دولي
مهرجان الأقصى بأم الفحم يحتفي بانتصار غزة
وسط دعوات لوحدة الصف الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 سبتمبر 2014
شارك عشرات الآلاف من الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة بمهرجان "الأقصى في خطر" التاسع عشر، الذي احتضنته بلدة أم الفحم وألقيت فيه كلمات لقيادات دينية وسياسية ووطنية، حملت رسائل حذرت من تمادي الاحتلال الإسرائيلي بالتفرد بالقدس والأقصى.
احتفى مهرجان "الأقصى في خطر" التاسع عشر، الذي احتضنته بلدة أم الفحم بالداخل الفلسطيني مساء الجمعة، بانتصار قطاع غزة على العدوان الإسرائيلي، وركزت فقراته على الثورات العربية وما يعصف بمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى من مخططات تهويد واستيطان. وتقاطر عشرات الآلاف من الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة لساحة المهرجان التي تزينت بأعلام فلسطين ودول الربيع العربي وشعارات رابعة العدوية وصور الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الذي كرم بلقب "نصير الأقصى".
وأتحفت مؤسسة الأندلس للفن والأدب المهرجان بفقرات ثقافية وعروض فنية خصت بها دول الربيع العربي بأغنية "نزيف الأمة"، وصدحت الحناجر بأغنية "مرابطون"، لإعلاء صرخة القدس والأقصى، وتوجت أنشودة "جراح النصر" مراسيم الاحتفاء بانتصار غزة.
وألقيت بالمهرجان كلمات لقيادات دينية وسياسية ووطنية، حملت رسائل حذرت من تمادي الاحتلال الإسرائيلي بالتفرد بالقدس والأقصى، ومحاولات الالتفاف على المصالحة الفلسطينية وانتصار غزة، وبعثت برقيات من التفاؤل بانتصار ثورات الربيع العربي رغم ما يعصف بالمنطقة من أحداث وتحديات.
وفي الوقت نفسه، حذر رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح من محاولات جر الشعب الفلسطيني إلى حرب واقتتال داخلي من خلال محاولات زرع بذور الفتنة بإحداث الشقاق والعداوة بالصف الفلسطيني الواحد، والتآمر على غزة والانتصار الذي حققته بدحر الاحتلال الإسرائيلي. ودعا إلى الالتفاف حول المصالحة الفلسطينية والإسراع بإغاثة ونجدة غزة، مع التشبث بالثوابت والمواصلة حتى تحقيق مطالب الوفد الفلسطيني الموحد بالقاهرة، كما طالب الرئيس محمود عباس بالتوقيع على معاهدة روما من أجل مطاردة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بالمحاكم الدولية، لافتا إلى أن الساكت عن جرائم الاحتلال هو مجرم. وبدا الشيخ صلاح متفائلا ومتيقنا من قرب انتصار الربيع العربي والإسلامي، إذ طالب الشعوب العربية بتوخي الحذر والانتباه للمخططات العالمية التي تدبر للنيل من ازدهار مشروع الإسلام السياسي، وحثها على الإصرار على الشرعية والحرية باختيار النظام، مع رفض الأنظمة العسكرية والرجعية العربية التبعية، والسعي لتحقيق الوحدة الشاملة للأمتين العربية والإسلامية. وأكد الالتزام بالموقف الذي حدده الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الرافض لممارسات تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، لكنه أبدى رفضه المطلق والمبدئي للتحالف العالمي الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما وهدد من خلاله بقصف العراق وسوريا.
ووصف الشيخ صلاح هذا التحالف بالشرير الساعي لفرض المزيد من الفرقة والعداوة على مسيرة الأمة العربية بمحاولة لدفن الربيع الإسلامي، وتساءل أين كان هذا التحالف من الإرهاب الذي تمارسه الدول ضد المسلمين بالعالم؟ وأين كان من الإرهاب الإسرائيلي بفلسطين؟
أما الأوكونوموس صالح الخوري فأكد أن المسجد الأقصى في مكانة كنيسة القيامة، ويرى أن ما تتعرض له ساحات الحرم من محاولات تقسيم وتهويد ما هي إلا مخططات تنسجم مع تطلع الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف المقدسات العربية والإسلامية من مساجد وكنائس، بغرض طمس المعالم والآثار العربية للمدينة المقدسة وتهويدها. ودعا الخوري الشعب الفلسطيني لتوخي الحذر من محاولات زرع الفتن، وشدد على ضرورة أن يتيقظ الشعب بهذه المرحلة التاريخية المفصلية، إذ تحاك المؤامرات ضده من كل اعدائه، وأكد أن المساجد ستواصل معانقة ومساندة الكنائس، وأن الدم المسيحي الفلسطيني لن يخون عروبته.
من جانبه، شدد وزير شؤون القدس السابق حاتم عبد القادر على أن الحشود بالمهرجان تؤكد للمحتل الإسرائيلي أن الداخل الفلسطيني جنبا إلى جنب مع إخوانهم أهل القدس المحتلة سيواصلون رغم التضييقات والانتهاكات شد الرحال للمدينة المقدسة لدعم سكانها الأصليين بوجه مخططات الاستيطان والتشريد. وأكد أن الرباط بالقدس والاعتكاف بالأقصى صمام الأمان للدفاع عن الكنائس والمساجد التي تعد العصب الحساس للشعب الفلسطيني الذي لن يهون ولن يستكين بالدفاع عن المقدسات. وبعث عبد القادر برسالة للعالم العربي، وطالبه بحسم موقفه من القدس والأقصى، وتساءل هل المدينة المقدسة للفلسطينيين وحدهم أم هي أيضا للأمتين العربية والإسلامية؟.
ق- د