دولي

منظمة يهودية تشتري أراضي القدس الشرقية

لوضع "حجر الزاوية" لما يتصورونه "الهيكل" مكان الحرم الشريف

 

على مدى السنوات القليلة الماضية؛ استخدم المتطرفون اليهود استراتيجية جديدة تتمثل في التطهير العرقي للفلسطينيين والعرب في القدس، مستخدمين أموالاً أميركية لشراء عقاراتهم، يلاحظ في جميع أنحاء العالم أن الصورة العالمية للقدس هي صورة الحرم القدسي الشريف الحافل بقبة الصخرة الذهبية التي تقع في أقصى جنوب الحرم، وليست هنالك صورة كاملة للقدس دون رؤية القبة الجميلة التي تطل من أعلى أفق المدين، منذ أكثر من 30 عاماً، تم القبض على مجموعة يهودية متطرفة، مرتبطة بجمعية أمناء جبل الهيكل كانت تخطط لشن هجوم إرهابي على الحرم الشريف وكان هدف أولئك اليهود الإرهابيين: تدمير المسجد الأقصى وإعادة بناء ما كان يسميه هؤلاء المتعصبون في ذلك الوقت، وحتى الآن "هيكل سليمان الثالث" ويحاول هؤلاء الإرهابيون المتطرفون وغيرهم، في كل عام، وضع "حجر الزاوية" لما يتصورونه "الهيكل" على الحرم الشريف. وعادة ما يتم إيقافهم من قِبل السُلطات الإسرائيلية. ولكن على مدى السنوات القليلة الماضية؛ فإنهم قد استخدموا استراتيجية جديدة تتمثل في -التطهير العرقي للفلسطينيين والعرب في القدس- أي إبعادهم خارج القدس، مستخدمين أموالاً أميركية لشراء عقاراتهم، وبدعم بملايين الدولارات من الولايات المتحدة، قامت مجموعة من المستوطنين اليهود المتعصبين، تابعة لجمعية "عطيرت كوهانيم" الدينية، بـ"شراء" واحتلال مبانٍ بحي سلوان في القدس الشرقية. وفي الأسابيع القليلة الماضية، اشترت الجمعية مبنييْن: الأول فيه 25 شقة، والثاني يتكون من 10 شقق، وهي من المباني التي كان يحتلها المتدينون المتطرفون، وفي 20 أكتوبر الحالي، اندلعت أعمال عنف، بزعم أن فلسطينيين من القدس الشرقية ألقوا قنابل حارقة "محلية الصُنع" على مبنى سكني احتجاجاً على التوسُّع غير القانوني في المستوطنات اليهودية. وتدعي الحكومة الإسرائيلية أنها لا علاقة لها بهذا التوسع السكني، و"لا تملك السيطرة" على مشتريات خاصة، ما يجري في سلوان هذا الأسبوع هو أسلوب قديم من "تكتيك" الغزو المعروف لأجهزة المخابرات والأمن الإسرائيلية، وكذلك أجهزة الأمن الأميركية. وإن أحدث عملية شراء مبنى من 10 شقق تمت علناً من قبل جمعية عطيرت كوهانيم التي هي في الأصل مدرسة يهودية دينية متعصبة (يشيفا)، ولكنها الآن وسَّعت نشاطها ليشمل شبكة من المؤسسات والمنظمات والكيانات الدينية التي تسعى إلى دفع الفلسطينيين إلى الخروج من القدس وإسرائيل والضفة الغربية. قال المدير التنفيذي لجمعية عطيرت كوهانيم، دانيال لوريا، علناً إن منظمته ساعدت على "تسهيل" عمليات الشراء والاستيطان في حي سلوان، وذلك وفقاً لما ذكرته العديد من الصحف، بما في ذلك صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" و"ديلي ستار" اللبنانية ويتفاخر لوريا بأن اثنين من المباني الجديدة التي احتلت في جوف الليل من قِبل المستوطنين سوف "تضاعف" الوجود اليهودي في ذلك الجزء من سلوان. وقال لوريا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إنهم اختاروا تلك المنطقة، لأن: "الناس يريدون قطعة من الصخرة، ولمس جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف)، حيث يعتبرون مهد الحياة اليهودية شيئاً أساسياً هناك" ويتزامن تورُّط جمعية عطيرت كوهانيم في أحدث عملية شراء مع التوتر الحالي في القدس الشرقية، عندما جرى تعذيب وحشي وحرق وقتل فتى فلسطيني (16 عاماً)، هو محمد أبو خضير، على أيدي يهود يمينيين متطرفين، ولا يزال الوضع الحرج، يُمثل برميل بارود يزداد سوءاً بسبب التأخير المستمر لمحاكمة ثلاثة متهمين بالقتل. في الواقع، تم تأجيل محاكمة المتهمين بقتل أبو خضير مرة أخرى يوم 21 أكتوبر، أي بعد يوم واحد من غزو المستوطنين اليهود لسلوان. ويذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دان التوسُّع المطرد للمستوطنات اليهودية في تصريح له الأسبوع الماضي وبالنظر إلى تاريخ عطيرت كوهانيم، وارتباطها بجمعية أمناء جبل الهيكل، وتاريخ جهودهم لتدمير المسجد الأقصى؛ فإن إيقاف الاستيلاء السري على العقارات أصبح الآن ضرورة ملحة أما المعركة على جبل الهيكل والخطط الإسرائيلية اليمينية المتطرفة للسيطرة على الموقع المقدس وكل القدس الشرقية، فلها تاريخ عميق الجذور ففي 28 سبتمبر 2000، قاد زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك، أرييل شارون، وفداً من حزب الليكود إلى الحرم القدسي الشريف، وكان محاطاً بالشرطة الإسرائيلية. وتُعد تلك الزيارة استفزازاً متعمداً للفلسطينيين. وجاءت الزيارة بعد عشرة أيام فقط من الذكرى السنوية لمجزرة مخيمي "صبرا وشاتيلا" للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وكانت تلك المجزرة بقيادة شارون عندما كان وزيراً للدفاع، وذلك وفقاً للتحقيق الرسمي الإسرائيلي حول عمليات القتل الجماعي في المخيميْن. وأثارت زيارة شارون للحرم القدسي الشريف أعمال شغب واحتجاجات سريعة حددت معالم بداية الانتفاضة الثانية، التي استمرت لمدة خمس سنوات أنهت اتفاقات أوسلو للسلام وعطلت انطلاقة أي آفاق حل حقيقي لإقامة الدولتين وفي الفترة ما بين 1980-1984، كانت هناك محاولات عدة من قِبل تجمُّع اليهود السري الذي يشارك فيه أعضاء ومتعاونون من أمناء جبل الهيكل، وجمعية عطيرت كوهانيم وحركة كاخ الإرهابية التي يتزعمها مائير كاهانا، ومجموعات أخرى من اليمينيين، لتفجير المسجد الأقصى. وفي حين أن التفاصيل قد اختفت منذ فترة طويلة عن الصحافة، فإن المنظمات المتصلة بهذه الجرائم لا تزال نشطة وتشارك بعمق في أعمال غير شرعية بالقدس الشرقية وبالعودة إلى أكتوبر 1991، كانت جمعية عطيرت كوهانيم تشارك بالفعل في المحاولات الأولى لغزو القدس الشرقية، وكانت سلوان الهدف بحكم جوارها للحرم الشريف وفي عام 1997، نقلت صحيفة "جيروزالم بوست" عن يوسي بومول الذي كان مديراً لجمعية عطيرت كوهانيم التي تخطط للمشتريات العقارية في القدس الشرقية، قوله: "لا يهم مدى صغر المجتمع الذي يحصل على موطئ قدم في الحي العربي؛ حيث إنه إذا كانت هناك اثنتان أو ثلاث عائلات يهودية في حي عربي، ويذهب الناس لزيارتهم، فإن ذلك يعطيهم الشعور بالأمن، ويجعلهم يشعرون بأن الشارع جزء من إسرائيل، في التسعينات تم تمويل عملية انتزاع العقارات الفلسطينية من قِبل مليارديرات الصهاينة الأميركيين والآن، مع مزيد من التمويل من حفنة مليارديرات صهاينة في أميركا، مثل إيرفينج موسكوفيتش، وشيلدون أديلسون، فإن أعمال التطهير العرقي في القدس الشرقية وإدراج جبل الهيكل إلى داخل المنطقة المجاورة مباشرة للمسجد الأقصى، يتحركان بشكل خطير يقترب من لحظة المواجهة. 

ل. م / ف. ه

من نفس القسم دولي