دولي
قرار البرلمان البريطاني الاعتراف بدولة فلسطين يثير جدلاً في إسرائيل
اعتبروه انتصارا دبلوماسيا لحماس
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أكتوبر 2014
مقابل الصمت الرسمي في إسرائيل على قرار البرلمان البريطاني الاعتراف بدولة فلسطين حمل معلقون إسرائيليون على حكومة نتنياهو واعتبروه انتصارا دبلوماسيا لحماس، وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الاتحاد الاوروبي قرر غداة القرار البريطاني زيادة الضغط على اسرائيل، وتنوه أن قادته يفحصون سلسلة من الخطوات الجديدة، بعضها غير مسبوق في حدته، للضغط على اسرائيل كي توقف البناء في المستوطنات، وحسب " يديعوت أحرونوت" فإن من بين الخطوات التي تنوي اوروبا اتخاذها، قائمة سوداء تضم اسماء المستوطنين الذين ادينوا بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين لمنعهم من دخول الدول الاوروبية ونقلت عن مسؤول رفيع في الاتحاد الاوروبي، انه تم اعداد الاوراق المطلوبة لاستكمال هذه الاجراءات، ولكنه تم تجميدها حاليا، وقد بدأ الاتحاد الاوروبي بتطبيق عدة قيود على التعاون مع جهات علمية اسرائيلية العاملة وراء الخط الأخضر، كما يواصل وضع شارات مميزة على منتجات المستوطنات وقال المسؤول ان قرار البحث عن طرق اخرى للضغط على اسرائيل ينبع عن الاحباط المتواصل بسبب استمرار البناء وراء الخط الاخضر، والذي وصل إلى قمته هذا العام واثار سلسلة من بيانات الشجب على خلفية قرار البناء الاخير في القدس المحتلة وأوضح سفير احدى الدول الاوروبية انه "لا يجري الحديث حاليا عن فرض عقوبات على اسرائيل، ولكن هناك حيزا كبيرا من الاحباط وليدنا الكثير من الآليات للتعبير عن احباطنا"
صمت رسمي
ويبدو ان اسرائيل تفضل رسميا العمل على مستوى منخفض ازاء قرار مجلس النواب البريطاني ولذلك لم يعقب رئيس الحكومة ووزير الخارجية وعدد من الوزراء على القرار ونقلت صحيفة "اسرائيل اليوم" المقربة من الحكومة ان نتنياهو لم يتحدث مع نظيره البريطاني، وكذلك لم يفعل وزير الخارجية، ولم يتم استدعاء السفير البريطاني لمحادثة توبيخ. مع ذلك تتخوف الخارجية الاسرائيلية من انجراف اوروبي ضد اسرائيل. ونقلت عن مسؤول رفيع، انه من جانب دول كثيرة في الاتحاد الاوروبي، هناك تلميحات واضحة بأنها تهدف للضغط على اسرائيل، واعتبر رئيس لوبي "ارض اسرائيل" في الكنيست، ومنسق كتل الائتلاف الحاكم ياريف ليفين، والنائب اوريت ستروك، القرار البريطاني مخجلا ويتنكر لوعد بلفور ولكل المشاكل الحقيقية في العالم.
رياح أوروبية باردة
في المقابل اعتبر رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ، أن الرياح الباردة تهب على اسرائيل من كل جهة في العالم، ولكن رئيس الحكومة ووزير الخارجية يرفضان مواجهة الحقائق. وتابع في تصريح للإذاعة العامة " لو كنت مكان نتنياهو لتبنيت مبادرة السيسي بكلتا يداي" كما هاجم عضو الكنيست الصحافي سابقا عوفر شيلح (حزب يش عتيد المشارك بالائتلاف الحاكم) نتنياهو وقال ان حماس التي خسرت في ساحة الحرب، تحقق انجازات دولية بسبب غياب المبادرة السياسية الإسرائيلية واوضح شيلح في تصريح لصحيفة "هآرتس" ان التصويت البريطاني يوضح بأن العالم يشمئز من الجمود السياسي، ويسعى كي يفرض على اسرائيل ما لا تجيد عمله بنفسها
ضريبة شفوية
وقال السفير البريطاني لدى اسرائيل ماثيو غولد، للإذاعة العبرية، ان "القرار يجب ان يقلق اسرائيل، ورغم انه لا يلزم الحكومة ولن يؤثر على سياستها الا انه يدل على حدوث تغيير في الرأي العام». واضاف ان على اسرائيل الامتناع عن توسيع المستوطنات والمساعدة في ترميم غزة وقيادة مفاوضات سياسية لكن وزير خارجية إسرائيل الأسبق يوسي بيلين عبر عن خيبة أمله من موقف ودور الاتحاد الأوروبي وقال إنه يكتفي بضريبة شفوية في انتقاد إسرائيل بسياق الحديث عن الصراع والتسوية. وأوضح بيلين في تصريح لإذاعة " الشمس" التي تبث من الناصرة أمس أن الاتحاد الأوروبي لا يجرؤ على طرح مبادرات سياسية مستقلة ويفضل التساوق مع الموقف الأمريكي وتابع "هناك من يراهن أن أوباما سيقوم بالسنتين المتبقيتين له باتحاذ مبادرة جدية وصارمة لتسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وهناك من يراهن على ذلك لكنني لا أعول عليه كثيرا"
فزّاعة اللاسامية
وهاجمت المعلقة رافيت هيخت اليمين الاسرائيلي، وعلى رأسه الحكومة الاسرائيلية، الذين يطرحون تفسيرات ومبررات يبثون من خلالها ان كل رسالة دولية يتم فيها انتقاد إسرائيل، سببها الكراهية لها ولليهود، وكان ناطقون في الحكومة ووزارة الخارجية قد اعتبروا قرار البرلمان البريطاني الاعتراف بفلسطين " تم امام قاعة نصف فارغة وفي محاولة بائسة لإحراج اسرائيل"عن كل ذلك تساءلت بسخرية هل يوجد في مخازن وزارة الخارجية ما يكفي من الكراسي المنخفضة لكل كارهي اسرائيل؟ (في تلميح لطريقة الاستقبال المهينة للسفير التركي بعد حادث مرمرة). وقالت هيخت في مدونتها انه من المثير للسخرية والاستهجان بشكل خاص، ادعاء اليمين بأن الادارة الامريكية والمجتمع الدولي غير معنيين بما يحدث في المستوطنات او مصير الشعب الفلسطيني، وشجبهما ليس الا خطوة هدفها التحرر من الالتزام، او نوعا من الضريبة الشفوية التي يتم دفعها لتخفيف ازعاج اليسار
وعد بلفور
وتابعت "يعلمنا الرد الإسرائيلي على الأحداث الدولية انه يجري التنكر للواقع ومحاولة حماية الوعي منه والواقع هو ان العالم الغربي يتنظم ببطء وحذر استعدادا لنزع شرعية رمزي وعملي لسلطة الاحتلال الاسرائيلي. يجب حل المشكلة الفلسطينية، واليمين لا يقترح أي حل منطقي، واعتبر المعلق البارز دان مرغليت ان القرار البريطاني مثير للغضب ولكن يستحق الاصغاء وانه بعد 97 عاما من قيام وزير الخارجية البريطاني المحافظ، جيمس ارثور بلفور، بتسليم ليونيل روتشيلد الوعد الذي يتألف من 79 كلمة (حسب الترجمة العبرية) بأن تعمل بريطانيا على اقامة وطن قومي لليهود، اجتمع البرلمان في لندن واعلن دعمه لإقامة دولة فلسطينية على الأرض ذاتها، وتابع " نجم القرار في عام 1917 عن جهود سياسية متواصلة. وعندما سأل بلفور الدكتور حاييم فايتسمان، عما اذا كان يمكن اقامة سيادة يهودية على أرض اخرى، انتصب الزعيم الصهيوني وقال: " لنفرض انني اعرض عليك باريس بدل لندن، هل ستوافق؟" فقال بلفور: "لكن لندن هي لنا"، فرد فايتسمان بشكل اقوى: "القدس كانت لنا عندما كانت لندن لا تزال مستنقعا" وقال مرغليت انه يجب عدم المبالغة بوزن قرار البرلمان البريطاني فأهميته مشروطة بمواصلة العمل السياسي اليومي، لكنه نوه لـ"حساب تاريخي" طويل بين بريطانيا العظمى وإسرائيل الناشئة، طوال السنوات الماضية.
ل. ك/ ط. س