دولي

الإعلام الإسرائيليّ يُقّر بفشل خطاب نتنياهو في زعزعة العالم

قال إنه قرر القفز عن الفلسطينيين والتوجّه للدول العربيّة المعتدلة لإبرام السلام معها

 

 

أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيليّة اليوم الثلاثاء على أنّ خطاب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العموميّة للأمم المتحدّة افتقد لكلمة السلام، وكانت صحيفة (هآرتس)، التي تُعتبر بشكلٍ أوْ بآخر، مُغردّة خارج السرب، قد هاجمت خطاب نتنياهو واعتبرته ابتذالاً مكررًا، كما قال الصحافي حيمي شاليف، مُراسل الصحيفة في نيويورك، الذي أضاف أنّ الخطاب كان مبتذلاً، باهتًا ومُكررًا، وعرض فيه رئيس الوزراء بضاعة لن يجد من يشتريها، على حدّ وصفه وقال المُراسل الذي يُرافق رئيس الوزراء إلى نيويورك، إنّه يُمكن مساواة الخطاب الذي ألقاه نتنياهو لحلقة تلفزيونيّة، تمّ فيها جمع عدّة لقطات سابقة، وأضاف أنّ نتنياهو عوضًا عن تحضير خطاب مع رسائل جديدة وتخترق الطرق، قام بجمع عددٍ من الرسائل المحببة عليه في الفترة الأخيرة، ووحدّهم في بوتقة واحدة، وبرأي المُراسل فإنّ النتيجة كانت في بعض الأحيان مربكة، ذلك أنّ العديد من القضايا التي تطرّق إليها نتنياهو في خطابه لم يكُن بينها أيّ صلة واقعيّة من حيث الزمان والمكان، ولكنّه أضاف أنّ نتنياهو حاول من خلال الرسائل القديمة الجديدة أنْ يُخيف ويُرهب العالم، لافتًا إلى أنّ هذا النموذج من الخطاب لم يُلق بظلاله على أحد في القاعة التي كانت شبه فارغة خلال الخطاب، على حدّ قوله. بالإضافة إلى ذلك، قال المُراسل الإسرائيليّ إنّ الهجوم القاسي الذي شنّه نتنياهو على رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، لن يُساهم في تقوية موقف إسرائيل في الحلبة الدوليّة، لا بل بالعكس، زاد المراسل، من شأن هذا الهجوم أنْ يخدم عبّاس والفلسطينيين، مشيرًا إلى أنّ سبب هذا الهجوم الشرس هو أنّ نتنياهو أراد من خلاله أنْ يتوجّه إلى المواطنين في إسرائيل في السياق ذاته، كتب المُحلل السياسيّ في موقع شالوم يروشالمي، إنّ نتنياهو هاجم كلّ العالم الذي ينتقد إسرائيل، ويقوم بشراء صناعة الكذب، ويقوم بنزع الشرعيّة عن إسرائيل. وتابع قائلاً إنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ اتهّم الجميع بمعاداة الساميّة، ولم يُفرّق بين المنتقدين الشرعيين لسياسة إسرائيل، ومن بينهم العديد من أصدقائها، وبين من يكره إسرائيل، ومن الواضح جدًا، أنّ ليس الجميع على استعداد لقبول هذه الأفكار، قال المًحلل الإسرائيليّ. وأضاف أنّ نتنياهو تكلّم بصوتٍ عالٍ، وحصل على موجات من التصفيق في بعض الأحيان، ولكنّه فشل في زعزعة العالم. ذلك أنّ المجتمع الدوليّ، أضاف يروشالمي، يرى في إسرائيل الطرف القويّ، الذي تمكّن في الحرب الأخيرة من صدّ الأغلبية الساحقة من الصواريخ التي أُطلقت باتجاه أراضيه، وبموازاة ذلك قام بقتل أكثر من ألفي فلسطينيّ، ربعهم من الأطفال، وأدّى قصفه إلى آلاف الجرحى، وحوّل مئات الفلسطينيين إلى لاجئين، هذه هي مشكلتنا مع العالم، جزم المُحلل، ولفت أيضًا أنّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة ترفض الربط بين حماس وتنظيم “الدولة الإسلاميّة”، ولن تُساعد نتنياهو القرائن بين أبو بكر البغدادي وبين خالد مشعل، ففي نظر العالم برّمته، تنظيم (داعش) يقوم بقتل الأبرياء، فيما تقوم إسرائيل باستخدام الذخيرة المُفرطة ضدّ السكان والمواطنين في قطاع غزّة. وأردف يروشالمي قائلاً إنّ نتنياهو على علمٍ وعلى يقينٍ بذلك، ولكنّه ليس على استعداد للتنازل، فبدل أنْ يقوم بحلّ المشكلة، يقوم بالعمل على تأجيجها واستفحالها، مشيرًا إلى أنّه في الخطاب الذي ألقاه في الأمّم المتحدّة قام نتنياهو بتحويل الرئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس إلى العدو الأكثر خطرًا على إسرائيل وعلى اليهود، واتهمه بأنّه يُنكر المحرقة وتابع قائلاً: نعم، لقد قال عبّاس في خطابه أمورًا لا تُحتمل، ولكنّ نتنياهو انقضّ على الفريسة، وقام بتصفية ممركزة للشريك الوحيد له في عملية السلام، لافتًا إلى أنّه لمَنْ نسي فإنّ عبّاس يُحارب سويّةً مع نتنياهو الإرهاب الذي تٌنتجه حركة حماس، كما أنّه، أيْ عبّاس، استنكر بشدةٍ في جامعة الدول العربيّة اختطاف المستوطنين الثلاثة، وأعلن أنّه لن يعود إلى بيته في صفد، وعلى الرغم من كلّ ذلك، فإنّ نتنياهو شطب جميع هذه الأمور، وتساءل المُحلل الإسرائيليّ: مع مَنْ سيتحدّث نتنياهو الآن؟ وخلُص المُحلل إلى القول إنّه خلال العملية العسكريّة الأخيرة تحدث نتنياهو عن أفق سياسيّ جديد، الآن بعد الخطاب، يُمكن فهم ما هو القصد من وراء هذا التصريح، إنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، أضاف يروشالمي، يُريد القفز عن الفلسطينيين، والتوجّه إلى الدول العربيّة التي وصفها بالمعتدلة والمهمّة، والتي تُقيم إسرائيل معها علاقات سريّة منذ زمنٍ طويلٍ، على حدّ تعبيره. 

ن. ن

من نفس القسم دولي