دولي
عباس يتهم إسرائيل بارتكاب “جريمة إبادة” في غزة
واشنطن تعبر عن استيائها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 سبتمبر 2014
اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة اسرائيل بارتكاب “جريمة إبادة” في قطاع غزة، مؤكدا من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ان المفاوضات فشلت وحان الوقت لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي و”لاستقلال دولة فلسطين”، مما اثار استياء واشنطن.
وتحدث عباس عن “حرب إبادة" شنتها اسرائيل على غزة، في اشارة إلى الحملة العسكرية الاخيرة التي استمرت خمسين يوما وأسفرت عن استشهاد 2140 فلسطينيا معظمهم من المدنيين وأدىت إلى تدمير القطاع. كما ادت إلى مقتل سبعين اسرائيليا معظمهم من العسكريين. وأثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني في الدورة 193 للجمعية العامة للأمم المتحدة استياء واشنطن.
فقد رأت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان تصريحات عباس “استفزازي”. وقالت انه “كانت في خطاب الرئيس عباس اليوم توصيفات مهينة هي في العمق مخيبة للآمال ونرفضها”. وأضافت ان “مثل هذه التصريحات الاستفزازية غير مثمرة وتقوض الجهود لإيجاد مناخ ايجابي وإعادة الثقة بين الجانبين”. اما اوساط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو فقالت ان هذا الخطاب امام الجمعية العامة للأمم المتحدة “يحرض على الكراهية ومليء بالأكاذيب”. وقال مصدر قريب من نتانياهو لوكالة فرانس برس “ليس بهذه الطريقة يتحدث رجل سلام”.
من جهته، اتهم وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في بيان عباس بممارسة “ارهاب دبلوماسي”. وقال ان “محمود عباس لا يريد ولا يمكنه ان يكون شريكا من اجل تسوية سياسية للنزاع″. وأضاف “ما دام محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية فان النزاع سيستمر”. وخلافا لما اعلن الإثنين، لم يحدد عباس برنامجا زمنيا جديدا لمفاوضات السلام مكتفيا بطلب قرار من مجلس الامن الدولي لا فرصة لإقراره.
وقال عباس “آن لهذا الاحتلال الاستيطاني ان ينتهي الان هناك احتلال يجب ان ينتهي الان وهناك شعب يجب ان يتحرر على الفور. لقد دقت ساعة استقلال دولة فلسطين”.
وبعد ان وصف الهجوم على غزة الذي جرى بين جويلية وأوت الماضيين “بحرب ابادة”، اكد محمود عباس انه “باسم فلسطين وشعبها أؤكد هنا اليوم: لن ننسى ولن نغفر ولن نسمح بأن يفلت مجرمو الحرب من العقاب”.
وأضاف ان “الحرب الأخيرة على غزة كانت سلسلة من جرائم الحرب مكتملة الأركان نفذت وببث مباشر على مرأى ومسمع العالم بأسره لحظة بلحظة. فلا يعقل أن يدعي أحد الآن أنه لم يدرك حجم وهول الجريمة”.
وتابع “لا يعقل ان يكتفي البعض بإعلان دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دون الاهتمام بمصير آلاف الضحايا من أبناء شعبنا”.
لكن الرئيس الفلسطيني لم يشر إلى امكان اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية، الامر الذي سبق ان توعد به مسؤولون فلسطينيون.
وتستطيع فلسطين الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية منذ حصولها العام 2012 على صفة دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة، ومن ثم ان ترفع شكوى ضد اسرائيل لدى المحكمة المختصة بالنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية وعمليات الابادة.
وجدد عباس مطالبته برفع الحصار الاسرائيلي عن القطاع الذي “يخنق غزة ويحولها إلى اكبر سجن في العالم لنحو مليوني مواطن فلسطيني”.
وطالب الرئيس الفلسطيني بقرار يصدره مجلس الامن الدولي “ينهي الاحتلال الاسرائيلي ويحقق حل الدولتين دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على كامل الأراضي التي احتلت في العام 1967 إلى جانب دولة اسرائيل مع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه على أساس القرار 194 كما ورد في المبادرة العربية للسلام”.
وشدد على ضرورة “وضع سقف زمني محدد لتنفيذ هذه الأهداف” بدون ان يحدده، بينما كان مسؤولون اسرائيليون تحدثوا عن مهلة ثلاثة اعوام.
وأكد عباس ان هذا القرار الدولي سيسمح “باستئناف فوري للمفاوضات بين فلسطين وإسرائيل لترسيم الحدود بينهما والتوصل لاتفاق تفصيلي شامل وصياغة معاهدة سلام بينهما”. وأوضح الرئيس الفلسطيني ان مشروع قرار مدعوم من الدول العربية سيقدم إلى مجلس الامن الدولي من اجل اطلاق المفاوضات على امل تسوية نهائية مع اسرائيل حول حل الدولتين.
لكن فرص تمرير هذا القرار ضئيلة اذ ان واشنطن استخدمت حق النقض (الفيتو) مرات عدة ضد القرارات التي تضر بإسرائيل. وأكد دبلوماسيون في الامم المتحدة ان لولايات المتحدة ستسارع إلى الحؤول دون صدوره. واقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة في نيويورك بان “الامور لم تشهد تقدما كبيرا” في ما يخص النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وقال في مؤتمر صحافي “لم يكن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني غائبا خلال هذه الدورة (للجمعية العامة للأمم المتحدة) لكنه كان اقل حضورا مما يمكن ان يتصور البعض. وبالنسبة للعلاقات بين اسرائيل وفلسطين فالأمور حتى الان لم تحرز تقدما”. ويعمل الاعضاء الدائمون في مجلس الامن منذ اسابيع لإعداد مشروع قرار بشان غزة (الهدنة وإعادة الاعمار ورفع الحصار ونزع السلاح). لكن الفلسطينيون يرفضون قرارا يقتصر على موضوع قطاع غزة.
سالم- أ