهم سن التقاعد. 

ب. م

من نفس القسم دولي