دولي

ارتفاع حدة الاعتداءات الإسرائيلية على الصيادين في الأسابيع الأخيرة

رغم اتفاق التهدئة الذي أُبرم بين فصائل المقاومة والاحتلال

 

 

لم يمض 12 يوماً على إفراج قوات البحرية الإسرائيلية عن مركب الصياد محمد أبو وصفة (38عاماً)، بعد احتجازٍ دام لنحو أربعة أشهر، حتى عاودت تعطيل حركته، عندما أمطرته بزخات الرصاص والقذائف المتفجرة، مما أدى إلى ولوج المياه إلى داخله وغرقه قبالة شواطئ وسط مدينة غزة، دون أن يتمكن أبو وصفة من سحبه نحو الشاطئ لعدم توفر الآلات المطلوبة، وارتفعت في الأسابيع الأخير حدة الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصيادين، رغم أن اتفاق التهدئة الذي أُبرم بين فصائل المقاومة والاحتلال بعد العدوان الأخير نص على حرية عمل الصيادين في مساحة ستة أميال، ولكن المضايقات الإسرائيلية تأخذ شكلاً متصاعداً، وأنفق أبو وصفة في مطلع الشهر الحالي نحو 20 ألف دولار لإصلاح الأعطال التي لحقت بالمركب أثناء فترة احتجازه، ويقول الصياد الغزيّ "في نهاية ماي الماضي خرجت برفقة أقاربي نحو البحر، ومع ساعات المساء ودون سابق إنذار تعرض المركب لإطلاق نارٍ كثيف من زوارق الاحتلال، فبدأ المركب يترنح مما أجبرنا على القفز منه والسباحة نحو الشاطئ، بينما اقتادت قوات البحرية التابعة للاحتلال المركب إلى جهة مجهولة"، أما الصياد سعدي صالح، فنبه إلى أن الاحتلال لم يلتزم إطلاقاً بأي اتفاق تهدئة، فهو يعتدي على الصيادين وهم داخل نطاق الصيد المسموح به، مشدداً على أنه لولا الظروف المالية القاسية للصيادين وعدم توفر مصدر دخل بديل، لهجر معظم الصيادين البحر، فالاحتلال ينغص عليهم عملهم على مدار الساعة ويحدد مساحة الصياد بالرشاشات النارية، وتحتجز قوات الاحتلال منذ عام 2008 أكثر من 35 مركب صيد صغيراً، تبلغ تكلفة الواحد نحو 15ألف دولار، في حين قيدت مساحة الصيد بثلاثة أميال منذ فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع صيف عام 2006، إلا أنه بعد اتفاق تهدئة 2012 سمح بالصيد بستة أميال، والأمر الذي أكده اتفاق التهدئة الأخير، في ذات السياق، يقول نقيب الصيادين نزار عياش إن اعتداءات جنود البحرية الإسرائيلية على الصيادين ومضايقاتهم لم تتوقف طوال السنوات الماضية، حيث اتخذت أشكالاً مختلفة كتمزيق شباك الصيد أو إطلاق النار نحو المحرك، وكذلك حرق المركب بالكامل عبر قصفه بالقذائف، أو منع الصيادين من العمل في المناطق التي تشهد غزارة في الأسماك، بجانب اعتقال الصيادين ومصادرة المركب ومعداته، ويلفت عياش في إلى أن أربعة آلاف صياد يمرون بحالة من الانهيار الاقتصادي الكامل، فمساحة ثلاثة أو ستة أميال لا تكاد توفر للصياد الدخل اليومي له ولعائلته، والتكاليف المرتفعة لقطع الغيار وأسعار الوقود تزيد من الأعباء الاقتصادية عليه، وتزعم قوات الاحتلال أن الشريط الساحلي لقطاع غزة أصبح منفذاً لتهريب الوسائل القتالية إلى داخل القطاع بعد تدمير الأنفاق التي كانت تربط مصر في مدينة رفح الفلسطينية، وهو ما سيعرقل على ما يبدو خطط توسيع مساحة الصيد حتى 12 ميلاً بحرياً.

ع. ح

من نفس القسم دولي