دولي

الفلسطينيون إلى القاهرة استعداداً لمؤتمر إعادة الإعمار

مع محاولات لمنع أي عدوان جديد والوصول إلى اتفاق أبعد من غزة

 

بعد الزيارة الناجحة، وإن كانت قصيرة زمنياً، لرئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله وفريقه الوزاري إلى قطاع غزة، تتوجه الأنظار إلى العاصمة المصرية القاهرة، التي تستضيف غدا مؤتمر إعادة الإعمار الخاص بقطاع غزة، حيث عاد الحمد الله وعدد من الوزراء من غزة إلى الضفة الغربية، استعداداً لمرافقة الرئيس محمود عباس في رحلته إلى عمان التي ينطلق منها إلى القاهرة، وبحسب المعلومات، فإن الحمد الله، سيعود إلى قطاع غزة مرات أخرى بعد مؤتمر إعادة الإعمار، للإشراف وحكومته على انطلاق أعمال الإعمار، وإعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع بعد ما خلفه العدوان الإسرائيلي من دمار كبير، ولعل ما كشفه القيادي في حركة فتح، زياد أبو عين، عن زيارة مرتقبة وقريبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى غزة ربما خلال أيام، قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة، وأكد أبو عين أن زيارة الرئيس عباس لغزة متفق عليها، وستنفذ خلال الفترة المقبلة، بحسب وعود رسمية وصلت لنا مؤخراً، والمح أبو عين أن اجتماع حكومة التوافق الوطني في قطاع غزة، برئاسة رامي الحمد الله، كانت خطوة إيجابية، ومقدمة ستساعد في إتمام زيارة عباس، مؤكداً أن هذه الزيارة لا تحتاج لأي إذن مسبق من أي أحد، كون القطاع جزءا أصيلا من الدولة الفلسطينية المستقلة، وبالعودة إلى مؤتمر إعادة الإعمار، ففي أكثر من رسالة للمجتمع الدولي، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، أن وزراء الحكومة سيتنقلون بين غزة والضفة من أجل متابعة سير العمل، فيما سيتم تسليم معابر قطاع غزة إلى حكومة التوافق يوم الأحد، ما يعني مرحلة جديدة من تثبيت المصالحة الفلسطينية، والسير قدماً لتولي سلطة واحدة زمام الأمور في الضفة والقطاع، ولا يتوقف مؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة على جمع الأموال لإعادة ما دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير فقط، بالنسبة للفلسطينيين، وللكثير من دول العالم، انما يريده الفلسطينيون، ان يكون محاولة لمنع أي عدوان جديد على قطاع غزة، ويبحثون عن اتفاق طويل الأمد مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وقالت مصادر فلسطينية إن هناك محاولات فلسطينية مصرية لأن يتناول مؤتمر المانحين في القاهرة ما هو أبعد من غزة، أو أشبه باتفاق سياسي جديد للمرحلة المقبلة، كون الجانب الفلسطيني مُصر على الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، والتلويح بالجنايات الدولية في حال الفشل في المحفل الأممي، ومحاولة محاصرة إسرائيل لإعطاء الفلسطينيين الحقوق الأساسية في الحياة، وصولاً إلى الدولة الفلسطينية، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أعلن أكثر من مرة خلال الجهود المصرية للوساطة لوقف إطلاق النار في غزة، أن المطلوب ليس اتفاق تهدئة ووقف إطلاق نار، وإنما ما هو أبعد من ذلك، وصولاً إلى الشق السياسي، واتفاق طويل الأمد بين الجانبين لإنهاء معاناة الفلسطينيين على أكثر من صعي. المشكلة التي قد يواجهها الفلسطينيون، هي الوضع الإقليمي المتردي، وقضية الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وانشغال العالم به، لكنها قد تكون ذات القضية المفصلية في تحريك الملف الفلسطيني، على اعتبار أنه من المهم عدم اشتعال الجبهة الفلسطينية، وسط إقليم مشتعل أصلاً، وقد تكون هناك فرصة لممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل، والحصول على دعم دولي أكبر للمواقف الفلسطينية تجاه حلحلة القضية، لكن الأهم على المنظور القريب بالنسبة للفلسطينيين، هو الحصول على الدعم المالي من مؤتمر المانحين في القاهرة لإعادة الإعمار، وانطلاق العمل فعلاً، وتوحيد شقي الوطن، ما يشكل انطلاقة فلسطينية داخلية جيدة، تعتبر أرضية صلبة لأي اتفاق أو مشروع سياسي قادم، في المرحلة المقبلة. 

ل. م

من نفس القسم دولي