دولي

لا توجد أيّ إمكانية لإقامة دولة فلسطينية على أراضي 67 وإسرائيل تسعى للاحتفاظ بالضفّة الغربيّة

مؤرخ صهيوني كبير يكشف خداع تل أبيب للعالم

 

 

قال المؤرخ الإسرائيليّ التقدّميّ، ايلان بابيه في محاضرة له أمام الحركات الشبابية في عارة – عرعرة في الداخل الفلسطينيّ، قال إنّ إسرائيل منذ البداية أرادت ضمّ الضفّة الغربيّة، لكن بتقديم الأمر للعالم وكأنّه حالة مؤقتة لحين التوصل إلى أتفاق دائم، إلا أن الأمر ليس كذلك، تابع، إذ أن إسرائيل كانت تضمر منذ البداية مسألة الاحتفاظ بالضفة الغربية، وهي التي اختلقت مصطلح حل الدولتين لتخدير العالم والعرب والفلسطينيين، وللأسف تلقفته نخب محلية وعربية وعالمية صدّقت الخدعة وبدأت تروّج لها، فيما سعت إسرائيل ميدانيًا إلى تكريس وجودها عن طريق خلق وقائع على الأرض ومنع أي إمكانية للانسحاب مستقبلا. 

وشدّدّ على أنّه لا توجد اليوم أي أمكانية لإقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967 ولم يتبق عمليًا إلا حل الدولة الواحدة، على حدّ تعبيره. 

وقال أيضًا إنّ الحل الوحيد المطروح اليوم على الساحة هو حل الدولة الواحدة بين النهر والبحر يعيش فيها الفلسطيني والإسرائيلي جنبا إلى جنب ويكون أساسها المواطنة والمساواة التامة بين كافة المواطنين من اليهود والعرب، مع ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وتحدث بابيه بإسهاب خلال محاضرته عن تسلسل الأحداث منذ العام 1948 وحتى اليوم ضمن خطة صهيونية مدروسة لإخلاء أكبر عدد من الفلسطينيين وتوطين يهود مكانهم، متوقفًا عند محطات فارقة منها قرار الحركة الصهيونية إقامة شريط تم فيما بعد تسميته بقطاع غزة لغرض تحويله إلى مخيم لاجئين كبير استوعب غالبية الفلسطينيين المطرودين من جنوب البلاد وحتى يافا، وتكرر الأمر بابتداع مصطلح الضفة الغربية ضمن اتفاق سريّ بين الحركة الصهيونية والأردن لتحويلها أيضا إلى سجن كبير لاستيعاب مهجري 1948، وفرض حكم عسكري على من تبقى من الفلسطينيين الذين صمدوا في ديارهم، على حدّ قوله. 

وفي عام 1964، أضاف، قررت حكومة إسرائيل بأنه آن الأوان لإلغاء الحكم العسكري تمهيدًا لتصديره إلى مناطق الضفة الغربية التي كانت تتطلع إسرائيل دوما إلى ضمّها في أول فرصة سانحة، على اعتبار أنّه لا وجود لإسرائيل بدون الخليل وبيت لحم ونابلس والقدس، ولا يمكن أنْ تكتسب إسرائيل صفة شرعية بدونها لارتباطها بماضي اليهود في فلسطين. 

وهي الفرصة التي سنحت عام 1967 واتخذت الحكومة الإسرائيلية في أعقابها قرارات حاسمة رسمت مصير البلد لعقود قادمة وحصل ذلك بإجماع كافة الأحزاب الصهيونية آنذاك وبزعامة حزب العمل، كان أول هذه القرارات أنّ إسرائيل لا يمكنها أبدًا أنْ تنسحب من أراضي الضفة الغربية، وأنّ عليها تكريس وجودها هناك عن طريق استيطان يهودي مكثف على كل شبر من الأرض مع الاحتفاظ بخيار الفوز بالأرض بدون سكانها الفلسطينيين عن طريق التهجير الجماعي أو الفردي وتشجيع الهجرة الطوعية بكافة الوسائل وهو ما يحصل إلى الآن. والحاصل هو سجن كبير للفلسطينيين يُعرف اليوم باسم الضفة الغربية. وعمليًا إن ما هو قائم على الأرض هو دولة واحدة من البحر إلى النهر، لكن إسرائيل تنكر ذلك عن طريق الاحتفاظ بجزء من السكان تحت حكم عسكري متواصل وحرمانهم من أدنى حقوق المواطنة، بذريعة أنّ هذا أمر مؤقت ينتهي مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة وهو الأمر الذي تكذّبه الوثائق الإسرائيلية ومحاضر الجلسات الحكومية. وتابع بابيه، بحسب موقع (العرب)، إنّ إسرائيل منذ البداية أرادت ضمّ الضفة الغربيّة، لكن بتقديم الأمر للعالم وكأنّه حالة مؤقتة لحين التوصل إلى اتفاق دائم، إلا أنّ الأمر ليس كذلك. إسرائيل، برأي المؤرّخ غير الصهيونيّ، كانت تضمر منذ البداية مسألة الاحتفاظ بالضفة الغربية. 

وإسرائيل هي التي اختلقت مصطلح حل الدولتين لتخدير العالم والعرب والفلسطينيين، وللأسف تلقفته نخب محلية وعربية وعالمية صدّقت الخدعة وبدأت تروّج لها، فيما سعت إسرائيل ميدانيًا إلى تكريس وجودها عن طريق خلق وقائع على الأرض ومنع أي إمكانية للانسحاب مستقبلاً وهو الحاصل بالفعل، فلا توجد اليوم أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967 ولم يتبقّ عمليًّا إلا حل الدولة الواحدة الذي فرضه الواقع، بانتظار أنْ تخرج إسرائيل من غيبوبتها، ومن حالة الإنكار التي تعيشها، وأنْ تعترف بأنّ الفلسطينيين ليسوا خدعة بصرية وأنّهم باقون. وخلُص إلى القول إنّه لا مفرّ سوى الإقرار بالوضع القائم وهو الدولة الواحدة القائمة فعلاً على الأرض، إضافة إلى عودة اللاجئين، وهذا لن يحصل تلقائيًا بل بعمل دؤوب من جانبنا، لأنّ إسرائيل لن تتخلّى طوعًا عن مكاسب حصلت عليها خلال الفترة الماضية، على حدّ قوله. 

م- د

من نفس القسم دولي