دولي

القيادة الإسرائيلية درست أربع خطط قدّمها الموساد لاغتيال خالد مشعل في قطر

في الأيام الأخيرة من العدوان على غزّة

 

كُشف النقاب في تل أبيب عن أنّ المجلس الوزاري الأمنيّ والسياسيّ المصغر درس اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وقال موقع (WALLA) الإخباريّ الإسرائيليّ إنّ هذا الاقتراح تقدّم به كلاً من وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ووزير الأمن موشية يعلون، ووزير المالية مائير لبيد، لعدّة أسباب منها عرقلة أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بوساطة من قطر. 

وأوضح الموقع أن جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) قدّم خطة مفصلة لعملية اغتيال مشعل داخل الأراضي القطرية، وكانت الخطة بين أيدي رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، وكانت في انتظار تصديقه لعملية اغتيال مشعل، لكن، أوضحت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة للموقع، أنّه تمّ التراجع عنها في اللحظات الأخيرة لعدة أسباب منها أنّه في حالة اغتياله سيتم توجيه أصابع الاتهام لتل أبيب، وهذا يعنى تدهور العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، حيث إن هناك علاقات قوية تربط واشنطن والدوحة التي ستكون مسرح عملية الاغتيال. كما أنّ إسرائيل تعلم جيدًا أنّ مشعل في حماية الأمير القطري تميم بن حمد الثاني، وهو يعنى تدهور في العلاقات بين تل أبيب والدوحة، بعدما انتقل للعيش هناك في العام 2012. 

وأوضح الموقع، نقلاً عن المصادر عينها أنّ الموساد قدّم 4 طرق لاغتيال مشعل منها اصطياده عن طريق طائرة بدون طيار داخل الأراضي القطرية، أو اغتياله عن طريق عملاء مثل اغتيال محمود المبحوح في دبي عام 2009، أو اغتياله عن طريق تفجير سيارته الفارهة بعد خروجه في الصباح لممارسة الرياضة. 

علاوة على ذلك، أشارت المصادر إلى أنّ مشعل جلب لنفسه المشاكل، لأنّه كان المتعنت الأخير في التوقيع على اتفاق التهدئة بين إسرائيل والمُقاومة الفلسطينيّة، خلال المفاوضات غير المباشرة التي جرت في القاهرة برعاية مصريّة. وتابعت المصادر أنّه في كلّ مرّة كان الطرفان يقتربان في التوصّل لصيغةٍ تُتيح التهدئة، وجد مشعل، بضغط من قطر، سببًا لرفض الاتفاق، لأنّه أراد أنْ تكون التهدئة بتدّخل من إمارة قطر. وذكّر الموقع بتصريحات وزير الماليّة الإسرائيليّ خلال العدوان الإرهابيّ على قطاع غزّة، والتي قال فيها إنّه لا توجد بوليصة تأمين لأيّ قياديّ من حركة حماس، إنْ كان في الداخل أوْ في الخارج، ورأت المصادر أنّ هذه التصريحات تدّل على عجز إسرائيل عن اغتيال قادة حماس في الخارج، معتبرةً أنّ هذه التصريحات هي بدون رصيد، على حدّ تعبيرها. 

وقالت المصادر أيضًا إنّ الملّف الشخصيّ الذي أعدّه الموساد الإسرائيليّ لمشعل مليء بالتفاصيل الشخصيّة، بما في ذلك رصد جميع تحركاته في إمارة قطر. وشدّدّت المصادر أنّ للأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة توجد القدرة الكافية والكاملة لاغتيال مشعل على الأراضي القطريّة، إذ أنّه يخرج كلّ صباح من فندق الخمس نجوم الذي ينزل فيه إلى جولة رياضة، ومن ثمّ يُسافر إلى مكتبه، وعليه، أضافت المصادر، من السهل جدًا على أحد عناصر الموساد تعليم سيارته بأشعة الليزر، ومن ثمّ تقوم طائرة إسرائيليّة بتوجيه صاروخٍ إلى سيارته لقتله. علاوة على ذلك، أضافت المصادر بإمكان الموساد إرسال طاقم من عناصره لتعقّب مشعل واغتياله، كما تمّت عملية اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي، وذلك في الـ19 من شهر جانفي من العام 2010. 

ونوهّت المصادر أيضًا إلى طريقة أخرى كان بقدرة الموساد تنفيذها لاغتيال مشعل، ولفت إلى أنّه بحسب المصادر الأجنبيّة، فإنّ الموساد قام باغتيال عددٍ من علماء الذرّة الإيرانيين عن طريق خليّة محليّة، أطلقت عليهم النار وأردتهم قتلى. ولفتت المصادر الإسرائيليّة إلى أنّ تصفية القادة لم تخدم المصلحة الإسرائيليّة في نهاية المطاف، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، أضافت المصادر بحسب الموقع العبريّ، أنّ اغتيال قائد حركة الجهاد الإسلاميّ، د. فتحي الشقاقي في جزيرة مالطا في العام 1995 لم تودّ إلى وقف تنامي قوّة الجهاد الإسلاميّ. والقضيّة الثانية، بحسب المصادر الإسرائيليّة، هي قيام إسرائيل في شباط (فبراير) من العام 1992 بواسطة مروحية أباتشي باغتيال الأمين العام لحزب اله آنذاك، عباس موسوي، وبعد ذلك تبينّ أنّ خليفته، الشيخ حسن نصر الله هو أكثر تطرفًا منه، كما أنّ اغتيال القائد العام للجناح العسكريّ لحزب الله في العاصمة السوريّة دمشق، عماد مغنية في فيفري من العام 2008 لم يمنع من حزب الله مواصلة التطوّر والتسلّح وزيادة ترسانته العسكريّة التي وصلت إلى مائة ألف صاروخ، على حدّ تعبير المصادر الإسرائيليّة. 

سالم- أ

من نفس القسم دولي