دولي

مصدر إسرائيلي: عددُ كبيرُ من الجناح العسكريّ في حماس يؤيّد إعادة إطلاق الصواريخ

قال إن المواجهة القادمة ستكون قريبة وحتمية

 

 

قال مُحلل الشؤون الفلسطينيّة، آفي إيسخاروف، في تحيلٍ نشره فعلى الموقع الالكترونيّ (تايمز أوف إزرائيل) إنّ معضلة حماس في الأساس، تكمن في الوضع العسكريّ، ذلك أنّه ليس في أفضل حالاته على أقّل تقدير، لافتًا إلى أنّ قيادة حماس تشير إلى أنّها غير معنية بدخول جولة جديدة من العنف، وأنها تهدف بدلاً من ذلك إلى محادثات مع إسرائيل والسلطة الفلسطينيّة ولكن، أوضح المُحلل، أنّ استمرار الوضع الحالي سيؤدي على الأرجح إلى انخفاض التأييد للحركة، وكل الشعبية التي حصلت عليها حماس بعد الحرب ستتبخر، مُضيفًا أنّه داخل قيادة حماس العسكريّة هناك حاليًا عددًا ليس بقليل من الأشخاص الذي يؤيدون فكرة تجديد إطلاق النار باتجاه إسرائيل، فهم يعتقدون أنّ إطلاق عددًا من الصواريخ من شأنه أنْ يكون بمثابة تذكير مؤلم لإسرائيل بأنّ غزّة بحاجة إلى إعادة بناء، وأردف المُحلل قائلاً إنّه في الوقت الراهن، القرار بين أيدي القيادة السياسية، ولكن مع كل يوم يمر من دون إعادة تأهيل القطاع، تميل الكفة أكثر وأكثر لصالح كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكريّ للحركة، على حدّ قوله، وبرأيه، فإنّه على الرغم من أنّ الرأي السائد في إسرائيل وغزة بأنّهما ليستا معنيتين حقًا بالانحدار إلى حالة حرب شاملة مرة أخرى، فإنّ التقديرات قبل 12 جوان الماضي، يوم اختطاف المستوطنين الثلاثة بالقرب من الخليل، وحتى قبل إطلاق عملية (الجرف الصامد)، كانت التقديرات مماثلة، على حدّ قوله، وشدّدّ المُحلل على أنّ ردّ حماس على قيام قوات الأمن الإسرائيليّة باغتيال مروان القواسمة وعامر أبو عيشة، يوم أوّل من أمس الثلاثاء، كان باهتًا للغاية، وكلّ من توقع في غزة أنْ تقوم حماس بالرد بقوة على تصفية الشهيدين، سواء كان ذلك عن طريق إطلاق وابل من الصواريخ أو بأيّ شكل آخر من أشكال “الإرهاب”، أًصيب بخيبة أمل، فبالكاد أعلن فريق التفاوض من حماس، الذي تواجد في القاهرة لإجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، أنّه احتجاجًا على مقتل الاثنين، سيقوم بتأجيل المفاوضات لثلاث ساعات، مُشيرًا إلى أنّ هذا ليس بالضبط الرد الشرس الذي يرغب أنصار حماس برؤيته، وتابع أنّه إذا توقّع أيّ شخص أنّ محادثات القاهرة ستُسفر عن انفراج لتوفير نوعٍ ما من الإغاثة للقطاع المدمّر، فكان الإحباط بانتظاره هنا أيضًا، مع إعلان قيادة حماس أنّ المفاوضات ستُستأنف فقط في نهاية شهر أكتوبر القادم وزعم المُحلل الإسرائيليّ أنّ هذه هي حماس بعد العملية العسكريّة، مجموعة التصريحات السخيفة التي نثرتها المجموعة بكل طريقة ممكنة، متباهية بنصرها وإنجازاتها، في حين أنّ الحقيقة أنّه لا يُمكنها الإدعاء بتحقيق أيّ إنجاز. صحيح أنه سُمح للصيادين في غزة الإبحار ستة أميال بحرية قبالة سواحل القطاع بدلاً من ثلاثة، ولكن ما عدا ذلك، تجد حماس نفسها في نفس النقطة تقريبًا التي كانت فيها قبل اختطاف المُستوطنين في جوان الماضي، لافتًا إلى أنّه لم يتّم رفع الحصار، وإطلاق الأسرى يبدو مستبعدًا، ولا يزال القطاع من دون ميناء بحري ومن دون مطار. وزعم أيضًا أنّه من الخطأ القول إنّ وضع حماس لم يتغير، فالحركة في الحقيقة في موقف أضعف بكثير مما كانت عليه من قبل، بسبب تدهور الأزمة الإنسانية في غزة، فقد مرّ شهر تقريبًا منذ انتهاء الحملة العسكريّة الإسرائيليّة في غزة، ولم يتغير أي شيء تقريبًا في القطاع، حيث أنّه لم يتم بناء منزلاً واحدًا، وأشار إلى أنّ السلطة الفلسطينية وإسرائيل وحماس توصلوا إلى تفاهم معيّن بشأن مواد البناء التي سيُسمح بإدخالها إلى غزة، ولكن لم يكن هناك أي تقدم يُذكر منذ ذلك الحين. وتابع قائلاً: يُتابع سكّان غزّة تفاؤلهم كالعادة، آملين بأنْ يكون هناك شيئًا جيّدًا في نهاية المطاف، ولكن الكثيرين منهم ينظرون إلى بيوتهم المدمّرة، ويُدركون أنّه من غير المرجح أنْ تتم إعادة بنائها في الوقت القريب. وبرأيه، هناك قضايا أساسيّة تحول دون إعادة بناء غزة أيضًا، مثل مطالبة السلطة الفلسطينية من حماس بأنْ تتنازل عن سيطرتها في غزة، وهو اقتراح ترفضه حماس بشكل قاطع. وأشار إلى أنّ مشكلة حماس هي أنّ الغزيين لم يعودوا يتعاطفون مع نسخة المقاومة التي تمثلها الحركة، وحصلت قوى أخرى في القطاع على أتباع لها على حساب المنظمة. علاوة على ذلك، بدأ الوضع المتفجر في غزة يُلقي بظلاله على مزاج المدنيين. على سبيل المثال، على مدى الأيام القليلة الماضية، اندلعت شجارات في بعض المدارس التي تأوي عشرات الآلاف من المشردين، مع أهالي الطلاب الذين يطالبون السكان الجدد بمغادرة المدارس على الفور للسماح ببدء السنة الدراسية وخلُص إلى القول إنّ مشكلة أخرى تشغل بال حماس وهي المطر، ذلك أنّه عندما تبدأ الأمطار بالهطول على سكان القطاع الذين لا يوجد سقف يقيهم منها، قد يصبح الإحباط المؤدب لسكان غزة بسرعة أكثر عنفًا وسيصعب احتواؤه، على حدّ زعمه. 

ن.ح

من نفس القسم دولي