دولي

وثيقة شديدة اللهجة للاتحاد الأوروبيّ تضع لإسرائيل الخطوط الحمراء في قضية فلسطين وتل أبيب

يعتقد أنّ القارّة العجوز تُمهد لفرض عقوباتٍ قاسيةٍ عليها

 

 

هل العلاقات الإسرائيليّة مع دول الاتحاد الأوروبيّ تسير في اتجاه التصعيد، يبدو أنّ الطرفين على اقتناع بأنّ الجواب هو إيجابيّ، وذلك على ضوء إمعان إسرائيل في الممارسات الاستيطانيّة في القدس والضفّة الغربيّة، وفي هذا السياق، كُشف النقاب امس الأربعاء في تل أبيب عن أنّ الاتحاد الأوربيّ قام مؤخرًا ببلورة وثيقة خطوط حمراء، تشمل تحذيرًا لإسرائيل من مواصلة الاستيطان الذي يُغلق الطريق أمام حل الدولتين، مع ذلك، لفت مراسل الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، باراك رافيد، إلى أنّ الوثيقة المذكورة لم تُحدد العقوبات التي سيتخذها الاتحاد في حال قيام إسرائيل بتجاوز هذه الخطوط الحمراء، ولكنّه نقل عن دبلوماسيّ أوروبيّ قوله إنّ هناك عدة دول وفي مقدّمتها فرنسا تعتقد أنّه ينبغي تحديد عقوبات يتّم فرضها في حال عدم استجابة إسرائيل، كي لا تكون هناك مفاجآت ويكون الثمن واضحًا، على حدّ تعبيره، وأشار المُراسل، نقلاً عن مصادر دبلوماسيّة أوروبيّة، أنّ الاتحاد غضب جدًا في أعقاب مواصلة إسرائيل عمليات الاستيطان، على الرغم من التوجهّات الأوروبيّة إليها، وتحديدًا الاستيطان في القدس المحتلّة، الذي أغضب الأوروبيين أكثر فأكثر، وساقت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّه في نهاية الأسبوع المنصرم، أنهى الاتحاد الأوروبيّ المداولات حول وثيقة الخطوط الحمراء، وقرر الاتحاد نقل رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل حول الخطوات الإسرائيليّة التي تُشكّل برأيه تهديدًا حقيقيًا لإمكانية تطبيق حل الدولتين وبحسب المصادر فقد أُوكلت مهمة إيصال الرسالة الأوروبيّة إلى سفير الاتحاد الأوروبيّ في إسرائيل، لارس فابورغ-أندرسون، وإعلامها بأنّ الاتحاد الأوروبيّ معني بإجراء محادثات معها حول النقاط التي تقلقه، ومن المتوقّع أنْ يقوم أندرسون بتسليم الرسالة-الوثيقة إلى وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة وإلى ديوان نتنياهو قريبًا. وبحسب الوثيقة فإنّ الاتحاد الأوربي يولي أهمية كبيرة للحفاظ على حل الدولتين، وأنّ السبيل الوحيد لحلّ الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين يتّم بواسطة اتفاق يُنهي الاحتلال عام 1967، ويُعتبر نهاية للادعاءات والمطالب من قبل الطرفين، علاوة على ذلك، حدّدّت الوثيقة الخطوط الحمراء لسياسات إسرائيل في الضفة الغربيّة المحتلّة، وعليه، فإنّ الاتحاد الأوروبيّ يُطالب حكومة نتنياهو بالامتناع عن البناء الاستيطانيّ في الحي الاستيطانيّ بالقدس المحتلّة والمُسّمى إسرائيليًا بـ”غفعات عمطوس″. بالإضافة إلى ذلك، وجّه الاتحاد تحذيرًا لإسرائيل، جاء فيه، بحسب الصحيفة العبريّة، أنّ الاستمرارفي نشر المناقصات والاستمرار في عمليات البناء في الحي المذكور يُعتبر خطوة ستشكل تجاوزًا خطيرًا واستمرارًا في فرض الحقائق على الأرض، التي تحدد مسبقًا نتيجة أيّ مفاوضات مستقبلية، كما أكّدت الوثيقة الأوروبيّة. كما جاء في الوثيقة أنّ الاتحاد يُطالب إسرائيل بالامتناع عن البناء في منطقة الواقعة بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس، مُشدّدًا على أنّ البناء في هذه المنطقة يمس مسًا سافرًا بالتواصل الجغرافيّ للدولة الفلسطينية العتيدة، كما طالبت الوثيقة إسرائيل بالامتناع عن عمليات البناء في جبل أبو غنيم، وإلغاء المخطط الإسرائيليّ القاضي بنقل بدو فلسطينيين بالقوّة من مساكنهم في الضفّة الغربيّة المحتلّة ونقلهم إلى غور الأردن. ولفتت الوثيقة أيضًا إلى أنّ إن الاتحاد الأوروبيّ يُطالب إسرائيل بتجميد المخطط والبحث عن حل بديل بالتعاون مع السكان، مشدّدّةً على أنّ إخراج المخطط المذكور إلى حيّز التنفيذ العمليّ سيُعتبر خرقًا خطيرًا للقانون الدوليّ ومعاهدة جنيف. ولم تخلُ الوثيقة من التطرّق إلى المسجد الأقصى المُبارك، حيث أكّد الاتحاد الأوروبيّ في وثيقته أنّه يتحتّم على إسرائيل عدم إجراء أيّ تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى، مُعتبرةً إنّ أيّ محاولة من قبل إسرائيل لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى ستؤدّي إلى عدم الاستقرار في القدس، علاوة على أنّها ستزيد من حدّة التوتّر القائم أصلاً في المدينة، وكشف دبلوماسيّ أوروبيّ، طلب عدم الكشف عن اسمه للصحيفة الإسرائيليّة عن أنّ قناصلة الاتحاد الأوروبيّ كانوا يعتزمون إجراء زيارة للأقصى يوم غدٍ الخميس، لكنهم اضطروا لإلغائها بقرارٍ من مركز الاتحاد في العاصمة البلجيكيّة بروكسل، خشيةً أنْ تُعتبر هذه الخطة استفزازًا لإسرائيل، على حدّ قوله، بالمُقابل كشفت الصحيفة عن أنّ وزارة الخارجية الإسرائيليّة قامت يوم أمس الثلاثاء بإجراء مداولات حول الموضوع، لافتةً إلى أنّ هناك شعور في الخارجيّة بأن الاتحاد الأوروبي يقوم بالتمهيد مهد لفرض عقوبات على المستوطنات الإسرائيليّة في القدس وفي الضفّة الغربيّة، ونقلت الصحيفة عن محفل وصفته بأنّه رفيع المستوى في وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة قوله إنّ المفاوضات التي يقترحها الاتحاد الأوروبيّ هي عمليًا جلسة استماع قبل العقاب، مُشيرًا إلى أنّ الشعور في الخارجيّة الإسرائيليّة يؤكّد على أنّ الأوروبيين يعتقدون بأنّ إسرائيل سترفض التداول معهم في وثيقة الخطوط الحمراء، وبذلك يتلقّون الذريعة لفرض عقوبات على إسرائيل، أوْ أنْ تقوم إسرائيل بالتفاوض معهم على نوع العقوبات التي ستُفرض عليها من قبل الاتحاد الأوروبيّ، على حدّ وصفه ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ سفير الاتحاد الأوروبيّ في إسرائيل، لارس فابورغ-أندرسون، رفض التعقيب على ما جاء في الخبر.

س. م


من نفس القسم دولي